بعين تبكي على القتلى، وأخرى تبحث عن المفقودين، خرج الآلاف من أهالي مدينة مصرية، اليوم الإثنين، لتشييع جنازات 12 صيادا، لقوا حتفهم أمس، غرقا، جراء اصطدام مركبهم بسفينة بضائع في البحر الأحمر (شرقي مصر). في الوقت الذي قال مسؤول حكومي، إن عمليات البحث استؤنفت اليوم للبحث عن حطام المركب الغارقة، و14 صيادا كانوا على متنه لم يتم العثور عليهم. وغرق مركب صيد، فجر أمس الأحد، في البحر الأحمر، كان على متنه 40 صيادا مصريا، عقب اصطدامه بسفينة بضائع قادمة من المجرى الملاحي العالمي لقناة السويس، فيما نجحت جهود الإنقاذ في انتشال 13 جثة، و13 مصابا آخرين، ليببقي 14 صيادا ممن كانوا على متن المركب في تعداد المفقودين. وشيع الآلاف من أهالي مدينة المطرية، بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل/ شمال)، ذويهم من ضحايا مركب الصيد (بدر) إلى مثواهم الأخير، بعد أن اكتست المدينة بالسواد، حزنا على ضحايا المركب ما بين قتيل ومصاب ومفقود. وكانت الجثامين وصلت في الثالثة صباحا (01:00 ت.غ)، لمدينة المطرية قادمة من مدنية الطور (شرقي مصر) بعد إنهاء إجراءات التصريح لها بالدفن، بناء على قرارات النيابة العامة. وأدى المصلون صلاة الجنازة على الضحايا، أعقبها تشييعهم فى جنازة حاشدة ملأت شوارع المطرية بأكملها. وردد المشيعون خلال الجنازة هتافات، منها "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله"، و"مع السلامة يا رجالة (رجال) المطرية". ولا تزال مدينة المطرية، تنتظر 14 من ذويها مفقودين في البحر الأحمر، لم يتم العثور على جثثهم حتى الآن. في الوقت نفسه، شيع أهالي مدينة السويس (شمال شرقي مصر)، جثة ميكانيكي (فني إصلاح) المركب، الذي لقى حتفه ضمن غرقى المركب، وتم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بمدينة السويس. من جانبه، ناشد بكري أبو الحسن، نقيب الصيادين بالسويس، في بيان له اليوم، حصلت الأناضول على نسخة منه، "القوات المسلحة وجهات البحث والإنقاذ بتكثيف البحث عن 14 من المفقودين". عبد الرحيم مصطفى، المتحدث باسم موانئ البحر الأحمر (حكومي)، قال في تصريح لوكالة الأناضول، إن عدة جهات استأنفت صباح اليوم، إجراءات المسح الشامل للمنطقة للبحث عن المفقودين، خاصة في ظل الرياح الشديدة التي تشدها المنطقة، والتي تسببت في تجريف بعض الجثث إلى مسافة أكبر من 40 ميل بحري (75 كيلو متر تقريبا)". وأضاف: "تم زيادة عدد الوحدات التي تقوم بعملية المسح والتمشيط بعد انضمام مراكز البترول العاملة في المنطقة واتحادات الغوص العاملة في خليج السويس، بالإضافة إلى القوات البحرية". وكانت مصادر ملاحية بالبحر الأحمر، قالت لمراسل الأناضول، في وقت سابق أمس، إن "سفينة البضائع المشتبه بأنها وراء عملية الدهس كويتية تسمى (الصفات) وكانت محملة بحاويات تزن 256 ألف طن، منها مواد خطرة قابلة للاشتعال، وكانت قادمة من إيطاليا، في طريقها إلى ميناء جدة السعودي، وأنها تحمل علم دولة بنما". وتتحفظ القوات البحرية على السفينة في ميناء سفاجا (شرقي البلاد)، بناء على قرار النيابة العامة، حتى انتهاء التحقيقات.