استأنفت اجتماعات لجنة الاتصال الدولية بشأن ليبيا في أديس أبابا جلستها الافتتاحية، بعد مشاركة وزير الخارجية الليبي "بحكومة طبرق" محمد الدايري، وذلك عقب تعليق الاجتماعات لمدة ساعة لمحاولة إقناع الدايري بالمشاركة. وكانت قاطعت الجلسة الأفتتاحية للاجتماعات كل من ليبيا ومصر، وانضمت إليهما دولة الأمارات العربية المتحدة وذلك، احتجاجا على مشاركة قطروتركيا في الاجتماع، بحسب ما ذكرته وكالة "الأناضول" الإخبارية ومصادر دبلوماسية عربية. وظلت مقاعد مصر وليبيا والإمارات، شاغرة في الجلسة الافتتاحية التي بدأت في وقت سابق صباح اليوم الأربعاء، فيما قالت مصادر دبلوماسية عربية: "إن "مقاطعة الإمارات للاجتماع جاءت تضامنا مع موقف مصر وليبيا المعترض على مشاركة تركياوقطر في الاجتماع". وبحسب "الأناضول"، فإن وفد جامعة الدول العربية لوح بالانسحاب من الجلسة إلا أنه تراجع وطالب بتأجيل الجلسة لإعطاء أكبر فرصة لإقناع مصر وليبيا للمشاركة في الاجتماع. ولم تشارك دولة الكويت في الاجتماع وبررت غيابها بأنها لم تتلق دعوة من الاتحاد الأفريقي للمشاركة في الاجتماع، وفقا لمراسل الأناضول. وتعقد حاليا الجلسة المغلقة لاجتماعات لجنة الاتصال الدولية بشأن ليبيا بمشاركة أوروبية وأفريقية واسعة في ظل خلافات عربية - عربية قوية خيمت على الاجتماع. وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة وزراء خارجية عدد من دول جوار ليبيا وهي، الجزائر، والسودان، وتونس، وتشاد، والنيجر، بجانب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولاياتالمتحدةالأمريكية، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا)، إضافة إلى دول أخرى مؤثرة، مثل ألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وإسبانيا، وقطر، وتركيا، والسعودية، بحسب مراسل الأناضول. وفشلت مساعي مفوض مجلس الأمن والسلم الأفريقي إسماعيل الشرقاوي، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هيلي منغريوس، لإقناع مصر وليبيا للمشاركة في الاجتماع إلى أن تأخر بدء الاجتماع ل 30 دقيقة عن الموعد المقرر. ومنذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في 3 يوليو/ تموز 2013، خيمت الخلافات على العلاقات بين أنقرة والدوحة من جهة والسلطات الحالية في مصر على الجانب الآخر، إذ ارتبطت العاصمتان بعلاقات وثيقة مع القاهرة تحت حكم مرسي. ورغم تحركات مصرية - قطرية نحو المصالحة وتطبيع العلاقات، إلا أن الغموض لا يزال مسيطرا على هذا الملف. ويتصارع فريقان على السلطة في ليبيا، أحدهما، وهو في مدينة طبرق (شرق)، يتهم تركياوقطر بتقديم دعم عسكري للفريق المنافس، وهو ما تنفيه أنقرة والدوحة. وفي الوقت نفسه، يتهم الفريق الليبي الآخر، وهو في العاصمة طرابلس (غرب)، مصر ودولا خليجية، بينها الإمارات، بدعم الفريق المنافس عسكريا، وهو ما تنفيه القاهرة وأبوظبي.