قررت وزارة الأوقاف تخصيص خطبة الجمعة المقبلة عن ما أسمتها "الدعوات الهدامة: كشف حقيقتها وسبل مواجهتها"، والتي تدعو من خلالها إلى تحريم المشاركة في "الثورة الإسلامية" التي دعت إليها "الجبهة السلفية" في 28نوفمبر الجاري، واعتبرت المشارك فيها "آثمًا". وقالت الوزارة في نص الخطبة الإرشادية الموحدة، التي نشرتها على موقعها الإلكتروني، إن "صور الإفساد متعددة، منها الإفساد بالقول، والإفساد بالفعل، ويدفع إلى ذلك أمران: أولهما الفكر المنحرف، وثانيهما المؤامرات التي تحاك على بلادنا من الداخل والخارج والتي كانت ولازالت تهدف إلى إسقاط الدولة والنيل من استقرارها". وأضافت "وفي سبيل الوصول إلى هذا الهدف الخبيث يخرج علينا بين الحين والآخر من يحاول النيل من قواتنا المسلحة تارة، ويهدد استقرار بلادنا أخرى، ويشكك في ثوابتنا ثالثة". وتابعت "في الوقت الذي تبذل فيه قواتنا المسلحة جهودًا جبارة في حفظ الأمن واستقراره، وتزود عن وطنها ودينها وأمتها، واستطاعت أن تحبط محاولات أعداء الوطن وعملائهم، واستطاعت أن تفرض سيطرتها بإخلاء الشريط الحدودي بسيناء، لتمنع تهريب الأسلحة ودخول الإرهابيين إليها، جاء هذا الحادث البحري الأليم في محاولة سافرة للاعتداء على قواتنا البحرية؛ ليؤكد على عمق وقوة المؤامرة التي تتعرض لها مصر؛ لأن هذا الحادث لايمكن أن يكون جهد أفراد أو جهد جماعات منفردة، وإنما هو نتاج مؤامرة كبرى، وجهات خارجية مولت وسلحت ودربت الإرهابيين المجرمين بتعاون من الخونة والعملاء والمأجورين من أتباعهم، ممن لايؤمنون بوطنهم، وأعمتهم مطامعهم، فباعوا أنفسهم للشيطان". واستدركت الأوقاف في خطبتها قائلة "وفي الوقت الذي تحاك فيه هذه المؤامرات على وطننا لايكف أعداء الوطن والدين عن أساليبهم ومؤامراتهم الخبيثة بإثارة كل ما من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار، ويهز تماسك المجتمع تارة بنشر الإلحاد ودعم الملحدين إلحادًا موجهًا لهدم المجتمع، وتارة بدعم المارقين، واستخدام المتطاولين على الثوابت ممن ظهرت وتظهر على بعضهم علامات الثراء فجأة مما يزيد من الريبة والشك". واعتبرت أن "من صور الإفساد تلك الدعوات المغرضة التي أطلقها بعض الحاقدين بالدعوة إلى الخروج يوم 28 نوفمبر مع رفع المصاحف"، فيما شبهته بفعلة الخوارج عندما خرجوا على علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وقالوا: لاحكم إلا لله، ثم كفروه، وكانت فتنة عظيمة سفكت فيها الدماء ونهبت الأموال، وتحول رفع المصاحف إلى رفع السيوف وقتل الآمنين". وأضافت "الشريعة تدعو إلى تعظيم شأن المصحف وصيانته من كل ما لا يليق به، فكيف بالمصحف الشريف حين يحدث الهرج والمرج، أو يحدث احتكاك بين هؤلاء وبين المعرضين لهم. أليس من المحتمل بل من المؤكد أن تسقط بعض المصاحف من أيديهم على الأرض، وربما تهان بالأقدام. هذا بهتان عظيم إثمه، وإفكه على كل من دعا إليه أو شارك فيه". وتابعت "نؤكد على حرمة المشاركة في هذه التظاهرات الآثمة، وعلى إثم من يشارك فيها من الجهلة والخائنين لوطنهم ودينهم". وفي وقت سابق هذا الشهر، دعت "الجبهة السلفية" إلى "الثورة الإسلامية" أو "انتفاضة الشباب المسلم"، يوم 28نوفمبر الجاري، مطالبة ب"فرض الهوية الإسلامية دون تمويه، ورفض الهيمنة على القرارات السياسية والاقتصادية، وإسقاط حكم العسكر" بحسب بيان للجبهة. وأثارت دعوة الجبهة وهي إحدى مكونات "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي، حفيظة قوى سياسية مؤيدة للسلطات الحالية، محسوبة على التيار الإسلامي في مقدمتها الدعوة السلفية، وحزب النور السلفي اللذين أعلنا رأيهما برفض المشاركة. ولم يصدر تحالف "دعم الشرعية" بيانًا يعلن فيه موقفه من دعوة الجبهة السلفية إلى مظاهرات 28 نوفمبر، غير أنه قال في بيان له الجمعة الماضي، إنه "كفل لجميع الفصائل المكونة له، حق الاحتفاظ بخياراتها التي لا تتعارض مع المبادئ التي قام التحالف على أساسها، وبالتالي حق التعبير عنها بما تراه مناسبا في هذا الإطار". وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الدعوة إلى "ثورة إسلامية" صراحة بمصر، منذ الإطاحة بمرسي في 3 يوليو 2013. وقال اللواء سيد شفيق، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، في تصريحات صحفية الثلاثاء، إنهم "لن يسمحوا بتكرار ما حدث في 28 يناير 2011 (المعروف بجمعة الغضب)، ونراهن على وعى الشعب المصري لسعى هذه الجماعات للقيام بأعمال تخريب وعنف، بهدف محاولة تقويض الشرعية، وإرهاب الشعب". وأضاف: "هناك خطط تأمينية مشتركة، بين القوات المسلحة والشرطة، تجرى وزارة الداخلية مراجعتها حاليا، لتأمين جميع ربوع البلاد، وستضرب القوات في المليان (الرصاص الحى)، لمواجهة أي اعتداءات ضد المنشآت الأمنية والحيوية". وقال إن "القوات ستواجه تلك الدعوات الإرهابية، لارتكاب أعمال شغب، بكل قوة، وإن لزم الأمر سنستخدم السلاح، وفقا للقانون، الذى يتيح التدرج فى استخدام القوة، أمام هذه الجماعات، التي تسعى إلى ارتكاب أعمال التخريب والعنف".