اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن السياسات الأوروبية "مسئولة عما حدث في المنطقة العربية وفي فرنسا مؤخراً"، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة في باريس الأسبوع الماضي. وفي حوار للأسد مع صحيفة "ليتيرارني نوفيني" التشيكية ينشر غدا الخميس، ونقلت مقتطفات منه وكالة أنباء النظام السوري "سانا" اليوم، قال الأسد إن "ما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية لأنها هي المسئولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخراً، وربما ما حدث سابقا في بلدان أوروبية أخرى". وأضاف "علينا أن نحارب الإرهابيين لأنهم يقتلون الأبرياء وعلينا الدفاع عن هؤلاء الناس.. هذه هي الطريقة الأكثر إلحاحاً وأهمية الآن لمعالجة هذه القضية". ورأى الأسد أن "مكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى جيش بل هي بحاجة إلى سياسات جديدة". وقال رئيس النظام "عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قتلوا، فإن هذا إرهاب.. ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم". وتابع "هذا مبدأنا.. نحن أكثر بلدان العالم فهماً لهذه المسألة لأننا نعاني من هذا النوع من الإرهاب منذ 4 سنوات وخسرنا آلاف الأبرياء في سوريا، ولذلك فإننا نشعر بالتعاطف مع أسر أولئك الضحايا". واستتدرك بالقول "لكننا، وفي الوقت نفسه، نريد تذكير كثيرين في الغرب أننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سوريا، كنا نقول لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وتوفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم، لم يصغوا لنا بل كان السياسيون الغربيون قصيري النظر وضيقي الأفق". وتعد فرنسا واحدة من أبرز الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويشن غارات جوية ضد مواقع لتنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق منذ أكثر من 4 أشهر. وتصر باريس وواشنطن على عدم التنسيق مع النظام السوري في الحرب التي يخوضها التحالف ضد "داعش"، بسبب الجرائم التي تتهم دمشق بارتكابها بحق السوريين في صد الاحتجاجات ضد نظام الأسد المندلعة منذ مارس/آذار 2011، والتي أسفرت عن مقتل نحو 200 ألف شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة، فضلاً عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.