واشنطن-أ ش أ: كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" النقاب عن اجتماع عقده البيت الابيض يوم الاربعاء الماضى قبل الاعلان عن مقتل معمر القذافى بهدف بحث مصير العقيد الليبى فى حال تم القبض عليه حيا سواء فى ليبيا أو فى دولة مجاورة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير لها اورته اليوم الثلاثاء على موقعها على شبكة الانترنت ، أن ذلك الاجتماع بالاضافة الى إجتماع كانت قد عقدته وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون مع قادة المجلس الانتقالى الليبى قبل يومين من إجتماع البيت الابيض يوثقان للحساسية المفرطة التى تتميز بها تلك القضية فضلا عن التناقض الذى أثارته على كلا الجانبين .
وأشارت الصحيفة فى هذا الصدد الى ما جاء على لسان بعض المسؤولين الامريكيين حول إنقسامات حادة داخل المجلس الانتقالى بشأن تقرير مصير العقيد القذافى حيث رأى البعض ضرورة أن تتم محاكمة القذافى داخل ليبيا بينما أعتبر البعض الاخر أن محاكمته سوف تثقل كاهل المجلس الانتقالى بعبء ثقيل الى جانب العديد من المشكلات الاخرى التى يعانيها بالفعل.
ولفتت الصحيفة الامريكية الى أن ذلك التناقض على الجانب الليبى إنعكس بدوره على الجانب الامريكى إذ تراود لدى البعض بالادارة مخاوف إزاء إنعدام المصادر الكافية التى تمكن الليبين من إجراء محاكمة عادلة للقذافى فيما قلق البعض الاخر من النظر الى ضغوطاتهم على الليبين لإرسال القذافى الى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاى بإعتبارها تعدى على سيادة الدولة الليبية.
وعلى جانب اخر نقلت الصحيفة عن أحد كبارالمسئولين بالادارة الامريكية قوله"إن التحدى الاكبر أمامنا تمثل فى كيفية عقد توازن بين السيادة الليبية وبين إجراء تقييم صريح حول إمكانية أن يحظى القذافى بمحاكمة عادلة وفقا للمعاييرالدولية".
وأفاد مسؤولون أمريكيون فى هذا الصدد بان الوزيرة هيلارى كلينتون كانت قد استعرضت الخيارات المتاحة امام الليبيين موضحة أهم المبادىء الاساسية التى تستند عليها المحكمة الجنائية الدولية.
وأشارات الى ان القرار بشان مكان محاكمة القذافى قرار يرتئيه الليبيون دون سواهم .
وتابعت الصحيفة بالقول أن الولاياتالمتحدة عرضت على الليبيين مساعدتهم فى وضع نظام قضائى يستطيع التعامل مع قضية بمثل هذا الحجم فضلا عن إعداد خطط حول كيف يجب ان يتفاعل المجتمع الدولى فى حال وردت أنباء تفيد بمنح القذافى اللجوء السياسى فى إحدى دول العالم الثالث مثل تشاد أو غينيا الاستوائية على سبيل المثال.
وفى ذات السياق أشارت "نيويورك تايمز" الى أن القضية الليبية تتشابه كثيرا مع تلك الفترة التى تلت سقوط الرئيس العراقى السابق صدام حسين غير أن الاختلاف هنا هو حرص إدارة الرئيس الامريكى باراك أوباما على تجنب إعتماد ذات النهج الذى إعتمدته إدارة سلفه جورج بوش فى حربها على العراق حيث ساهم الافتقار الى عنصر التخطيط والاعداد للفترة ما بعد صدام فى إستشراء حالة النهب والسلب والفوضى فى البلاد.
واختتمت الصحيفة الامريكية مؤكدة أن قتل القذافى كان من بين ثلاث سيناريوهات تمت مناقشتها خلال جلسة البيت الابيض يوم الاربعاء الماضى.