رام الله: أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد عن تقديره بأنه لن تكون هناك مصالحة جدية إلا بعد إجراء الانتخابات فى فلسطين ، قائلا "إن الانتخابات ستسدل الستار على مرحلة الانقسام الشاذ والبغيض فى تاريخ الشعب الفلسطينى".
وشدد الأحمد رئيس وفد "فتح" في الحوار الوطنى ،فى تصريحات لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله، على أن المستفيد الأول من الانقسام الفلسطينى هو الكيان الإسرائيلى .
وأوضح "ان مشروع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى الأسبق أرئيل شارون أحادى الجانب يعتبر المخطط الأول لحالة الانقسام الذى تعامل معه البعض بغباء وكأنه تحرير لغزة غير أنه وضعها تحت الاحتلال والحصار والقهر حيث أصبحت محاطة من كل جهة ولا أحد يستطيع الحركة"، متسائلا "أين هو التحرير الذى حصل؟".
وقال "علينا أن ننهى الانقسام ونشكل حكومة واحدة وقانون واحد وسلطة واحدة ثم نتجه إلى انتخابات بما فيها انتخابات المجلس الوطنى وإعادة تشكيله حيث إنه هو الذى يحدد الإستراتيجية الوطنية ويجدد القائم منها أو يطورها ويحسنها"..مستشهدا فى هذا الإطار بما حدث فى لبنان من حروب أهلية واشتباكات دامت سنوات عديدة إلا أن هذا البلد لم ينقسم ولم يصبح له حكومتان وسلطتان ووزارتان للخارجية.
وحول اللقاء المرتقب بين الرئيس أبومازن ومشعل ، قال الأحمد إنه تم الاتفاق على الاتصال نهاية الشهر الجارى بعد اجتماعات ثورى فتح لتحديد موعد للقاء "فتح" و"حماس" والرئيس الفلسطينى ومشعل.
وفيما يتعلق بالتصريحات المشككة فى اللقاءات المرتقبة ، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" رئيس وفدها إلى الحوار الوطنى عزام الأحمد إن التشكيك فى المستوى الأعلى ومدى جديته يدل على رغبة كامنة داخل هؤلاء بأنهم لايريدون لهذه اللقاءات أن تتم ..إلا أننا نقول لهم أن هناك اتفاقا وقع ونحن متمسكون به".
وأفاد الأحمد بأن هذه التصريحات المشككة لا تصدر إلا من "حماس" غزة ، فيما لم يصدر أى تصريح عن أى مستوى من "فتح" يشكك فى الاتصالات وجديتها ويقلل من قيمة اللقاءات المرتقبة.
وتابع "إننا للاسف نلاحظ طيلة الشهر الحالى ، منذ أن استؤنفت الاتصالات بين "فتح" و"حماس" فى القاهرة والاتصال الذى جرى بين أبومازن ومشعل ، مجموعة من التصريحات السلبية والإجراءات العملية على الأرض من جانب حماس غزة دون غيرها مما أثار استغرابنا الشديد.. وهو ما دفعنا لطرح ذلك الأمر فى لقائنا الأخير فى القاهرة مع قادة "حماس" وبحضور مشعل.. وتساءلنا لماذا هذا النفس السلبى يصدر من مستوى "حماس" فى غزة دون غيرها".
وأشار إلى أن هناك محاولات لتسميم أجواء العرس الوطنى الفلسطينى فى الاحتفال بتحرير الأسرى والأسيرات حيث اتهمت بعض الأصوات فى غزة الأجهزة الأمنية باستدعاء أسرى محررين وهو ما لا صحة له إطلاقا .. وأكبر دليل على ذلك تصريحات عزيز الدويك رئيس التشريعى الفلسطينى التى جاءت بالصوت والصورة والتى نفى فيها هذه الإدعاءات.
وحول منع أجهزة "حماس" غزة الأمنية أعضاء ثورى "فتح" من المغادرة إلى رام الله للمشاركة فى اجتماع دورته السابعة المقررة غدا الأربعاء ، قال رئيس وفد "فتح" للحوار الوطنى إن هذه الأساليب تمهد لتعكير أجواء جهود المصالحة.
وأفاد الأحمد بأنه أجرى اتصالا مع نائب رئيس المكتب السياسى لحركة "حماس" الدكتور موسى أبومرزوق للاستفسار عن هذه التصرفات حيث وعد الأخير بمعالجتها ،معربا عن أمله فى أن يتصدى الجانبان "فتح" و"حماس" وبكل قوة لأية محاولات من قبل أى طرف منهما تستهدف تعكير أجواء المصالحة.
وتعقيبا على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان التى وصف فيها الرئيس أبومازن بأنه عقبة فى طريق السلام ، قال الأحمد إن هذه هى نفس الأسطوانة المملة التى كانوا يتكلمون بها عن الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وأضاف "إننا نلاحظ منذ أكثر من شهر أن هناك حملة مركزة ضد الرئيس أبومازن شخصيا لدى الدوائر اليمينية ومن معها فى الكونجرس الأمريكى ، لأنهم لا يريدون أن يروا قائدا فلسطينيا أو عربيا يدافع عن حقوق شعبه بل يريدون أن يخلقوا منه صورة سوداوية حتى يغطوا على أنفسهم".
وأضاف "ليبرمان اليمينى المتطرف والمتعجرف آخر من يحق له الحديث عن السلام وعملية السلام .. لأنه يمثل العقبة والصخرة التى تقف أمام أى تقدم من الجانب الإسرائيلى باتجاه جهود السلام .. وبالتالى إننا لم نلتفت كثيرا إلى مثل هذه التصريحات القديمة المتجددة".