كثير من التساؤلات تدور حوله وحول حقيقة مرضه، خاصة بعد مطالبة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بإعادته إلى السجن بعد أيام قليلة من مقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ، وبالرغم من الإفراج عنه عام 2009 لأسباب صحية حيث كان مصاباً بحالة متأخرة من السرطان وكان من المتوقع موته خلال ثلاثة أشهر؛ إلا أنه مازال على قيد الحياة الأمر الذي دفع إلى التشكيك في أنه أطلق سراحه بتقرير طبي مزور. هو عبد الباسط المقرحي ضابط مخابرات ليبي أدانته محكمة اسكتلندية في قضية تفجير طائرة الركاب الأميركية (بان أميركان) في الرحلة رقم 103 في 21 ديسمبر من العام 1988 والتي كانت في طريقها إلى الولاياتالمتحدة فوق بلدة لوكربي باسكتلندا. إصرار على عدم التسليم وكان قد عثر على المقرحي في حالة يرثى لها في بيته بالعاصمة الليبية طرابلس بعد أن دخلها الثوار في أغسطس الماضي وأعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي أنه لن يسمح بتسليم المقرحي الذي يقترب من الموت وأكد وزير العدل في حكومة الثوار محمد العلاقي أنه لن يسمح بتسليم أي مواطن ليبي للغرب. بالرغم من أنه صرّح قبل ذلك بأنه لا يرفض أي طلب من السلطات الاسكتلندية للتحقيق مع أي شخص آخر غير عبد الباسط المقرحي في قضية لوكربي، لأن هذا الأمر سيؤدي إلى إظهار الحقيقة وربما يكون المقرحي قد أدين ظلماً، إلا أنه أحياناً أخرى يطالب بإغلاق القضية نهائياً. ورد عليه مكتب المدعي العام الاسكتلندي في بيان أن التحقيق ما زال مفتوحاً ويتعلق بضلوع أشخاص آخرين في القضية، وربما من بينهم معمر القذافي نفسه، ليظهر المقرحي بعدها ويضيف أن حقيقة ما حدث في لوكربي سينكشف يوماً، وعبّر عن أمله في أن يحدث ذلك في المستقبل القريب، وقال إنه في بضعة أشهر سيتم الإعلان عن حقائق جديدة .... وتبقى الحقيقة في علم الله عز وجل ... متهم دائماً في عام 1988 أصدرت محكمة اسكتلندية أمراً بالقبض على المقرحي في قضية تفجير طائرة ركاب أميركية كانت في طريقها إلى الولاياتالمتحدة فوق بلدة لوكربي باسكتلندا ونتج عنها موت 270 شخصاً واتهم هو والأمين خليفة فحيمة بالضلوع في القضية. وقد اعتمدت المحكمة في إدانة المقرحي على شهادة صاحب متجر مالطي هو طوني غوتشي الذي زعم أن المقرحي اشترى ملابس من متجره قبل أكثر من 12 عاماً رغم أنه لم يره إلا مرة واحدة، وقد جدت بقايا منها وسط حطام الطائرة في الحقيبة التي وضعت فيها المتفجرات. وحُكم على المقرحي بالسجن المؤبد يوم 31 يناير عام 2001 بتهمة تفجير الطائرة. وقد ثبتت محكمة الاستئناف الحكم الصادر بحقه يوم 14 مارس/ آذار 2002 فأودع بسجن بارليني بمدينة غلاسكو باسكتلندا. وتنص القوانين الأسكتلندية على أن مدة المؤبد لا تتجاوز 20 سنة مما يعني انتهاء فترة السجن عام 2021. وتم إطلاق سراحه في العشرين من أغسطس عام 2009 من سجنه في اسكتلندا لأسباب إنسانية وبناء على قرار من وزير العدل الاسكتلندي كيني مكاسكيل بعد أن بات المقرحي على مشارف الموت بسبب إصابته بالسرطان. ولكن الإفراج عنه لاقى معارضة قوية من الولاياتالمتحدة، ووقتها في حين استقبله القذافي استقبال الأبطال وتسبب في موجة سخط شديدة في بريطانيا والولاياتالمتحدة. وكان نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا السابق قد دعا في يونيو 2002 بعد زيارة المقرحي في سجنه إلى نقله إلى دولة مسلمة كي يقضي بها حكم السجن مدى الحياة الصادر في حقه، وانتقد أيضاً حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا هذا الحكم، وكانت مصر وتونس قد أعلنتا قبولهما استقبال المقرحي في سجونهما إلا أن أميركا رفضت الطلب. لمحات من حياته ولد عبد الباسط محمد علي المقرحي في الأول من أبريل عام 1952 بطرابلس، وهو متزوج وأب لطفلين، عمل مديراً للمركز الليبي للدراسات الإستراتيجية، كما عيّن رئيس أمن الطيران بشركة الخطوط الجوية الليبية في مطار لوقا بمالطا، وهو يتكلم العربية والإنجليزية، اتهمه الادعاء الاسكتلندي بأنه كان يعمل في المخابرات الليبية ولكن المقرحي نفى هذه التهمة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل كان المقرحي ضحية من ضحايا نظام القذافي البائد أم أن هناك خيوطاً في القضية مازالت وستبقى مجهولة؟ **مركز الدراسات