أعلن بنك الصين المركزي ان التعديل الموعود لسعر صرف اليوان الذي أعلن عنه مؤخرا ولقي ترحيبا أمريكيا وأوروبيا لن يتم دفعة واحدة، وهو ما يؤكد تصريحات سابقة بأن ذلك التعديل سيستغرق وقتا وقد يكون طفيفا جدا ليس إلا. وكان المركزي الصيني "الذي يطلق عليه بنك الشعب" قد أعلن انه يعتزم تعديل قيمة اليوان بما يجعله أكثر مرونة في سياق جهد أوسع لتحسين نظام صرف العملة الصينية التي تسمي ايضا الزينمنبي. بيد أنه أوضح في المقابل ان التعديل الذي قد يمهد لفك ارتباط اليوان بالدولار وربطه بسلة عملات، سيكون طفيفا وتدريجيا. ويشتكي أبرز الشركات التجاريين للصين وعلي رأسهم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي من ان القيمة الحالية لليوان منخفضة بنحو 40% عن قيمتها الحقيقية، وهو ما يخل بالميزان التجاري لمصلحة الصين التي تستفيد صادراتها من هذا الوضع. وكان الرئيس الصيني هو جينتاو قد أكد بمناسبة الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين بلاده والولاياتالمتحدة مطلع هذا الشهر في بكين ان تعديل سعر صرف اليوان سيتم وفق ما يناسب المصالح الصينية. وفي محاولة علي ما يبدو لتهدئة مخاوف داخلية من احتمال رفع كبير لسعر صرف اليوان بالقدر الذي تطالب به أمريكا وشركاء تجاريون آخرون للصين، قال بنك الشعب الصيني إنه ليس هناك ما يستدعي في الوقت الراهن تغييرا كبيرا في قيمة اليوان. وقال متحدث باسمه في تصريح نشر في موقع البنك علي الانترنت إن الابقاء علي سعر صرف معقول ومتوازن لليوان سيسهم في ضمان الاستقرار الاقتصادي، ويساعد علي إعادة هيكلة الاقتصاد الصيني. وأضاف انه سيتم الاعتماد علي سلة عملات بما فيها الدولار الامريكي لتحديد سعر صرف اليوان، مؤكدا ان السلطات ستستمر في فرض رقابتها علي تسعير العملة الوطنية. وربطت الصين عملتها بالدولار منتصف 2008 بواقع 8.6 يوان مقابل الدولار. وكان مسئولون صينيون بمن فيهم الرئيس جينتاو قد أعلنوا مرارا ان تعديل نظام سعر صرف العملة المحلية سيكون تدريجيا، وسيخضع في المقام الأول لما تمليه مصلحة بلادهم الساعية إلي المحافظة علي وتيرة اقتصادها الحالية. ورجح قياديون صينيون أن يفوق معدل نمو اقتصاد البلاد المعتمد كثيرا علي الصادرات 10% هذا العام. وترفض القيادة الصينية بشدة تمويل موضوع اليوان، بما في ذلك جعله من الموضوعات الرئيسية بقمة مجموعة العشرين التي تعقد يومي 26 و27 من هذا الشهر في تورنو بكندا رغم ضغوط شديدة تعرضت لها بكين الاشهر الاخيرة بما فيها تلويح الكونجرس بمعاقبتها. ورحب الرئيس الامريكي باراك أوباما بإعلان بكين أمس اعتزامها تعديل سعر صرف اليوان قائلا: إن هذه الخطوة قد تساعد علي حماية الانتعاش العالمي. وفي الوقت نفسه، قالت المفوضية الاوروبية إن تعديل سعر صرف اليوان برفع قيمته سيخدم الاقتصادين الصيني والعالمي معا، وبينما انتقد اقتصاديون صينيون الاعلان المتعلق بتعديل قيمة العملة الوطنية، وحذروا من تداعياته علي ثالث أكبر اقتصاد بالعالم توقع الاقتصادي الامريكي نوريل روبيني انخفاضا أكبر لليوان مقابل الدولار، في حال قررت بكين إنهاء ربط عملتها بالامريكية. وقال روبيني إن الزيادة المحتملة لقيمة اليونان خلال العام المقبل لن تتجاوز 3 أو 4% علي أقصي تقدير.