عقارب الساعة تقترب من الرابعة عصرا .... الحدث مباراة " الزمالك وإنبى " ببطولة الدورى العام .... المكان ستاد "الدفاع الجوى" بالتجمع الخامس ....الذى أكتست بواباته باللون الابيض وهو لون علم الزمالك حيث الجماهير الغفيرة تنتظرالدخول لتشجيع معشوقها الوحيد . ومع حلول الخامسة مساء وتزايد الاعداد بشكل كبير حدث شيء غريب لاحظه بعض العالقين أمام بوابات الاستاد ولكن لم يبالوا به وهو أنقطاع فجأة الاتصال بشبكة المحمول وشبكة الانترنت دون وضوح السبب ووهو الامر الذى لم يجد أى أهتمام فلا صوت يعلو فوق صوت تشجيع "الزمالك " . وبعد دقائق قليلة توجه الجميع إلى الممر المؤدى إلى بوابة الدرجة الثالثة المدججة بقوات الامن وسيارة مصفحة يعتليها عسكرى يمسك بقاذف قنابل مسيلة للدموع . الوقت يمر ويبقى الوضع عما هو عليه أعداد الجماهير تتزايد داخل هذا الممر الذى تقدر مساحته بحوالى "5" أمتار وسط رفض أمنى بفتح البوابة. سيدات وأطفال شباب وبنات الجميع يردد الهتافات التشجيعية " أنصر يارب الابطال " و"يازمالك أحنا جيشك" و"الدورى يا زمالك" وسط حالة من الالتزام الجماهيرى لم تحدث من قبل من أجل العودة إلى التشجيع فى مدرجاتهم التى حرموا من دخولها طيلة العامين الماضيين . وفجأة تم أطلاق قنبلة غاز مسيلة للدموع فى نهاية الممر ليعود دخانها على الجماهير الذين يحاولون الرجوع ومع أرتباك المشهد تم أطلاق قنبلة أخرى فى منتصف الممر وسط عدد يقدر بسبعة ألاف مشجع . الجميع يهرول بالجرى ..... حالات أختناق .... دماء تغرق أرضية الممر .....من كان يقف بجوارى ينشد أغانى الزمالك أصبح جثة ملقاه على الارض أدهسها بقدمى من أجل الهروب من الموت . تتوالى قنابل الغاز يعقبها أطلاق طلقات الخرطوش لتفريق الجماهير الفارة من ممر الموت والتى تجمعت عند مسجد " المشير طنطاوى " منهم من ينتظر الاطمئنان على ذويه ومنهم من يصر على دخول الاستاد لتشجيع الزمالك ومنهم من أصابه الذهول مما حدث . وبعد حالة من الكر والفر فى صحراء التجمع الخامس بين قوات الامن والجماهير التى تاه بعضها وسط الرمال ومازالو فى عدادالمفقودين حتى وقتنا هذا، نجح البعض فى الوصول إلى الطريق الدائرى وعلى الفور قاموا بتغيير ملابس التشجيع حيث عمليات القبض العشوائى على كل من يرتدى تى شيرت "الزمالك" . تحولت الأحتفالية إلى مذبحة .... الأب فقد أبنه ... الطفلة فقدت أسرتها ..... الزوجة فقدت زوجها ... حالة من الوجوم والذهول تسيطر على أوجه الجميع . إحساس الإضطهاد الكروى الذى يعانى منه كل زملكاوى منذ ميلاده أصبح حقيقة ..... شهداء سقطوا والتهمة عشق ناديهم ..... سنظل أوفياء حتى نلقاكم فى السماء . توووضيح : أى كلام عن وجود مؤامرة من بعض التيارات السياسية هو تضليل إعلامى لتبرئة الجانى، الحقيقة واضحة زى الشمس ولكن ممنوع الأقتراب أو اللمس .