أوصى نخبة من الأثريين بإقامة معرض مؤقت في الأماكن المتسعة "غير المستغلة" بقلعة قايتباى بالأسكندرية التي تعد أقدم المعالم الإسلامية بمصر والوطن العربي، ويضم الآثار المنتشلة من تحت الماء، والمخزنة بكثير من المواقع. وأشار الأثريون - خلال ندوة "الآثار بين الواقع والطموح" نظمتها جمعية الآثار - إلي ضرورة وضع سيناريو للعرض به، وللمادة العلمية المصاحبة، مع تحديد أماكن مناسبة داخل القلعة. ولفتوا، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلي إمكانية أن يضم المعرض استعارة للوحة التاريخية لنقراطيس المحفوظة بالمتحف المصري والتي تصور الآلهة والقرابين، فتعرض اللوحة مع توأمها المنتشلة من موقع هيراكليون بأبي قير، وهى لوحة "هيراكليون/ ثونيس"، وبذلك تكون هذه هي المرة الأولى التي تلتقى فيها اللوحتان المتطابقتان التوأمان، بما يحقق عنصر جذب سياحي كبير. كما أشار الأثريون إلى ضرورة إجراء دراسة لوضع حلول عاجلة لمشاكل المياه الجوفية التي تتعرض لها بعض المناطق الأثرية بالأسكندرية، مثل مقابر "الشاطبى، الأنفوشى وكوم الشقافة"، ومشكلة النباتات والأشجار التي تخترق أسقف بعض المقابر وتؤدى إلى تدميرها والزخارف التي تحملها مثلما حدث في مقبرة "الأنفوشى". ونبهوا إلى دراسة تطوير العرض المكشوف بمنطقة "كوم الشقافة"، مع تكوين قاعات عرض مفتوحة بمنصات منظمة لكل مجموعة من القطع الأثرية المتشابهة، ووضع تنظيم علمي، مصحوب ببطاقات شرح واضحة. ولفت الأثريون إلى دراسة مشكلة مقابر سوق الورديان وتشكيل لجنة فرعية للتعرف على الحالة الراهنة للجبانة والتدخل السريع لترميمها وإنقاذها، وحل مشكلة المياه الجوفية التي تهددها بالاندثار، ثم إيجاد ما يلزم لوضعها على خريطة المدينة السياحية، بالإضافة إلي ضرورة فتح المقبرة المرمرية في منطقة مقابر اللاتين ومشتل المحافظة للزيارة. وفيما يتعلق بمقابر مصطفى كامل، أكد الأثريون على أهمية الترميم الدقيق والعاجل لأسقف المقبرتين الأولى والثانية بالجبانة، وعمل ظلات بالأجزاء الخارجية بالمنطقة لاستراحة الزوار، كما يقترح عمل مظلات داخلية للمقبرتين الثالثة والرابعة لحمايتهما من عوامل التعرية والأملاح، خاصة وأنهما الأقرب إلى البحر، أما بشأن مقبرة مصطفى كامل الجديدة، نبهوا إلي ضرورة توفير التمويل لترميمها. يذكر أن المقبرة الجديدة تقع بمنطقة مصطفى كامل بشارع المعسكر الروماني وعمارات الضباط، وهي تعد أكبر مقابر الأسكندرية اتساعا وأكثرها تميزا من الناحية المعمارية إذ أنها تعبر عن الطراز الدوري الجنائزي السكندري مكتملا. وتحتاج هذه المقبرة إلى إقامة ظلة تغطيها وتحميها من عوامل التعرية، مع إحاطتها بسور وبوابة دخول وكشك للتذاكر، لتصبح قابلة للزيارة..ومن ناحية أخرى، يجب أن يستكمل الكشف عنها وعمل مجسات أثرية في المساحة الخارجية المجاورة.