قبل ما يقرب من أربعة سنوات قام الشعب المصري بثورة شعبية تطورت لأهداف سياسية أسقطت رأس النظام الحاكم وشهد العالم كله لها دون أن تصمد طويلا، ومازال النظام السابق يعمل بكل جهد من "تحت الترابيزة" وينشر أخاديده في كل شبر من النظام الحكومي ليتمكن من الظهور من جديد دون حياء يمنعه من ذلك. ورغم الثقة التي اكتسبها الرئيس السيسي إلا أن المخاوف مازالت موجودة من إعادة تمكين هذه الرموز الفاسدة، خاصة أنهم واجهوا قضائيا اتهامات بالفساد المالي وإهدار المال العام ونهب أموال الشعب وغير ذلك، والغريب في الأمر- بالنسبة لي على الأقل- أن بعض تلك الموز باتت تطفو على السطح وتدخل أعماق المشهد العام لتشهر سلاحها في وجه الشعب المصري من جهة البرلمان القادم وأبرزهم أحمد عز!. نقول.. إن لم يكن هناك مانع قانوني من ترشح عز للانتخابات البرلمانية لدائرة المنوفية، فهل المانع الشعبي ليس جديرا بالاحترام، أليس الشعب المصري الذي ضحى بأبنائه من أجل التخلص من كل شخص لا يشعر بآلامه اليومية ويمثله بصدق للدفاع عن حقوقه لا أن يشغل منصبا ليستفيد منه دون تحمل المسئولية، يستحق فعلا من الرئيس السيسي اتخاذ قرارات شعبية حاسمة تمنع عودة الحزب الوطني وتطهير البرلمان القادم من الوجوه المعتادة والمرفوضة شعبيا؟. المهندس أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى المنحل، لم يكن مجرد عضو بالحزب بل كان من قادته وقادر على أن يعيده بقوة إن لم يمنعه أحد من ذلك، لماذا لا نطوي تلك الصفحة السوداء ويريحنا من العودة للمنحل بأن يباشر حياته كما هي بعيدا عن السياسة بعيدا عن كل ما يربطه مجددا بالشارع المصري ويكفيه ما حدث؟. أيضا أمامنا تحدٍ أكبر متمثل في أهالي محافظة المنوفية الكرام، وأود أن أوجه سؤالا مهما إليهم لعل أحدهم يصل إليه ويجيبنا فيريح الشعب بأكمله، لقد اختار لكم الله تعالي خيارين متضاديين، أولهما أن تكون محافظتكم مسقط لرأس النظام السابق "مبارك"، وهو ما وضعكم في دائرة سوداء لدى الكثيرين مع احترام الآراء الأخرى، أما الأمر الجيد أن يكون الرئيس الحالي من أبنائكم أيضا وهو من ينعم برضاء شعبي من الكثيرين أيضا مع احترام الآراء الأخرى، الخيار الأول ليس جيدا الآن أن تدعموا عودته بانتخاب أحمد عز ومساندته، والخيار الثاني يحتم عليكم التكاتف مع رئيسكم واخوانكم لكسر "شوكة" الحزب الوطني والمحافظة على بلدكم من الفساد والعودة للوراء، فماذا أنتم فاعلون؟!. الآن وليس بعد.. يجب منع رموز المنحل من السياسة وترك الساحة للشباب والوجوه الجديدة التي إن أفسدت تحاسب وإن فشلت يتم تغييرها وإن "نامت" في جلسة البرلمان يسكب على رأسها "مياه باردة" لتفيق للمسئولية وقتها فقط سيعلم الشعب المصري أن مصر بدأت في الطريق السليم دون قلق ممن يفسد عليه حريته أو يجلب له التعاسة من جديد.. سيدي الرئيس نرجو منك إزاحة هؤلاء وإراحة الكادحين.