انقرة: رفض رئيس لجنة تقصي الحقائق التركية تقرير لجنة "تيركل" الذي برأ إسرائيل الأحد من الهجوم على قافلة أسطول الحرية في نهاية مايو/أيار الماضي، والذي أدى في حينه إلى سقوط 9 قتلى أتراك وإصابة عشرات آخرين. وقال رئيس اللجنة التركية في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" " كنا نتوقع تقريرا اكثر توازنا وعقلانية" ، معربا عن اندهاشه وخيبة امله من التقرير الاسرائيلي". وأضاف بانه سيقوم بتقديم التقرير التركي لتقصي الحقائق حول الهجوم الاسرائيلي على سفينة "مرمرة" الى لجنة التحقيق التابع للامم المتحدة ليتخذ امينها العام قراره للتحقيق او اجراء اخر تقرير لتقصي الحقائق". وكانت الحكومة الاسرائيلية قد شكلت لجنة برئاسة القاضي الاسرائيلي المتقاعد يعقوب تيركل وعضوية مراقبين دوليين للنظر في وقائع الحادث الذي جرى في المياه الدولية قبالة سواحل قطاع غزة . وحملت لجنة تيركل النشطاء الاتراك وعلى راسهم جمعية الاغاثة الانسانية التركية المبادرة بفكرة اسطول الحرية مسئولية وقوع القتلى والجرحى كما اعتبرت ان استيلاء اسرائيل على الاسطول "قانوني" بزعم انه كان يسعى لكسر الحصار البحري على غزة. وكان رئيس لجنة تيركل قد قدم الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ظهر اليوم الجزء الأول من التقرير الذي يجمل عمل اللجنة والذي يقع في 350 صفحة. وتمت الموافقة على استنتاجات التقرير بالإجماع من قبل جميع أعضاء اللجنة بمن فيهم المراقبان الدوليان وهما حائز جازة نوبل للسلام من ايرلندا ديفيد تريمبل والحقوقي الكندي كان ووتكين النائب العسكري العام في كندا سابقا. وكانت لجنة تيركل قد استمعت خلال عدة أشهر الى إفادات مسئولين كبار في الجهات السياسية والامنية المختصة وفي مقدمتهم نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك ورئيس الاركان الإسرائيلية جابي اشكنازي. وتقول صحيفة "هآرتس" ان خلافات معينة ظهرت بين هذه الإفادات وخاصة فيما يتعلق بالمسئولية والمعلومات التي كان تلقاها المستوى السياسي قبل تنفيذ عملية الاستيلاء. يذكر أن تلك اللجنة ركزت عملها على دراسة مدى شرعية الحصار البحري المفروض على قطاع غزة من جانب إسرائيل والإجراءات المتخذة في تنفيذه بما في ذلك عملية السيطرة على سفينة المساعدات " مرمرة " التركية. وكانت قوة من الكوماندوز الإسرائيلي قد هاجمت يوم 31 من شهر مايو/ ايار الماضي الأسطول المكون من 6 سفن أثناء إبحارها فى المياه الدولية بالبحر المتوسط، مما أسفر عن مقتل 9 أتراك ، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية فى الهجوم، على سفينة "مرمرة الزرقاء" التركية المملوكة لجمعية الحرية وحقوق الإنسان للمساعدات الإنسانية مما أثار موجة من الإدانة الدولية الواسعة لإسرائيل. وقال تحقيق منفصل أجرته الأممالمتحدة إن عناصر المغاوير الإسرائيليين أظهروا مستوى غير مقبول "من الوحشية". وكانت السفينة التي خضعت لإصلاحات في إسرائيل قد وصلت إلى ميناء إسطنبول مؤخرا بعد مضي سبعة أشهر على الهجوم الدموي الذي تعرضت له أثناء مشاركتها في أسطول الحرية. واستقبل آلاف الأتراك المتعاطفين مع الناشطين والفلسطينيين خاصة أبناء قطاع غزة المحاصرين السفينة "مافي مرمرة" وذلك في احتفال جماهيري ضخم. وقالت تركيا إنها غير معنية بنتائج تحقيقات اللجنة الإسرائيلية. وتسبب الهجوم الإسرائيلي الوحشي في ازمة دبلوماسية بين تل ابيب وانقرة، حيث تطالب تركيا بتقديم اسرائيل لاعتذار عن الهجوم ودفع تعويضات لعائلات الضحايا ، فيما ترفض إسرائيل ذلك. واكد وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ان بلاده لن تعتذر لتركيا ، وجاء اعلان ليبرمان بعد ساعات قليلة من اعراب وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوجلو عن رغبة بلاده في إصلاح علاقات بلاده مع إسرائيل شريطة اعتذار الاخيرة عن مقتل النشطاء الاتراك وتقديم تعويضات لاسرهم.