"تذاكر مدفوعة لحضور فرح".. قد يبدو في بادئ الأمر أن هذا الفرح بإحدى الدول الأجنبية، وستفاجأ عندما تعلم أنه "فرح مصري حتى النخاع"، فالمبالغ الخيالية لتأجير قاعة الزفاف، بالإضافة إلى تصميم الأهل على عدم الاكتفاء بحفل صغير دفع أكثر من عروسان مصريان إلى التفكير فى حل جديد يرضى جميع الأطراف. قد تكون الفكرة غريبة ومرفوضة أحيانا، ولكن من وجهة نظر العروسين هي حل مناسب لتغيير العادات المصرية المتبعة والتي تفرض على العريس أعباء إضافية تأتي في وقت حرج للغاية، فبمجرد الانتهاء من تكاليف الزواج من شقة وموبيليا وشبكة إلى خلافه، يضع العريس ميزانية كبيرة ليوم الزفاف بهدف إرضاء الأهل والمدعويين. آلاء وحصري داخل مدينة الإسكندرية، المدينة التي تشتهر بكرم الضيافة، تبنى " آلاء وحصري" فكرة لم يجرأ الكثيرون على اتخاذها، حيث أعدوا تذاكر مدفوعة قيمتها "70 جنيه" لمن يود حضور فرحهم من الأصدقاء مع السماح للأهل بالدخول مجانا، ولاقت الفكرة ترحيبا من البعض واستنكارا من الآخرين. ظهرت تعليقات مؤيدة للفكرة ووصفها بالمبتكرة والمفيدة لمواجهة تكاليف الزفاف الباهظة، واختبارا حقيقي لمحبي العروسين الذين سيتغاضون عن ثمن التذكرة لمشاركتهما الفرحة. ومن ناحية أخرى، اعتبرها البعض دليلا على البخل وعدم احترام المدعوين، متهكما على العريس بتساؤل "ليه هو ابو تريكة؟". وردا على الجدل حول الفكرة، علق العريس أن الهدف هو تقليل أعباء الفرح ومشاركة الأصدقاء بالمال بدلا من الهدايا المعتادة، وأن التذاكر مستثنى منها أهل العروسة والعريس ومخصصة للأصدقاء فقط، مع تمييز الأهل بملابس محددة أو لزق "تيكيت" منعا للإحراج، معتبرا أن المبلغ ليس كبيرا للدرجة التي تحدث بها المعارضون للفكرة. وبرر "حصري" إقدامه وعروسه على ذلك، بأن الأهل أعدادهم كبيرة، وعدد الأصدقاء أكثر منهم ما يزيد الأعباء، موضحا أن الفكرة ستسمح لجميع أصدقائه المقربين الحضور دون زيادة التكاليف. ورغم الانتقاد استجاب الأصدقاء للفكرة وأوشكت التذاكر على الانتهاء، مع عدم وجود فرصة للتخفيضات أو دعوة المقربين للأصدقاء للحضور بعد الدفع، حيث أن التذكرة مدعمة في الأساس!. وتعليقا على أحد الساخرين الذين رأوا سهولة تزييف التذكرة، قال العريس "تعمل نفسك مفتح وتطبعها وتيجي, حقولك متبعش ميا ف حارة السقايين"، معربا عن أمنيته بتكرار تجربته من قبل أشخاص آخرين كوسيلة للخروج من "مستنقع العادات"، بحسب قوله. ودار حوار بين العريس وأحد أصدقائه كالتالي: س- باشا , أنا عايز آجى و مش عايز ادفع! ج- حتيجى تسلم و تخلع بعد نص ساعة. س- طب مش حتعزمنا , دا احنا صحاب؟ ج- كان على عيني و الله , بس العيلة كبيرة و أنا فلست . س- طب أنا كنت عزمتك قبل كدا ف فرحي, عيب عليك ! ج- حعزمك لوحدك برضه وادفع للمدام. نهال وكريم أما في العام الماضي فكر "كريم ونهال" في تطبيق الفكرة لأول مرة في تاريخ الأفراح المصرية، بهدف تغطية تكاليف الفرح، لكنهما لم يستثنيا الأهل، بل كان الدفع حليفا لكل من تخيل أنه سيحضر الفرح ليأكل "الجاتوه والحاجة الساقة". صمم كريم عاطف 22 عاماً، مهندس برمجيات، دعوة الفرح لأقاربه وأصدقائه كتب فيها «نرجو من حضراتكم التكرم والتعطف علينا بحضور فرحنا اللى أنا مش عارف أعمله.. الحضور هيكلف الفرد من 75 إلى 100 جنيه، ما هو أنا مش عايز فرح وأصلاً مش بحضر أفراح، بس كله عمال يقول ضروري فرح عشان الناس، فيبقى الناس تعتبر نفسها نازلة تخرج وتتفسح وتدفع تمن فسحتها.. ولا إيه؟.. تعاطفك وحده مش كفاية». واستكمل: «الرغبة في كسر التقاليد التي تهتم فقط بنظرة الناس دون اعتبار لحال الشاب المصري اللي اتقطم ضهره فى تجهيز شقته».. «اتهمونى وسط عائلتى بالأنانية وبأننا بنفكر فى نفسنا، ونفس الحال لخطيبتى لما طالبناهم بالاكتفاء بحفل صغير.. والحجة أن هذا هو العرف بين الناس وأننا نحرمهم من فرحتهم بينا». رد فعل الآباء عند علمهم بفكرة نهال وكريم كان الاستنكار لكنهم فى النهاية -حسب كريم- تقبلوا الفكرة ولكن بشرط عدم تطبيقها على الكبار.