قال منظمو رحلات سياحية من السوق الروسي، إن انخفاض سعر صرف الروبل الروسي مقابل الدولار، يقلل من فرص زيادة معدلات السياحة الروسية بمختلف الدول التي يفضلها الروس خلال الفترة المقبلة، خاصة مصر وتايلاندوتركيا ، والتي تستحوذ علي نسبة كبيرة من السياحة الروسية. وأضافوا أن أعداد السائحين الروس الوافدين إلي مصر، انخفضت بنسبة 50% خلال الأسابيع الماضية، بسبب انخفاض سعر صرف الروبل الروسي مقابل الدولار. وأشاروا إلى أن هناك إلغاءات يومية للحجوزات السياحية الوافدة إلي مصر من روسيا، وسط توقعات باستمرار نسبة الانخفاض حتي مارس/آذار المقبل. وفقدت العملة الروسية الروبل نحو 42% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام، وكان البنك المركزي الروسي سمح بتعويم الروبل منذ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولم يتدخل في سوق الصرف الأجنبي منذ ذلك الحين. وقال إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن انخفاض سعر صرف العملة الروسية مقابل الدولار، وفرض الدول الأوربية حظر علي روسيا، يقلص فرص زيادة معدلات السياحة الروسية في مصر خلال الفترة المقبلة. وأضاف في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن هناك انخفاضا بنسبة كبيرة في أعداد السائحين الروس الوافدين إلي مصر خلال الفترة الحالية، وستتزايد مع استمرار تراجع العملة الروسية. وتستهدف مصر الوصول بأعداد السائحين الروس إلي نحو 3 ملايين سائح بنهاية العام الجاري. وبلغ عدد السائحين الروس الوافدين إلي مصر نحو 1.9 مليون سائح خلال الثمانية أشهر الأولي من العام الجاري، مقابل نحو 1.7 مليون سائح عن نفس الفترة من العام الماضي، بارتفاع قدره 11.7%. وقال تامر نبيل، نائب رئيس غرفة الفنادق المصرية بالبحر الأحمر ، إن انخفاض سعر العملة الروسية مقابل الدولار أثر علي الحركة السياحية الوافدة إلي مصر خلال الفترة الحالية، مشيرا إلي أن هناك انخفاض في أعداد السائحين الوافدين إلي الغردقة بالبحر الأحمر (شرق مصر) من روسيا بنسبة 50% خلال الشهرين الماضيين. وأضاف في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن معظم الشركات الروسية خفضت رحلات الطيران إلي النصف خلال الأيام القليلة الماضية. وقال نبيل، إن الأزمة ستمتد لكافة الدول التي يقصدها السائح الروسي سواء تايلاندوتركيا بنسب متفاوتة خلال الأشهر المقبلة. وجاءت مصر في الترتيب الأول من حيث الوجهات الأكثر تفضيلا بين السائحين الروس خلال الربع الأول من العام الجاري، تلتها تايلاند، والإمارات، وألمانيا، والصين، وإيطاليا، وأسبانيا وتركيا، وفقا لبيانات الاتحاد الفيدرالي الروسي للسياحة. وأضاف نائب رئيس غرفة الفنادق المصرية بالبحر الأحمر، أن مصر الأكثر تضررا في الوقت الحالي، نظرا لتفضيل السائح الروسي المقصد السياحي المصري خلال موسم الشتاء عن باقي الدول الأخرى، خاصة تركيا والتي يقصدها الروس في فصل الصيف، فهي ليست منافس قوي لمصر في الوقت الحالي. وقال نبيل إن المؤشرات الأولية لحجوزات الروس المستقبلية بالغردقة بالبحر الأحمر (شرق البلاد) خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، لن تصل إلي 25% خلال أعياد الكريسماس ورأس السنة. وبلغ عدد السائحين الروس الوافدين إلي الغردقة بالبحر الأحمر (شرق مصر) خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نحو 156.4 ألف سائح، مقابل نحو 165.8 ألف سائح خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بنسبة انخفاض 5.6%، وفقا لإحصائيات غرفة شركات السياحة المصرية بالبحر الأحمر. وقال سامح سالم مدير التعاقدات بشركة "بيجاس للسياحة"، كبري شركات السياحة الروسية العاملة في مصر، إن إقبال الروس علي السفر لكافة الدول، انخفض بنسبة كبيرة مع ارتفاع أسعار الدولار مقابل الروبل الروسي. وأضاف في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، إن أسعار الرحلات السياحية للسائح الروسي ارتفعت بنسبة 57% خلال الفترة الماضية. وقال سالم إن الشركات الروسية العاملة في مصر خفضت أسعار تذاكر الطيران من 450 دولار للتذكرة إلي نحو 50 دولار ذهاب وعودة خلال الفترة الحالية، لجذب السائحين الروس، إلا أن التخفيضات غير مؤثرة. وأضاف أن هناك إلغاءات للحجوزات الوافدة إلي مصر من روسيا بنسبة 50% خلال الفترة الحالية، مشيرا إلي أن هناك أولويات للروس بعيدا عن السفر في الوقت الراهن. وقال إن التأثير سيطول الدول المنافسة لمصر خلال موسم الشتاء، وهي فيتناموتايلاند والإمارات، وفي حالة استمرار الأزمة لموسم الصيف المقبل، ستتأثر كلا من تركيا وتونس بنسبة كبيرة. وتوقع مدير التعاقدات بشركة بيجاس الروسية، أن يستمر انخفاض أعداد السائحين الروس الوافدين إلي مصر حتي شهر مارس/ آذار المقبل. وبلغ عدد السياح الروس الذين زاروا تركيا في الفترة من يناير/كانون الثاني الماضي، وحتى سبتمبر/أيلول الماضي نحو 4.1 مليون سائح، مقابل 3.8 مليون سائح عن نفس الفترة من العام الماضي، وفقا لبيانات وزارة السياحة والثقافة التركية. وقال هاني سليمان أمين عام غرفة الفنادق المصرية بجنوب سيناء، إن هناك انخفاض في عدد السائحين الروس الوافدين إلي شرم الشيخ بجنوب سيناء (شمال شرق مصر) بنسبة 40% خلال الفترة الحالية. وأضاف في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن انخفاض العملة الروسية مقابل الدولار أثر بنسبة كبيرة علي السياحة الوافدة إلي مصر، رغم أنها من أرخص الدول السياحية بالنسبة للسائح الروسي. وانخفضت أعداد السائحين الوافدين إلي مصر بنسبة 4.8% خلال الفترة من يناير/كانون الثاني الماضي، وحتي سبتمبر/ أيلول الماضي، ليصل عدد السائحين الوافدين إلي مصر نحو 7.194 مليون سائح، مقارنة بنحو 7.555 مليون سائح عن نفس الفترة من العام الماضي، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية. وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال العام الماضي إلى 5.9 مليار دولار، مقابل 10 مليارات في 2012 بانخفاض 41%. وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.5 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة.