أعرب رئيس وزراء اليونان أنتونيس ساماراس عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي لمحاولته تكريس الاستقرار في مصر والمنطقة. وفيما يلي نص كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أناستاسيادس: "فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي اسمح لي مرة أخرى بأن أتوجه بجزيل الشكر والامتنان لفخامتكم على حسن الضيافة أثناء إقامتنا فى جمهورية مصر العربية التى تدل على عمق العلاقات بين الدولتين، وأن أهنئكم على فكرة طرح هذه القمة الثلاثية ونادينا بها جميعا للتاريخ ولذا ناقشنا اليوم تفصيليا أوجه التعاون بالروح التي تربط الثلاث دول والتي ترتبط بجذور تاريخية وإرث ثقافي عريق، يربطنا أيضا اهتمام وقلق مشترك بالنسبة للاستقرار في جنوب شرق البحر المتوسط، اليونان وقبرص هما أعضاء الاتحاد الأوروبي ومصر هي أكبر الدول فى الشرق الأوسط أو فى الوطن العربي، ولذلك كان خصبا جدا تبادل الآراء بالنسبة للأزمات فى سوريا وليبيا والعراق وفي لبنان والمشكلة العويصة وهي المشكلة الفلسطينية. ولهذا حديثنا اليوم يأخذ صفة مهمة جدا بالنسبة لإعادة توحيد شطري جزيرة قبرص تحت مبدأ واحد وهو احترام العدالة والتاريخ، الافتراءات التي تحدث من طرف تركيا ضد قبرص غير مقبولة بالمرة، وبالنسبة تكريس السلام والاستقرار فى منطقتنا للقارة الأوروبية وللعالم أجمع وهو أن ندشن تعاونا وطيدا له عمق كبير ووقت طويل لتشييد وتوطيد العلاقات بين الدولتين، أعطينا اهتماما كبيرا بالنسبة لموضوع التصدي للإرهاب بمعنى آخر الفكرة أو الأيدولوجية التي تدفع إلي تكريس العنف والرعب. أريد أن أهنىء فخامة الرئيس السيسى لدوره المحوري والمهم للتصدي ومكافحة الإرهاب، ولا يجب على العالم المتحضر أن يسمح بتوسع خارطة الإرهاب على مستوى العالم، ولكن يجب على الدول المتحضرة أن تحارب وتساهم فى محاربة الإرهاب لإنهائه واقتلاعه من جذوره على مستوى العالم، أريد مرة أخرى أن أكرر أنه ليس هناك فخ أسوأ من أن يعتبر شخص أن الإرهاب ينقسم إلى إرهابيين مستفزين وإلى إرهابيين متحفظين، إن الإرهاب موحد ويجب أن تستقبل إجابة واحدة من الجميع وهى إجابة عنيفة وقوية". إن اليونان وقبرص تعطيان اهتماما خاصا للموقف المصري والحماية التى توفرها الدولة المصرية للسكان المسيحيين المهددين بالطرد من دولتهم، إننا تحدثنا فى موضوعات الطاقة والتعاون بالنسبة للثروات الموجودة فى البحر المتوسط، هذا أحد الموضوعات الذي سيتم التعاون فيها تعاون وطيد وهذا سيكون أيضا فى صالح توصيل الطاقة إلي جميع دول الاتحاد الأوروبي، يجب أن يتفهم الجميع تصريحات رئيس جمهورية قبرص بأن مصر وقبرص سيكونان سفراء لمصر لتوطيد علاقتهما مع الاتحاد الأوروبي وإجراء حوار، لأن أهم شيء فى المنطقة وهو الاستقرار ونحن نعتبر أن مصر هي حجر الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يدعم مصر فى المحاولات الكبيرة التى تقوم بها وتدعمها نفسيا وماديا، اليونان وقبرص ستدفع إلي هذا الهدف ونعتبر وساطتنا مهمة جدا ومفيدة في هذه العلاقة الجديدة بين مصر والاتحاد الأوروبي. وأريد أن أضيف أيضا أن المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد فى مصر في أوائل عام 2015 سيكون فرصة أخرى لإجراء محادثات خاصة فى المجال الاقتصادي، ونحن اليوم قمنا بتقوية الصداقة التاريخية، صداقة تتطور إلي مستوى الشراكة خاصة فى مجالات الأمن والاقتصاد واستثمار الموارد المائية وتعميق العلاقات وتقييم حلفاؤنا واستفادة دولنا وشعوبنا وكل أوروبا، هذا الإطار الجيوسياسي سيتم توطيده بعلاقتنا الثقافية فى محاولة كبري لتعظيم الاستفادة مما نطلق عليه من حضارتنا سواء فى مصر واليونان وقبرص، أريد أن أتوجه بالشكر لفخامة الرئيس السيسي لمحاولته تكريس الاستقرار ليس فقط فى مصر ولكن فى منطقة الشرق الأوسط ككل ولدعمه الدائم للقضية القبرصية العادلة ولأنه يتبع كبوصلة لتوجهاته القانون الدولي، فاليوم لم يكن لقاء فقط أو قمة بين ثلاث دول ولكن كان الأساس لتعاون استراتيجي كبير جدا وواجهة موحدة لثبات جيوسياسي وأمن للطاقة ومحاربة الإرهاب وتطور ونمو اقتصادي".