السبب قوة الصادرات وليس اليوان خبراء: "زرع القنابل" في طريق اليوان لن ينقذ أمريكا محيط - سالي العوضي واشنطن تسعى لرفع قيمة اليوان الصيني على مدى الأشهر الماضية, أبدى التنين الصيني مقاومة شديدة للضغوط الأمريكية والأوروبية الرامية إلى رفع قيمة عملتها، آملين في ذلك بتوازن أكبر في التبادلات التجارية التي تميل في الوقت الراهن لصالح الصين، حيث أشارت تقارير إلى أن النشاط الاقتصادي والتصديري للصين وراء قوة عملتها اليوان، فقد قفز سعر اليوان بنحو 2% أمام الدولار منذ أعلنت الصين تحريراً جزئياً للعملة يونيو/حزيران الماضي. قال خبراء صينيون إن الخلل في الميزان التجاري العالمي، وبين العملات العالمية وبالأخص بين العملة الصينية اليوان ونظيرتها الأمريكية الدولار ليس بسبب الطريقة التي تتعامل بها الصين مع عملتها. وبين الخبراء أن الإشكال يكمن في تفوق الصين صناعياً وتصديرياً على الوضع في أمريكا ما نتج عنه تفوق لليوان على الدولار، مشيرين إلى أن زرع أمريكا للقنابل في طريق اليوان عبر محاولات الضغط المتواصلة لن يحقق النفع للاقتصاد الأمريكي. وأضافوا في تصريحاتهم لصحيفة "الاقتصادية" الالكترونية أن تكمن المشكلة في القوة التصديرية للصين التى فاقت بالفعل القوة التصديرية للولايات المتحدة، وهذا يعني أن سوق العملات ليس المكان الصحيح لإحداث سجال اقتصادي حوله، بل على الأمريكيين العمل على تحسين صادراتهم والقوة التنافسية تجاريا وصناعيا". وقال زهو جونيج، برفيسور في جامعة فودان الصينية:" إنه تم توظيف موضوع العملة سياسياً واقتصادياً بطريقة غير ملائمة، الواقع أن الاقتصاد الصيني هو الذي يتحسن وهو الذي يعطي العملة الصنية قوة، وليس العكس". وأضاف: أنه على الأمريكيين التركيز أكثر على تحسين البيئة التجارية والاقتصادية ومعالجة أوجه الخلل في النظام المالي، والذي أحدث إشكالا في النظام المالي العالمي، وسينعكس ذلك بالتأكيد على الدولار ووضعها في الأسواق العالمية. وأشار البروفيسور جونيج إلى أنه لا يوجد ما يدعو إلى تراجع اليوان الصيني مقابل أي عملة بما في ذلك الدولار أو اليورو أو الين، الصادرات قد تنمو بوتيرة في خانة العشرات في 2010 . القوة في الصادرات وليس اليوان من جانبه، قال زانجيج بينج، من مجلس العلاقات الدولية، في عموم اتحاد الصين:" إن تنامي القدرة التنافسية للسلع الصينية ليس مشكلة على الصينيين حلها، بل هو مطلب وهدف نسعى إليه ونعمل بكل جهد أن تبقى السلع الصينية مصدر قوة للاقتصاد الصيني في جميع الأسواق العالمية". وأضاف: لقد تعهدت الصين في قمة العشرين الأخيرة بإحداث مرونه على سعر صرف اليوان، لكن ذلك لن يكون على حساب الاقتصاد الصيني. وقال يانج زونج، رجل أعمال صيني: "أفهم أن وضع الدولار يشكل قلقا للاقتصاديين الأمريكيين، ولكن ما لا أفهمه لماذا يشكل اليوان معضلة حقيقية يعمل الأمريكيون على "زرع القنابل" في طريقه، معتقدين أن ذلك يمكن أن يساعد أو يحسن اقتصادهم. وأضاف: "ليس هناك قلق من الجانب الصيني تجاه مسيرة الاقتصاد والعملة التي تضع قدما قوية في سوق العملات الدولية ليس بفضل السياسة المالية أو النقدية للبلاد فقط، بل بفضل مسيرة التجارة والصناعة الصينية". ويأتي ذلك بعد أن كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد قبل أيام أن الصين لم تفعل ما فيه الكفاية بشأن حرية صرف اليوان، محذراً الصين من أن العلاقات الاقتصادية مع بلاده قد تكون في مفترق طرق بسبب سياسة صرف اليوان والحواجز التجارية الصينية, وذلك في مزيد من التشدد في الخطاب الأمريكي تجاه بكين. وقال أوباما إن "الصين في الواقع لم تفعل ما يتوجب عليها القيام به رغم وعودها السابقة"، مشيرا إلى أن قيمة اليوان أقل مما تسمح به ظروف السوق, ودعا الصينيين إلى القيام بالمزيد لتعزيز "شروط التجارة العادلة". وتؤكد إدارة أوباما أن بكين تبقي عملتها منخفضة بشكل مصطنع مقابل الدولار لجعل صادراتها أكثر قدرة على المنافسة، وبدأت تظهر علامات متزايدة من الضيق بسبب هذا الخلاف المستمر منذ فترة طويلة. وذكرت وزارة التجارة الأمريكية الأسبوع الماضي أن العجز التجاري الأمريكي مع الصين بلغ 25.92 مليار دولار في يوليو/تموز من 26.15 مليار دولار في يونيو/حزيران. وقبل ثلاثة أيام من اجتماع مقرر مع رئيس الوزراء الصيني وون جياباو في نيويورك الأسبوع الماضي قال أوباما إننا سنواصل الإصرار على هذه المسألة وعلى جميع القضايا التجارية بيننا وبين الصين. وسجلت العملة الصينية اليوان، خلال الأيام الماضية ارتفاعات متتالية، في قيمتها، وحددت السلطات النقدية الصينية، سعر صرف هذه العملة عند مستوى قياسي آخر حيث بلغت 9.6997 يوان للدولار الأمريكي. وتكون قيمة اليوان بذلك زادت بنسبة 2 %، منذ أعلن البنك المركزي الصيني يوم 19 يونيو/حزيران الماضي انتهاجه لسياسة تزيد من مرونة سعر صرف اليوان، ويذكر أن سعر صرف اليوان قبل إنهاء بكين للربط بينه وبين الدولار في 2006 كان يزيد على ثماني دولارات لليوان. يشار إلى أن الصين تثبت قيمة اليوان مقابل الدولار منذ يوليو/تموز 2008 عند مستوى 6.8 يوانات للدولار الواحد. وترى شركات تصدير أمريكية كبرى أن العملة الصينية تقيم حالياً بأقل من قيمتها الحقيقية بنحو 40% مقابل الدولار، وهو ما يؤثر سلباً في القدرة التنافسية للسلع الأمريكية.