مكة المكرمة: دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رابطة العالم الإسلامي والعلماء وأهل الرأي في الدول الإسلامية كافة، لوضع برنامج عمل إسلامي لعلاج مشكلات الأمة وتحصين شعوبها ضد أخطار الغزو من الخارج وتداعيات الجهل بالداخل ودعم أواصر الوحدة الإسلامية، بالاعتماد على الحوار الموضوعي بين الشعوب المسلمة وقياداتها. وحسبما جاء بجريدة "الوطن" السعودية شدد خادم الحرمين في كلمته في افتتاح مؤتمر "العالم الإسلامي ..المشكلات والحلول" السبت الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي، وألقاها نيابة عنه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، على تبني برنامج فاعل للتثقيف والتوعية بما في الإسلام من حلول للتحديدات والمشكلات المستجدة يركز على أسباب تحقيق وحدة الأمة والتكامل والتضامن بين شعوبها. ويحذر من مخاطر الفرقة على كيانها ويعمل على تفعيل الإصلاح والتنمية على أساس صحيح الإسلام، ويحمي الأجيال الشابة من الجنوح نحو الإفراط أو التفريط بأصول الدين وحقوق أوطانها. وقال الملك مخاطبا العلماء المشاركين في المؤتمر:"إنكم تجتمعون اليوم على أمر جلل لبحث المشكلات المستجدة ومدارسة مجريات الأحداث في بعض أرجاء عالمنا الإسلامي، وذلك باستنباط الحلول الناجعة لها من واقع شريعتنا الإسلامية الغراء القائمة على منهج الوسطية والاعتدال، وإنها لمسؤولية جسيمة وأنتم لها أهل، تواجهون فيها محاولات تفريق الشعوب الإسلامية وتفكيك وحدة الأمة ورفع شعارات الطائفية والمذهبية مما يتعارض مع قول الله تعالى "إنما المؤمنون إخوة"". ومضى يقول: ونظرا لمخرجات عصر العولمة وما صاحبه من تطورات وتحولات عالمية سريعة أدركت المملكة أهمية حماية المجتمع المسلم من الجنوح عن الأصالة الإسلامية والتأثر بتلك التحولات العالمية التي برزت معها آفة الإرهاب وفئته الضالة المدمرة وقد تصدت له المملكة بكل العزم والحسم وعالجته وسطية الإسلام، وفككت خلاياه، ودحرت الفئة الضالة العاملة عليه وكشفت شذوذها الفكري، فحققت بعون الله الأمن والأمان للوطن والمواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن. وأكد خادم الحرمين، أن النظرة الفاحصة المدققة لما يجري الآن من أحداث في بعض البلاد الإسلامية، وما يهدد باستهداف بعضها الآخر، تؤكد الحاجة الماسة إلى جهودكم معاشر العلماء والدعاة، وقادة الفكر السديد في عالمنا الإسلامي، ذلك أن المرجعية الغائبة لتلك الأحداث، إنما تتمثل في الجهل بصحيح الدين الإسلامي، وتفرده – على نحو الحقيقة – بتحقيق الإصلاح، وتقديم الحلول الناجحة للمشكلات كافة. ومن أجل ذلك توالت دعوتنا إلى تضافر جهود العلماء الراسخين في العلم مع جهود المؤسسات الرسمية في الدول الإسلامية، لعلاج مشكلات الأمة وإصلاح أحوالها. وكان المؤتمر افتتح بكلمة لأمين رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي أكد فيها أن الرابطة وهي ترى الامتحان العسير الذي تتعرض له بعض البلاد الإسلامية، لتشعر بأن واجباً عليها تجاه الأمةِ ودينِها، أن تسهم في معالجة قضاياها وحل مشكلاتها، وتجنيبها مصارع الفتن. وبيّن أن لأجل ذلك دعت الرابطة هذه النخبةَ المتميزةَ من أولي العلم والرأي، المهتمين بالشأن الإسلامي، لتبادل الرأي فيما يجري في هذه الأيام في بعض بلاد المسلمين من أحداث يجب بيانُ وجهِ الحق فيها، والإسهام في مواجهة ما تتعرض له من فوضى وفتن، وقتل وتشريد، وخوفٍ وفاقة، وتدميرٍ للمنشآت والمرافق. وألقى المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، كلمة أكد فيها أن الأمة الإسلامية تواجه كثيرا من التحديات التي تسعى لإضعاف تمسكها بدينها ودب الانقسام والخلاف بين أبنائها وضعف قوتها وتشتيت كلمتها وتسلط العدو عليها.