قريبًا يصدر عن سلسلة مختارات الكرمة " إجازة تفرغ " لبدر الديب ، الذى أعدها النقاد «إحدى دُرر الرواية العربية» . و قال عنها منتصر القفاش : «تكاد تكون فريدة في السرد العربي.. تكشف بصورة نادرة في الرواية العربية إشكاليات الفنان في واقعه المأزوم، والثمن الذي يدفعه نتيجة تفرد رؤاه التي قد يدهسها المجتمع ويقصيها.. كل أعمال بدر الديب مشغولة بالسؤال الفلسفي العميق والذي ربما يبدو صادمًا وغريبًا بالنسبة للقراء رغم أنه تحديدًا ما يعطي النص خصوصيته الفريدة» و عن بدر الديب قال سعيد الكفراوى : «واحد من رُواد الحداثة العربية.. بدر الديب من الكُتاب والمفكرين الذين تركوا أثرًا شديد الأهمية في ثقافات الشعوب أمثال كافكا وتشيكوف وطه حسين والعقاد وشكسبير» فيما قال عدلي رزق الله : «يمسك بدر الديب بتلابيبك. ذهن مُتوقد. يستفزك إلى الحد الأقصى» ، و قال عنه شكري عياد : «إذا جهله الكثيرون فليس هذا ذنبه، بل ذنب حياتنا الثقافية التي تسلَّمها المهرجون» تدور الرواية حول الفنان حسن عبد السلام الذى يقرر أن يأخذ «إجازة تفرغ» من جو المثقفين الزائف في القاهرة، ومن الجريدة التي تنشر رسومه، ومن الضغوط السياسية التي يتعرض لها، ليتفرغ لأعماله الفنية. في خلوة بيته، قُرب ملاحات الإسكندرية، وفي الصمت الذي لا يقطعه إلا هدير البحر، يضطر لمواجهة نفسه وماضيه وفنه. لكنها مواجهة من نوع آخر تنتظره عندما يتم إرساله إلى الجبهة ليوثق المعارك برسومه، فيصطدم بأعنف أشكال الواقع الذي كان يحاول الهروب منه. رواية رائعة، تُقرأ بشغف، وتجرد قارئها من كل أوهامه عن الوجود والفن والعلاقة بالنفس وبالآخرين. يذكر أن المؤلف بدر الديب (1926-2005)، كاتب ومترجم مصري، ولد ب«جزيرة بدران» في القاهرة، تخرج في جامعة القاهرة، قسم الفلسفة، عام 1946، وتابع دروسه في جامعة «السوربون»، ثم في جامعة «كولومبيا». رأس تحرير جريدة «المساء» بين 1967 و1986، وتبوأ مناصب ثقافية عدة، منها: خبير اليونسكو في التوثيق التربوي، وخبير لدى الأممالمتحدة، وأستاذ غير متفرغ لتدريس تاريخ المسرح والنقد المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية. كتب في القصة والرواية والشعر والمسرح. و من أهم أعماله: «إجازة تفرغ»، «حديث شخصي»، «حرف ال ح»، و«لحم الحلم». كما ترجم عديدًا من الأعمال الأدبية العالمية، منها مجلدا مختارات من كلاسيكيات نصوص الهايكو اليابانية، ومسرحيات لشكسبير وسارويان وغيرهم