رواية تخوض في المحرّم لِتحكي واقع اليمن المعاصر وتاريخ عدن وهي تتحوّل إلى مدينة مقهورة منقّبة، بعد أن كان لها من اسم الجنّة نصيب . " ابنة سوسلوف " المرشحة بالقائمة الطويلة لجائزة البوكر ، قال عنها كاتبها الأديب اليمنى " حبيب عبد الرب سروري " أنها أفضل بوابة لمشروعه الأدبى ، و يتمنى أن يجدها القارئ ممتعةً غنيّةً آسرة، تلسعُ قناعاته الدائخة وتشعل رغبته في قراءة بقية رواياته . الرواية تعد صرخة فى وجه الإرهاب الفكري والعقائدي والاجتماعي ، بين تاريخ اليمن المعاصر والواقع الذي يشهد تسلّل الأفكار الظلامية "الداعشية" إليه ، كما عبر الكاتب فى أحد حواراته . و يصور سرورى حالة الشعب على لسان بطله قائلا : " الشعب أمسى أكثر إرهاقاً من أن يريد فعل شيئاً " ، و يصور هذا التناقض الرهيب الذى تحمله عدن بداخلها بقوله : " المدينة التي تكثر فيها المآذن هي مدينة تمارس البغاء سرا في الزقاق المؤدي إلى المسجد " . تحكى الرواية عن عمران التى تموت زوجته في تفجير إرهابي في فرنسا ، فيعود إلى اليمن بعد اندلاع ثورة فبراير حاملاً أحلاماً قديمة وفكراً علمانياً متنوّراً ، ليفاجئ بحبيبة طفولته تعيش في بيئةٍ سلفيَّة متطرِّفة معاكسة تماماً لبيئة طفولتها ، فيعيش البطل صراع فكرى عاطفى سياسى ، يعصف بوجدانه ، بين ذات مسلوبة ومدينة مفقودة في وطن حزين. و استنكر سرورى الغفلة التى يقبع فيها العقل العربى ، و الظلامية التى تسيطر عليه ، قائلا : سنظل كمن يهامس أصم ، فنحن أمام قوى أيديولوجية «داعشية» استطاعت تحويل الإنسان إلى عبد سعيد بعبوديته، مما سيجعل الصراع مع تلك القوى ضاريا ، كاشفا إخفاقات الربيع العربى " الذى وصل إلى " الهاوية " . و أكد الأديب أن المستقبل العربي القريب مرهون بنجاح مارد العقل والتنوير والحريّة في الخروج جبّاراً من قمقمه . حبيب عبد الرب سرورى ، أستاذ علوم الكومبيوتر في قسم هندسة الرياضيات التطبيقية في جامعة روان الفرنسية ، " أسير المحنتين " العلم و الأدب ، كما أطلق على نفسه ، يحلم بأن يقلب حياته رأسا على عقب ، و يتفرغ للكتابة و مشروعه الأدبى ، و أن يتحول شغفه العلمى إلى هواية ، و من روايات الأديب البارزة " أروى " ،و " طائر الخراب " ،و " تقرير الهدهد " ، و " عرق الآلهة " ، و فى الشعر أصدر " شئ ما يشبه الحب " ، و من أحدث إنتاجاته الفكرية " لا إمام سوى العقل " .