قال خبراء عالميون في مجال الصحة إن ابتكار لقاحات فعالة لعلاج الإيبولا وطرحها في الأسواق يتطلب إجراءات استثنائية وتعاوناً دولياً لم يسبق له مثيل. وأوضح تقرير مبدئي بشأن وضع خارطة طريق لإنتاج لقاحات ضد الإصابات الحالية والمستقبلية للفيروس الفتاك، أمس الإثنين، لجيريمي فرار ومايك أوسترولم المتخصصان في الأمراض المعدية قالا فيه، "إن مجال هذا الجهد (معقد للغاية) بالنسبة لأي حكومة أو منظمة أو شركة تعمل بمفردها"، طبقاً لما ورد بوكالة الأنباء "رويترز". وكتبا يقولان: "من أجل طرح لقاحات لعلاج الإيبولا في السوق -وهو أمر من الواضح أنه يعود بأكبر قدر من المنفعة في ضوء العواقب العالمية للوباء- فإن الأمر يستلزم بذل جهد هائل منسق بين مصنعي اللقاح والسلطات الرقابية الحكومية ووكالات الصحة العامة الحكومية والمنظمات غير الحكومية والزعماء على الأصعدة العالمية والقومية والمحلية". وتجري جهود على قدم وساق لابتكار وتطوير عدة لقاحات محتملة على أمل أن يكون بالإمكان استخدام أحد هذه اللقاحات أو أكثر في أكبر تفشي لإصابات بالإيبولا في العالم بمنطقة غرب أفريقيا. وأظهرت أحدث بيانات أسبوعية لمنظمة الصحة العالمية أن الوباء أودى بحياة 8,235 من بين 20,747 شخص تأكدت إصابتهم بالفيروس في شتى أرجاء العالم. وتتركز معظم حالات الوفاة والإصابة في غينيا وسيراليون وليبيريا. وبدأت في الخريف الماضي تجارب إكلينيكية مبدئية على لقاحين مرشحين تنتج الأول شركة "جلاكسو سميثكلاين" وينتج الآخر بالتعاون بين شركتي "نيولينك جينيتكس" و"ميرك". أما العقار الثالث الذي تنتجه شركتا "جونسون آند جونسون" و"بافاريان نورديك" فقد وصل الى مرحلة أول تجربة له على البشر. وأعلنت مجموعة جافي العالمية لإنتاج اللقاحات الشهر الماضي إنها سترصد مبلغاً يصل إلى 300 مليون دولار لشراء لقاحات الإيبولا وأنها ستبدأ إجراءات الشراء فور أن ترشح منظمة الصحة العالمية لقاحاً. وقال فرار رئيس جمعية الصحة الخيرية "ويلكام تراست"، "يجب ألا يغيب عن الأذهان الإسهام الهائل الذي سيحدثه إنتاج لقاح آمن وفعال". وأفاد فرار واوسترولم مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة "مينيسوتا"، بأن النجاح سيرسي نموذجاً لمعالجة الأمراض المعدية الفتاكة الأخرى وسيمكن استراتيجيات اللقاح من أن تبدأ دون إبطاء في علاج الأوبئة مستقبلاً.