عاد النحات صلاح حماد من سمبوزيومين دوليين في الصين وتركيا ، سافر إليهما منذ عدة أشهر، بعد أن أنجز تمثالين وضعا في أماكن عامة بالدولتين. شارك بسمبوزيوم الصين بعنوان "شانج شين" على اسم المدينة التي أقيم فيها نحو 107 نحات من بلدان العالم المختلفة، استخدم بعضهم خامة الحديد، والبعض الآخر الطينة ليصب التمثال بعد ذلك إلى برونز، كما استخدم آخرون الحجر وكان ضمنهم صلاح حماد الذي كان المشارك الوحيد من مصر. وقد استغرق السمبوزيوم 45 يوما.
شارك حماد في سمبوزيوم "شانج شين" بدعوة خاصة من إدارة السمبوزيوم، وقام هناك بعمل تمثال تجريدي من الحجر بأبعاد ( 3.35 متر . 1.20 متر . 1.40 متر) ، بنفس أسلوبه الفني في إطار التجريد الهندسي؛ حيث تشهد في أعماله تحويل الأجساد إلى أشكال هندسية تبدو حادة في بعض الأجزاء من العمل، ثم ينساب الخط الخارجي للعمل ليلين في مناطق أخرى تشعرك بقوة سيطرته على الشكل.
ومن المميز في منحوتاته نعومة سطحها الخارجي، فهو لم يستخدم أي ملامس على السطح الخارجي للعمل، وتدعو أعماله للمسها كما ذكر أحد النقاد الإيطاليين.
وفي هذا التمثال الذي وضعته الصين في متنزه كبير، يعتمد العمل على وجود تقسيمات هندسية تخرج من جسد العمل بدقه وحساب شديد وتمتد لأعلى العمل فنجد شكل شبه اسطواني يميل، ويعلوه شكل هرمي رأسه لأعلى وكأنه ينطلق نحو السحاب.
ووصف حماد هذا السمبوزيوم بأنه ضخم جدا حيث أنه لأول مرة يشارك في سمبوزيوم يضم هذا العدد الضخم من النحاتين، وقال عن الصين: تتمتع بأحجار جيدة، ومساعدين جيدين للفنانين، وبخاصة مساعدي الحديد لم أر في اجتهادهم، لكن بالنسبة لتنظيم السمبوزيوم فكان به بعض "الهرجلة"، وكان اختيار أغلب الفنانين ضعيفا.
ويقول حماد أن الشعب الصيني منظم جدا يحب العمل لأبعد الحدود، والسمبوزيوم كان في مدينة "تشانج شين" المشهورة في الصين بصناعة السيارات؛ حيث ينتجون أكبر حجم من السيارات يوزع في العالم.
وقد أنهى حماد عمله في هذا السمبوزيوم قبل إنتهائه في 4 سبتمبر، وسافر إلى سمبوزيوم آخر في مدينة تركية لمدة 25 يوما، قام خلالها بعمل طائر تجريدي الشكل من أعماله السابقة التي نفذها بخامة البرونز، لكنه نفذه في السمبوزيوم بخامة الرخام الأبيض الذي يأتي من مدينة "مولا" المشهورة بصناعته، وقد شارك في هذا السمبوزيوم أيضا بدعوة شخصية.
وعن سمبوزيوم "بورصة" التركي الدولي قال حماد: ضم السمبوزيوم تسعة فنانين، ثلاثة منهم استخدموا خامة الحديد، والباقون استخدموا خامة الرخام وأنا ضمنهم، وتم وضع الأعمال بعد الانتهاء منها في المدينة، ووضع تمثالي الذي يبلغ حجمه 2.65 متر في ميدان عام هناك. وتعد هذه المشاركة الخامسة في سمبوزيوم بتركيا.
وبعد عودة الفنان من تركيا انهى تمثال ميداني آخر منذ عدة أيام، وهو تمثال من جرانيت الزيمبابواي "دابل بلاك" بحجم 3 متر × 3.40 متر × 60 سنتيمتر، وهذا التمثال تم وضعه أمام فندق بالغردقة.
ويستعد النحات صلاح حماد حاليا لمعرض سيقيمه في شهر مايو المقبل في قاعة نهضة مصر بمركز محمود مختار الثقافي بمتحف محمود مختار. ويذكر أنه شارك في حوالي 40 سمبوزيوم دولي في كثير من دوال العالم، كما أنه نظم عدة سمبوزيومات في مصر أثنين منهم كانوا في "مدينتي"، وآخر في الساحل الشمالي، وبهذا يعد أكثر النحاتين المصريين مشاركة في سمبوزيومات دولية.