كانت البداية الأولى لمسرح العرائس هو "مسرح الظل" وكان هدفها الإرشاد الديني حيث كان عبارة عن قماشة بيضاء يقف وراءها أشخاص ويسلط ضوء على هذه القماشة من الخلف فيظهر الظل ويعطى التعليمات، وكانت نظرة الأطفال لهذا الظل أن هناك أشخاصا في العالم الآخر ينظرون إليهم علي أنهم أقوياء ويجب إتباعهم وتنفيذ أوامرهم . ويتضمن مسرح العرائس حواديت حركية للتسلية والترفيه ،وهي زاخرة بالقصص الشعبية القديمة مثل أبو زيد الهلالي والحصان الطائر ثم تطور إلى صندوق الدنيا ثم إلى الأراجوز وهو عبارة عن دمية "يد" يرتدي طرطور أحمر ويتصف بالتهور والاندفاع ويشاركه شخصيات أخرى كشخصية "عثمان" الأسود اللون العاقل الذي ينصحه دائماً، ثم تطور إلى مسرح العرائس ثم الماسكات. ولمسرح العرائس أهمية كبيرة للطفل حيث يعتبر مترجما حقيقيا لسلوك الطفل ووسيلة لإشباع حاجاته الأساسية ويعطي النموذج والمثل والقدوة بشكل أكثر تجسيداً مع احتفاظه بصفة العمق والتحليل معا، كما يمد الطفل بطلاقة الخيال وبالقابلية للتشكيل والاستعداد للاندماج وبالقدرة على المحاكاة والإحساس الجمالي وبالاستجابة النفسية والإبداعية لما يشاهده حيث أنه وسيلة راقية ومؤثرة في الطفل، وهذا التأثير سببه أن المسرح يتلاحم مع الطفل في الحوار والمضمون، وفي المكان والزمان، وكذلك في الشكل كالديكور والملابس والألوان. كما يعتبر مسرح العرائس أحد الوسائط التي تساعد على منح السعادة والفرح للأطفال ويهدف مسرح العرائس إلى تنمية السلوك الإبداعي وغرس القيم الإيجابية من خلال مضمون العمل، كما يعمل على إيجاد الشخصية البطولية التي يتخذها الطفل قدوة مثل شخصية صلاح الدين في صغره وكشخصية الداعية الصغير والشبل العالم، ويهدف أيضا إلى تنمية قدرة الأطفال على حل المشكلات من خلال العمل المسرحي، وتنمية ثقتهم في أنفسهم من خلال تعويدهم على التفكير السليم في المواقف المختلفة وممارستهم التعبير بالحركة واللغة كما يمتاز مسرح العرائس بمزجه للعديد من الفنون ، حيث يجمع بين فن التأليف والإنشاد وفن الإشارات كذلك فن الزخرفة والنحت. أنواع مسارح الأطفال وتتعدد أنواع مسارح العرائس لتشمل: مسرح الملاءة، المنضدة، الصندوق ومسرح فتحتي الباب، والنافذة، والمسرح الصغير، والمسرح الكبير ، كما تتعدد أشكال العرائس وأنواعها فمنها عرائس العصا، وعرائس القفاز، عرائس خيال الظل، والإصبع ،والعرائس غير المرئية وعرائس الأقنعة وعرائس الماريونيت . كما يلعب المسرح دورا هاما في العملية التعليمية للطفل حسب تصريحات سابقة للمخرج المسرحي أحمد جبارة والذي أشار إلى أن المسرح من الأساليب الحديثة في التعليم على مستوى العالم ويسمى التعليم التشاركي أي أن الطالب يصبح مشاركا في العملية التعليمة ولا يقتصر دوره على التلقي فقط مشيراً إلى أن التعليم لرياض الأطفال والطلاب ما قبل الابتدائية من خلال مسرح العرائس مستخدم في دول أوروبا ،لأنه من الوسائل التعليمية التي تلخص المادة التعليمية بشكل صور حركية وكلام مبسط يوصل المعنى. كما أوضح جبارة أن الطالب يتعلم باستخدام الدمى مهارات التمثيل وطبقات الصوت وفن الإحساس، مشيراً إن هذا الأسلوب يعمل على معالجة كثير من الأمور المرتبطة بالعملية التعليمية باستخدام كثير من عناصر الفنون في توصيل المادة التعليمية. الفن وسلوك الطفل فن المسرح يعمل أيضا على تعديل سلوك الطفل وذلك حسب رؤية فوزية السامعي إحدى المعلمات في تنمية شريحة المعاقين ،حيث يساعد مسرح الدمى على تعديل سلوك الأطفال بطريقة إيجابية ويعمل على غرس القيم الحميدة والعادات. كما اعتبرت بسمة العريقي "مشرفة أنشطة مدرسية "أن مسرح العرائس من الوسائل المشوقة وخاصةً للصفوف الأولية وهي إحدى الوسائل الرائعة لتوصيل فكرة أو مفهوم أو تعليم للتلاميذ بطريقة شيقة و جذابة، وتعد إحدى الطرق السحرية لتنفيذ المهمة العظيمة (التعليم)، مضيفةً إن مسرح العرائس له أهمية لإكساب أطفال الروضة المهارات الإبداعية المختلفة في ظل برامج فنية مدروسة تحمل أفكاراً آمنة توجه للأطفال بصورة مبسطة تتوافق مع طبيعة أعمارهم . اقرأ فى الملف " مسرح العرائس .. جماد يصنع المتعة والجمال" * ناجي شاكر يفتح خزينة أسراره ل "محيط" عن الليلة الكبيرة وجاهين * بالصور.. "محيط" تتجول داخل مسرح العرائس وترصد كواليس "بحيرة البجع" * بالصور.. ميكانيزم يروي ل "محيط" أسرار وخفايا صناعة العرائس * مسرح عرائس أوروبا.. من "الخشب" إلى عالم السينما ** بداية الملف