يعاني شرقي ليبيا من أوضاع معيشية غاية في الصعوبة في ظل انقطاع التيار الكهربائي وغياب البنزين والاتصالات والإنترنت وغاز الطهي وذلك بالتزامن مع موجة من البرد الشديد تشهدها المنطقة . وبحسب مراسل وكالة الأناضول في المنطقة فإن التيار الكهربائي ينقطع بشكل كامل علي كافة الشرق من مدينه أجدابيا حتى أمساعد (معبر حدودي مع مصر) أحيانا، فيما ينقطع في أحيان أخري علي أحياء دون أخري . وعزت شركة الكهرباء الليبية الحكومية تلك الإنقطاعات المتكررة ، والتي أصبحت تؤرق السكان إلي إصابة أبراج ومحطات الكهرباء نتيجة القذائف المتطايرة جراء المعارك المسلحة في المدن الليبية ولصعوبة دخول فرق الصيانة لبعض المناطق التي تشهد توترات أمنية لإصلاح محطات خرجت عن الخدمة بسبب أعطال فنية أخري . مراسل الأناضول قال أيضا إن الطوابير ممتدة أمام محطات البنزين التي لا تفتح جميعها بسبب عدم امتلاكها كهرباء، فيما تقع أخري في مناطق متوترة يتراص فيها المواطنون لساعات طويلة للحصول علي بعض لترات من البنزين الذي انقطع بشكل شبه تام بمدينه بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية واكبر مدن الشرق الليبي. وبطبيعة الحال فانقطاع التيار الكهربائي يؤدي في محصلته إلي انقطاع الاتصالات الهاتفية في الكثير من الأوقات والتي توقفت بشكل كامل إحدي شركاتها الاثنين عن العمل منذ شهر تقريبا بشكل كامل، فيما تتوقف في أوقات كثيرة خدمات الانترنت بكامل الشرق . وتتضاعف مع الوقت الأزمات الإنسانية بسبب انقطاع الكهرباء، ومنها إغلاق المخابز، ما تسبب في ازدحام شديد أمام بعض المخابز التي تفتح لساعات قليلة من اليوم فيما ظهرت مؤخرا أزمة أخري متمثلة في نقص الفحم الذي أصبح بديلا عن أجهزة التدفئة الكهربائية و طريقة إجبارية لطهي الطعام لكنه هو الآخر أصبح نادر الوجود وإن وجد فبأسعار مبالغ فيها . أما عن غاز الطهي الذي أصبح هو الآخر من ضمن الأشياء النادرة في شرق ليبيا يشير المراسل إلى أن الازدحام أمام موزعي أسطوانات الغاز أدي في أحيان كثيرة لنشوب معارك بين المواطنين أدي بعضها لحدوث قتل خاصة وان جل من يصطف هناك يملك سلاحاً . وأمام كل ذلك تقف الحكومة الليبية المؤقتة عاجزة تماما عن مواجهة ما يمر بالمدن الليبية من أوضاع صعبه خاصة مع عدم اعتماد ميزانية للعام الحالي 2015 رغم أنه بدأ فعليا ما ينذر باستمرار معاناة المواطن لفترة أخري. وفي ظل كل تلك الأزمات تمر بمنطقة الشرق الليبي موجه من البرد الشديد والأمطار الغزيرة ما جعل ناتج الأزمات المعيشية يتضاعف بشكل كبير مخلفا احتقانا كبيرا لدي المواطن الذي بات يسحق بين مطرقة المعاناة الإنسانية وسندان الحرب بين فصائل متقاتلة والتي أجلت مئات الآلاف من منازلهم لداخل مدارس ومخيمات هرباً من القذائف العشوائية التي تعتبر حاليا أكثر الأشياء المتوفرة هناك. وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الإسلاميين وآخر مناؤى له، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه ويحظيان باعتراف المجتمع الدولي. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي اللذان يملكان تأييد كبير من قوات فجر ليبيا التي تسيطر علي العاصمة طرابلس بالكامل ومدن أخري في الغرب الليبي.