واصلت جمعية حجر صدقة التركية "Sadaka Taşı" ورابطة الشباب اللبناني والتركي "Lübnan Ve Türk Gençlik Derneği" تقديم المزيد من المساعدات الخاصة بفصل الشتاء، الذي عادة ما يحل بقساوة في منطقة البقاع، شرقي لبنان، حيث أعداد كبيرة من النازحين السوريين، يعيشون في ظروف معيشية صعبة ومأساوية. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد جال وفد من الجمعيتين، أمس السبت على عدد من قرى البقاع، مطلعا على أحوال النازحين السوريين فيها، في ظل حرارة متدنية جدا، وعواصف شديدة، تضرب المنطقة حاليا. وقام الوفد بتوزيع المساعدات "الشتوية" في قرية دورس، على عشرات العائلات السورية والتركمانية النازحة من سوريا، تضمنت بطانيات وأحذية وألبسة تقيهم البرد القارس، إضافة لمادة المازوت التي تستخدم للتدفئة في خيم بلاستيكية منتشرة على سفوح جبال القرية. كما تم إرسال أجزاء من المساعدات المخصصة لمنطقة البقاع والتي ستستفيد منها أكثر من 500 عائلة، الى بلدات بقاعية أخرى.كمال أوزدال، رئيس جمعية حجر صدقة "Sadaka Taşı" قال أن هذا الجزء من المساعدات "هو مرحلة أولية من المعونات الشتوية لإخوتنا النازحين السوريين في لبنان"، مشيرا الى أنها "تأتي في سياق الحملة التركية الكبيرة لإغاثة النازحين السوريين في الداخل السوري ودول اللجوء (قبل أن يحل الشتاء... تعال أنت)". وقال أوزدال لوكالة "الأناضول" إن "زيارة منطقة البقاع وتوزيع ما يمكن أن يساعدت العائلات السورية على التدفئة في هذا البرد القارس، جزء من الحملة التي شملت عدة مناطق لبنانية، هذه المرة"، لافتا الى أن "الاستعدادات لمزيد كم المساعدات الشتوية بدأت للعودة مرة أخرى الى هنا". من ناحيتها، قالت زينة العمري، العضو في مجلس إدارة رابطة الشباب اللبناني والتركي "Lübnan Ve Türk Gençlik Derneği" إنه "كان من واجبنا المجيئ الى منطقة البقاع، حيث البرد القارس في هذه الأوقات، وتقديم ما يمكننا لأهلنا النازحين وأطفالهم علنا نستطيع أن نقيهم البرد في ظل حاجتهم الكبيرة لمزيد من المعونات". ولفتت العمري في تصريح ل"الأناضول" الى أن الأطفال "هم الأكثر حاجة للمساعدات، فالبرد يفتك بهم وبصحتهم، هذا أمر خطر"، مؤكدا أنهم وأهاليهم "ضحية صراعات الكبار التي نحن غير معنيين بها".وأضافت "غايتنا إنسانية بحتة، بعيدا عن أي أمور سياسية هنا أو هناك"، داعية المنظمات والمؤسسات ل"تقديم المزيد من المساعدات في وقت عاجل... فالأمور هنا في البقاع جد صعبة وجد مأساوية". وكان أوزدال والوفد المرافق له، جال يوم الجمعة الماضي في مخيم برج البراجنة للاجئين السوريين في ضاحية بيروت الجنوبية، وفي بلدة كترمايا في منطقة إقليم الخروب، جنوبي العاصمة، وقدم المساعدات للنازحين فيهما.يذكر أن قيمة هذه المساعدات في مختلف المناطق اللبنانية بلغت "حوالي 300 ألف دولار أمريكي"، بحسب أوزدال. يشار الى أن أعداد النازحين السوريين، بحسب إحصاءات مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللآجئين، فاق المليون ومئتي ألف نازح، وهو ما دفع بوزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس إلى دق ناقوس الخطر مرارا، والتحذير من تداعيات هذه الأزمة ما لم يسارع لبنان الى إقامة مخيمات لهؤلاء في مناطق آمنة على الحدود من جهة لبنان، وأو من الجهة السورية بحماية أمنية من الأممالمتحدة.وكانت الحكومة اللبنانية أعلنت في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وقف استقبال النازحين السوريين باستثناء "الحالات الإنسانية".