دعا خطباء بمصر خلال صلاة الجمعة، المصريين إلى عدم الاستجابة لما وصفوه ب"الدعوات المغرضة" للتظاهر يوم الجمعة المقبل التي قالوا إنها تستهدف "إثارة الفتن والخراب" و"امتهان قدسية كتاب الله". وكانت الجبهة السلفية، وهي إحدى مكونات "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي، دعت في وقت سابق هذا الشهر، إلى "الثورة الإسلامية" أو "انتفاضة الشباب المسلم"، يوم 28 نوفمبر الجاري. وطالبت، في بيان لها، ب"فرض الهوية الإسلامية دون تمويه، ورفض الهيمنة على القرارات السياسية والاقتصادية، وإسقاط حكم العسكر"، وهي المظاهرات التي قالت وزارة الداخلية المصرية إنها ستتصدى لها. وخلال خطبته اليوم بالجامع الأزهر ، حذّر خالد عبد السلام من خطورة الدعوات الهدامة التي تستهدف خراب الوطن وعدم الاستقرار له، وأن الاسلام بريء من أصحاب تلك الدعوات. وأضاف عبدالسلام أن "من صور الإفساد تلك الدعوات المغرضة التي أطلقها بعض الحاقدين بالدعوة إلى الخروج يوم 28 نوفمبر مع رفع المصاحف". ومضى قائلاً: "الشريعة تدعو إلى تعظيم شأن المصحف، وصيانته عن كل ما لا يليق به، وعدم إقحام الدين في السياسة، والمتاجرة به، لكسب تعاطف العامة فذلك إثم عظيم، وذنب خطير، ويكفى ما أصاب الإسلام من تشويه صورته في الخارج والداخل، على يد ولسان بعض المنتسبين إليه". من جانبه، حذّر محمود القاضي، إمام مسجد السلطان أبو ، خلال خطبته بمسجد التلفزيون المصري بماسبيرو ، من دعاة القتل والتسيب والانحراف، قائلاً: "إننا أحوج ما نكون إلى مواجهة الدعوات الهدامة التي تهدم لخراب مصر وهدم جيش مصر الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنهم خير أجناد الله". وأضاف أن "الإسلام لم يدعنا للقتل والتخريب والإساءة، كما نهانا عن الفساد، وأخبرنا أن الله لا يحب المفسدين، والاسلام ينهى عن الدعوات الهادمة التي تستهدف هدم جيش بأكمله". ووصف القاضي دعوة الخروج يوم 28 نوفمبر بأنها "مؤامرة كبرى ليس ضد مصر وإنما ضد الإسلام وهو ما يتطلب منا التكاتف والتوحد ضد تلك المؤامرة". كما ركزت خطب الجمعة في مساجد بعدة محافظات على الدعوة إلى عدم الخروج في مظاهرات الجمعة المقبل. إذ شددت خطبة الجمعة في مسجد سيدي كمال الدين بمحافظة سوهاج (جنوب)، والتي قام التليفزيون المصري بنقلها مباشرة، على أن "الإسلام نهى عن الفساد والخراب والدعوات التي تستهدف الهدم، وتوعدت المفسدين بأشد العذاب". وأضاف محمد الأمير أبو زيد، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، : "نحذر جموع الشعب المصري من أن هذه الدعوة خبيثة تستهدف إثارة الفتن في مصر، ونقول لأصحاب تلك الدعوة أنه ما أشبه ما تدعون إليه بما حدث من الخوارج في عهد الإمام علي حيث رفعوا المصاحف قائلين إنه لا حكم إلا لله ثم نادوا بتكفير الإمام علي رضي الله عنه، ثم دخلت الأمة في الفتنة الكبرى التي أسيلت بعدها الدماء وسلبت الأموال". أما في السويس ، قال كمال بربري، وكيل وزارة الأوقاف بالسويس، خلال خطبة الجمعة، إن "هناك دعوات هدامة من أنصار تنظيم الإخوان بنزول مظاهرات 28 نوفمبر القادم، وهي دعوات تهدف إلي تدمير البلاد ونشر الخراب في البلاد". وأضاف الخطيب: "توجد مخططات للتضليل ومحاولات خبيثة ضد الجيش والشرطة، والتظاهر بالمصاحف، ومحاولة إهانة كتاب الله من أجل مصالح دنيئة ورخيصة لحصد مكاسب سياسية على حساب كتاب الله، والتحريض على العنف". وقبيل صلاة الجمعة، أعرب أحمد الطيب شيخ الأزهر عن رفضه لكل دعوات التظاهر والمشاركة في مظاهرات رفع المصاحف، مبينا أنَّ "هذه الدعوة ليست إلا إحياء لفتنة كانت أول وأقوى فتنة قصمت ظهر أمة الإسلام ومزقتها . وقال الطيب، في بيان تلقت الأناضول نسخة منه اليوم بعنوان ، إن "دعوات التظاهر هي دعوة إلى الفوضى والهرج، ودعوة إلى تدنيس المصحف، ودعوة إلى إراقة الدماء، قائمة على الخداع والكذب، وهو ما حذَّرَنا منه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – منذ أربعة عشر قرنًا". وأضاف أن من جماعات مدعومة بالسلاح والتمويل والمعلومات، لهي خيانة للدِّين والوطن والشعب". ويوم الأربعاء، قالت وزارة الأوقاف المصرية: "نؤكد على حرمة المشاركة فى هذه التظاهرات الآثمة، وعلى إثم من يشارك فيها من الجهلة والخائنين لوطنهم ودينهم". وأضافت الوزارة في نص الخطبة الإرشادية الموحدة، التي نشرتها على موقعها الإلكتروني، تحت عنوان "الدعوات الهدامة.. كشف حقيقتها وسبل مواجهتها": "من صور الإفساد تلك الدعوات المغرضة التى أطلقها بعض الحاقدين بالدعوة إلى الخروج يوم 28 نوفمبر مع رفع المصاحف" . وبحسب إحصاءات رسمية في 2011، يبلغ عدد المساجد التابعة لوزارة الأوقاف فى مصر، أكثر من 108 آلاف و395 مسجداً. و"الجبهة السلفية" تعرف نفسها على أنها رابطة تضم عدة رموز إسلامية وسلفية مستقلة، كما تضم عدة تكتلات دعوية من نفس الاتجاه ينتمون إلى محافظات مختلفة في مصر، وهي إحدى مكونات التحالف الداعم لمرسي. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الدعوة إلى "ثورة إسلامية" صراحة بمصر، منذ الإطاحة بمرسي في 3 يوليو 2013.