أرجح مصدر حكومي رفيع المستوى في اليمن التصعيد الحالي من مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي) ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى ستة مطالب للحوثيين أبلغوا بها هادي، لكنه لم يستجب إليهم. ومنذ صباح أمس تشهد العاصمة اليمنية صنعاء اشتباكات شرسة متقطعة بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، التي تقول إنها سيطرت على قصر الرئاسة. وحدد المصدر المطلع، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريحات لوكالة الأناضول، مطالب الحوثيين بقوله: "هم يريدون إعادة النظر في مسودة الدستور، بدعوى أنها تتضمن مخالفات لاتفاق السلم والشراكة الوطنية (تم توقيعه يوم 21 سبتمبر الماضي)، إضافة إلى إلغاء الصيغة الحالية المقترحة للأقاليم (ضمن دولة فيدرالية) التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني (بحث مشاكل اليمن) بستة أقاليم (أربعة في الشمال واثنان في الجنوب)، وكذلك إعادة النظر في تشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات مؤتمر الحوار". وتطالب جماعة الحوثي ب"استيعاب حوالي عشرين ألف من مسلحي الجماعة في الجيش والأجهزة الأمنية، إضافة إلى استيعاب الحوثيين في جميع مؤسسات الدولة، بما فيها السلك الدبلوماسي، وتوسعة مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) بإضافة 100 عضو إلى المجلس المكون من 120 عضوا"، وفقا للمصدر اليمني. ولم يتسن الحصول على تعليق من جماعة الحوثي على ما قاله المصدر الحكومي، إلا أن زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، حدد، في خطاب متلفز مساء اليوم، أربعة شروط لإنهاء الأزمة في اليمن، وهي: سرعة تصحيح وضع الهيئة الوطنية للرقابة على نتائج مؤتمر الحوار، وسرعة تعديل مسودة الدستور، وسرعة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وإجراء معالجة أمنية شاملة. وفي ظل احتجاجات حوثية بالعاصمة تطالب بإسقاط الحكومة وتراجع السلطات عن رفع أسعار الوقود، اجتاح مسلحو الحوثي، وهم من المذهب الزيدي الشيعي، صنعاء يوم 21 سبتمبر الماضي، ثم توسعوا إلى محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية. وتحت وطأة هذا الاجتياح، وقع الحوثيون، في اليوم نفسه، اتفاق السلم والشراكة الوطنية، برعاية الأممالمتحدة وبحضور الرئيس اليمني، وينص على تشكيل "حكومة كفاءات"، وتعيين مستشارين سياسيين للرئيس من الحوثيين والحراك الجنوبي. وعلى الجانب الأمني، ينص الاتفاق على أن تتسلم الدولة المنشآت الحيوية، وأن تزال مخيمات الاحتجاجات (الحوثية) من صنعاء ومحيطها، على أن يتم وقف جميع أعمال العنف فورا في صنعاء. ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن. وهو ما تنفيه طهران. ونشأت جماعة الحوثي عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب بين عامي 2004 و2010 بين الجماعة، المتمركزة بالأساس في محافظة صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية في عهد الرئيس السابق، علي عبد الله صالح؛ ما خلف آلاف القتلى من الجانبين.