"الشعب يريد إسقاط النظام".. خلف هذا الشعار توحد المصريين خلال ثورة 25 يناير 2011، ولكنهم ما أن نجحوا في اسقاط نظام حسني مبارك عن الحكم، تفرقوا خلف شعارات كثيرة. وبعد حصول الرئيس الأسبق مبارك، السبت الماضي على البراءة في قضايا قتل المتظاهرين خلال الثورة كان البعض يراهن على توحدهم، وهو لم يحدث اليوم في أول جمعة بعد البراءة. وانقسم المعارضون للسلطة الحالية في أول جمعة بعد الحكم ببراءة مبارك، بين من يطالب بعودة خلفه محمد مرسي إلى الحكم، وبين من يطالب برفض مبارك وخلفه، وكذلك رفض السلطة الحالية. وكعادتها خرجت جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من الميادين التي تعودوا عليها منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، وفي نفس التوقيت المعتاد لخروجهم وهو بعد صلاة الجمعة. ولم يختلف المشهد كثيرا عن أي مظاهرات سابقة من حيث الشعارات، ولاحظ مراسلو وكالة الأناضول أن صور الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعلامة رابعة العدوية، تم رفعهما بكثافة، في إشارة إلى هوية ومطلب هؤلاء المتظاهرين بعودة مرسي. أما حركة "شباب 6 إبريل" و"حزب مصر القوية" وقوى مدنية أخرى، فاختارت تنظيم مسيرة من أمام نقابة الصحفيين وسط القاهرة في الرابعة عصرا، قاصدة ميدان عبد المنعم رياض، القريب من ميدان التحرير مهد الثورة المصرية. ورفع المتظاهرون شعارات رافضة للسلطة الحالية وجماعة الإخوان المسلمين ومنددة بحكم البراءة لمبارك، وذلك قبل أن يتم تفريقهم بعد تجمعهم لدقائق معدودة. وفي تصريحات سابقة، أعلنت هذه القوى التظاهر يوم الجمعة، تحت عنوان "حق الشهيد" رافضة انضمام الإخوان لتظاهراتهم لحرص أنصار الجماعة على رفع صور مرسي وشعار رابعة العدوية، وهو ما ترفضه تلك القوى، التي ترفع في شعاراتها رفض ممارسات الإخوان وكذلك السلطات الحالية. وفي تصريحات خاصة للأناضول، قال المنسق العام لحركة "شباب 6 أبريل" (جبهة أحمد ماهر) بمصر، عمرو علي، إن "حركات وأحزاب ستنزل للتظاهر يوم الجمعة في محيط ميدان التحرير، وبقية الميادين الرئيسية التي شهدت اندلاع "ثورة 25 يناير" في جميع المحافظات للتنديد ببراءة مبارك"، موضحا أنه لا نية للاعتصام. ودعا التحالف الداعم لمرسي، إلى التظاهر يوم الجمعة، احتجاجا على براءة مبارك، واستثنى ميدان التحرير من الدعوة، وقال التحالف في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه "ليكن ميدان التحرير لمن دعوا إليه في مليونية الجمعة، بناء على رغبتهم وتضامنا مع حق الشهداء، ونؤكد أن ميدان التحرير وغيره من ميادين الثورة ملك للجميع وسندعو له متى نشاء". ويتظاهر أنصار مرسي كل جمعة تقريبا في عدة ميادين أبرزها المطرية وعين شمس وحلوان في القاهرة. ووقعت اشتباكات يوم السبت الماضي في ميدان عبد المنعم الرياض بين الأمن والمتظاهرين عشية الحكم ببراءة مبارك، وخلفت هذه الاشتباكات أثنين من القتلى، وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها عقب الأحداث أنها سمحت بالتظاهر السلمي للمتظاهرين الغاضبين من البراءة، لكنها أضطرت لاحقا لاستخدام القوة لتفريقهم بعد انضمام جماعة الإخوان المسلمين إليهم. وفي تصريحات سابقة لمراسل الأناضول، قال مصدر بتحالف "دعم الشرعية" الداعم لمرسي، أنهم فضلوا عدم الدعوة للذهاب إلى ميدان التحرير اليوم الجمعة بناء على رغبة بعض الفصائل بسبب تخوفهم من التعامل العنيف من جانب الأمن إذا شاركوهم النزول في ميدان التحرير.