يتجمع عشرات الفنانين من كافة العالم في مركز "كونا تراست" في نيروبي ، يتبادلون حديث الفن، ويقيمون ورش مشتركة، ويتبادلون الخبرات. ويلتقي الفنانون من ثقافات مختلفة وخلفيات متباينة، تظهر في المواهب المتعددة التي تظهر في المركز ، من النحت والرسم والتلوين وكل ما يتعلق بالفنون البصرية الحديثة . ويعتبر مركز "كونا تراست" هو واحد من أهم مراكز الفنون في أفريقيا ، تأسس في 1995 كمنظمة غير ربحية تعمل من أجل تطوير قدرات ومواهب وخبرات الفنانين في كينيا، واستضاف المتحف الوطني الكيني المنظمة حتي 2008 حيث يقع المركز في حي "كيلماني" الراقي في نيروبي . وطوال مسيرة المركز استضاف اكثر من 1500 فنان من مختلف أنحاء العالم وعرض لأكثر من 500 فنان في معارض داخل نيروبي وخارج كينيا ، كما ساهم المركز في ربط الفنانين الكينين مع الفنانين الأفارقة والفنانين العالميين أيضا. ويقول ميشاك ويرو وهو فنان كيني يهتم بالنحت علي الخشب والحديد "التحقت بالمركز قبل 4 سنوات، وأستطيع أن أقول لك حدث تطور كبير في مهاراتي وفي انتاجي وفي الافكار ". ويعتقد ميشاك، في حديثه لوكالة الأناضول، أن السبب الرئيسي الذي جعله ينتقل نقلات كبيره في عمله هو الاستفادة من الجو الفني الذي يخلقه المركز. أما فواز السيد، وهو فنان تشكيلي من السودان، فيرى أن "المركز يسهل لك سبل لتطوير ما لديك من مواهب " يقع المركز في مساحة تقارب فدانين تقريبا، ويحيط بالمكان استديوهات لعدد من الفنانين، يتشارك كل عدد من الفنانين في استديو به كافة الخدمات ، وفي الساحة الخارجية هناك مساحة كبيره لإقامة البرامج والورش الجماعية والأنشطة التي يقيمها مركز" كونا تراست" للفنون البصرية . بالمركز فنانين من المغرب وإيران وتنزانيا والسودان وإريتريا وإثيوبيا، بالإضافة إلي كينيا. ويقول اندرو مويني، "هذه الميزة توفر مناخ مختلف لتبادل الخبرات وأنا أتمنى أن اتشارك في هذا الإستوديو مع زوجتي الإيرانية وهي أيضا فنانة تحمل درجة الماجستير من ماليزيا" اندرو التحق قبل 4 أشهر فقط بالمركز يقول ل"الأناضول" "قبل 4 أشهر كنت علي وشك التخلي عن الفن كمصدر للعيش، أنا وزوجتي كان مستحيلا أن نعيش متفرغين كفنانين لولا الفرصة بالتواجد في مركز للفنون كهذا" ويشير الفنان السوداني، فواز السيد، إلي ذات النقطة قائلا "المركز يوفر مكانا لكل ولزبائنك، فأنت تعمل هنا لإرضاء نفسك كفنان منتج وإرضاء جمهور الفن الباحث عن شيء جديد ومبتكر" خلال سنوات، قدم "كونا تراست" تجربة فريده للأفارقة الموهوبين فهو غير توفير الاستضافة للفنانين المحترفين يعطي فرص للشباب الصغار لمواجهة التحديات الت تواجههم في مسيرتهم الفنية. ويقول الفنان لوال شينق (16 عاما) من دنوب السودان، ل"الأناضول" إنه أتي للمركز للتعرف علي الفنانين وكيف يعملون وماذا يصنعون ، ويعتقد لوال المتردد ضمن بعثة المستضافين الصغار، أنه بتواجده في هذا المكان سيطور موهبته في التصوير والجرافيك وأشغال الفنون البصرية الأخرى. فنان آخر يحتضن المركز موهبته، وهو مسعود إبراهيم من تنزانيا، الذي التحق بالمركز كفنان تلوين وبورتريهات . مسعود بحسب سيرته المتاحة علي موقع ونشرات المركز، يتطلع إلي توفير عائد مادي من الفنون يمكنه من إكمال تعليمه الذي انقطع بسبب ظروف أسرته الاقتصادية . ولسنوات طويله تخرج فنانون من هذا المركز وآخرون ينجحون وينضمون إلي قائمة الفنانين العالميين انطلاقا من "كونا تراست" فالمكان دائما مزدحم بالفنانين وبالبرامج وبالزوار والسياح، ويعتبر من المعالم التي يقصدها معجبو الفن البصري الحديث في نيروبي .