تتشكل البيئة المحلية لبلاد اليمن، وواقعها السياسى والاجتماعى، فى رواية "ابنة سوسلوف" للكاتب اليمنى حبيب عبد الرب السرورى، الصادرة عن دار الساقى فى بيروت، والتى وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العربية للرواية العربية "البوكر"، فتخوض الرواية فى واقع اليمن المعاصر، وتاريخ مدينة عدن، وهى تتحول إلى مدينة مقهورة، بعد أن كان لها من اسم الجنة نصيب. تتناول الرواية الأحداث المتسارعة فى اليمن، وبخاصة منذ أن بدأت ثورات"الربيع العربى"، فتعكس حوادث خطيرة ما تزال تتفاعل فى أكثر من بلد عربى، وتكشف عن زمن يدور حول نفسه فى أحسن الأحوال. والكاتب حبيب عبد الرب السرورى، يبشر فى الرواية بأن "جدار الخوف قد تحطَّم"، لكنها تصدم ركوننا إلى الحلم بكشفها أن تحطيم الجدار الذى حلمنا أن يدفعنا على طريق "الحرية والخبز والكرامة" والتنمية والنهوض الحضارى، قد وضعنا وجها لوجه أمام هاويات يلف بعضها بعضا، وخراب لا يقود سوى إلى الخراب. يبدأ زمن الرواية فى الستينيات من القرن الماضى، بموت زوجة البطل "عمران" إثر تفجير إرهابى فى فرنسا ليمتزج دمها بأقلام الرصاص التى حملتها له كهدية، فيعود عمران إلى اليمن الذى اتحد شمالاً وجنوباً وانتشرت فيه السلفية الدينية حتى وصلت إلى عدَن، مدينة صباه التى سلبته فيها نظرات المراهقة فاتن ولقاءاتهما الحميمة الصامتة، والتى علّمته فيها "الدكتورة" أبجدية الحياة الجنسية. وفى صنعاء يلتقى داعيةً سلفيةً قياديةً يمارس معها الحب المحرّم: أمَة الرحمن التى تشبه كثيراً ابنة الماركسى العتيق سوسلوف، «هاوية»!؛ وتندلع ثورة فبراير فى اليمن فينزل إلى الساحات حاملاً أحلاماً قديمة وفكراً علمانياً متنوّراً بينما يثور السلفيون على نظام كان راعيهم على الدوام. أخبار متعلقة: جائزة البوكر للرواية العالمية تعلن أسماء القائمة الطويلة لعام 2015 حمور زيادة: فوزى ب"نجيب محفوظ" ووصولى ل"البوكر" حافز لمشروعى الروائى جنى فواز الحسن:وصول رواية "طابق 99" للبوكر انتصار لقضية فلسطين ولبنان