التنين الصيني يلوح ب"اليوان" لرفع القدرة التنافسية عالمياً محيط - سالي العوضي مع إعلان الصين السماح لليوان بالارتفاع بنسب محدودة بعد رفضها للفكرة لمدة بلغت نحو 23 شهرا، أكدت أن ذلك الإجراء يهدف إلى المساعدة في زيادة القدرة التنافسية للصادرات فى الأسواق العالمية وهو ما يلغى الاتهامات من الشركاء التجاريون الرئيسيون للصين ومنهم الولاياتالمتحدة وأوروبا أن تقييم سعر صرف اليوان باقل من قيمته يعطي السلع الصينية مزايا جيدة في السوق العالمي ما يشجع على شرائها. أعلن المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية أن بلاده تمضى قدماً فى إصلاح سعر صرف عملتها "الرنمينبى" بهدف المساعدة في زيادة القدرة التنافسية للصادرات فى الأسواق العالمية . وقال ياو جيان، المتحدث باسم وزارة التجارة لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن الاصلاح سيزيد من الضغط على شركات التصدير الصينية على المدى القصير، ومن المتوقع أن تواجه ارتفاعاً فى تكاليف المواد الخام، فضلاً عن تأثير تكاليف العمالة المتزايدة وأزمة الدين فى أوروبا على الصادرات الصينية. لكن على المدى الطويل، أوضح ياو أن الشركات المصدرة ستحسن من ادارة التجارة وتوسيع السلسلة الصناعية لجعل أنفسها أكثر قدر على المنافسة دولياً. ومن جانبه، قال مفكر ياباني إن تحديد سعر صرف أكثر مرونة لليوان سيساعد في خفض المخاطر الاقتصادية التي تواجهها الصين. ادلى تاكاشي سيكياما الاستاذ المساعد بجامعة ميجي بتلك التصريحات ردا على سؤال متعلق بإصلاح نظام سعر صرف اليوان، موضحاً أن قرار تعزيز اصلاح نظام سعر صرف اليوان تم اتخاذه بالنظر لاحتياجات التنمية الاقتصادية في الصين وليس نتيجة الضغوط التي مارستها الحكومة الأمريكية. وقال إنه في وقت تسببت فيه أزمة الدين الأوروبية في المزيد من الاضطراب في سوق الصرف الأجنبي في شتى أنحاء العالم فانها ستسبب المزيد من المخاطر إذا استمر استقرار اليوان مقابل الدولار الأمريكي. وأضاف المفكر الياباني أن أي تأخير في تعديل مرونة اليوان سيؤدي حتما لزيادة المخاطر التي يواجهها الاقتصاد الصيني، موضحاً أن توقيت القرار بزيادة مرونة اليوان ملائم نظراً لانه سيساعد في خفض المخاطر الاقتصادية التي تواجهها الصين وكذلك تفادي الصين لنزاعات لا ضرورة لها مع بقية العالم. وقال سيكياما إنه على المدى القريب سيعزز رفع سعر صرف اليوان الواردات ولكن سيكون له تأثير سلبي على الصادرات، وسيستفيد المستهلكين من انخفاض أسعار الموارد والاغذية والبضائع المستوردة، ولكن على المدى الطويل سيسهل اليوان الأعلى سعراً تعديل البنية الصناعية للصين وتحسين التكنولوجيات الحالية للشركات وتحسين قدرتها التنافسية. واشار سيكياما إلى ان سعر الصرف ليس العامل الوحيد الذي يحدد القدرة التنافسية للشركات ذات النشاط التصديري. وقال أن أهم ما في الموضوع وتماشيا مع التيار الحتمي لرفع سعر اليوان على المدى الطويل تحتاج الشركات لبذل قصارى جهدها لخفض التكاليف وتحسين تكنولوجياتها. وفيما يتعلق بتأثير الاصلاح على الاقتصاد الياباني قال سيكياما إنه عندما بدأ اليوان في الارتفاع في يوليو/تموز عام 2005 كانت هناك مخاوف في السوق بان الين الياباني الذي كان شديد الاتصال بالاقتصاد الصيني سيشهد ارتفاعاً حاداً بالمثل لكن هذا لم يحدث. وقال إن خلال الأعوام الثلاثة التالية لم يكن لارتفاع اليوان تأثير كبير على واردات اليابان من الصين وصادرات الشركات اليابانية التي تتخذ من الصين مقراً لها لدولة ثالثة. وتوقع المفكر بان بناء على ما شهدناه في الماضي فإن اصلاح نظام سعر صرف اليوان لن يؤثر بدرجة كبيرة على الاقتصاد الياباني. في ذات السياق، أعلن بنك الصين الشعبى أنه سيمضى قدماً فى اصلاح نظام سعر صرف اليوان، ويزيد من مرونة سعر صرفه، مستبعداً رفع القيمة مرة واحدة . وقال ياو ان المدفوعات الدولية هى أهم عامل يحدد سعر الصرف، مضيفاً أن تحسين وضع المدفوعات الدولية الصينية فى الوقت الحاضر ، وخاصة التدهور الكبير فى الفائض التجارى الصينى ، قدما اساسا قويا لاصلاح سعر صرف اليوان. وتوقع ياو فى منتصف الشهر الجارى أن الفائض التجارى للصين ربما ينخفض بشكل ملحوظ فى العام الجارى، مشيراً إلى تراجع الفائض التجارى للصين فى الأشهر الخمسة الأولى من عام 2010 بنسبة 59.9% ليصل إلى 35.39 مليار دولار أمريكى. ومن ناحية أخري، ارتفعت قيمة اليوان الى أعلى مستوى مقابل الدولار الأمريكي في خمس سنوات اليوم الثلاثاء اثر تعهد البنك المركزي الصيني بجعل نظام الصرف أكثر مرونة . طبقا لبيانات صادرة عن مركز تجارة العملات الأجنبية الصيني قفزت القيمة المتوسطة للرنمينبي مقابل الدولار الأمريكي الى 6.7980 يوان اليوم الثلاثاء ، أعلى بمقدار 0.43% عن 6.8275 يوان يوم الاثنين ، وهو الأعلى منذ ألغت الصين ارتباط اليوان بالدولار الأمريكي في يوليو/تموز 2005 .