الإعلام شريكٌ في جريمة الترويج لسموم علي الفضائيات مصر في المرتبة الأولى في انتشار أمراض الكبد ضرورة الاكتشاف المبكر للأمراض.. التنسيق المجتمعي للتخلص منها يُعرف المرض المتوطن في علم الوبائيات بأنه المرض الذي ينتشر في تجمع بدون الحاجة إلى عواملَ خارجية، بحيث تستمر الإصابات وتصبح الإصابة به أمراً اعتياديا، أما الأمراض المزمنة فهي مجموعة من الأمراض لا تنتقل بالعدوى من شخص لآخر، وتأخذ عادة إصابة الشخص بها وتطورها فترة طويلة ضمن عملية بطيئة نسبيا. وتشمل الأمراض المزمنة 6 مجموعات رئيسية وهي: أمراض القلب والأوردة مثل السكتات القلبية والدماغية وارتفاع ضغط الدم والسرطان بأنواعه وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الأزمة والانسداد الرئوي المزمن وأمراض الكلى وأمراض الكبد وداء السكري. والأمراض المزمنة هي مشكلة عالمية، وفي العقود الماضية شهدت أرقامها ارتفاعا ملحوظا، أما في البلاد العربية فقد أدت التغييرات في أنماط السلوك الغذائي والنشاط الجسمي إلى حدوث تغييرات في معدلاتها وارتفاعها. وطبقا لآخر الإحصائيات يوجد بمصر نحو 6 مليون مصاب بفيروس "سي"، تتصدر بهم مصر المركز الأول في قائمة مصابي فيروس سي عالميا، ويبلغ عدد المصابين سنويا في مصر بداء فيروس الكبد ما يقرب من 200 ألف مصاب. بينما يصل عدد المصابين بأمراض القلب مليون و 600 ألف مصاب سنويا، وتصل نسبة الوفاة إلى 25 بالمائة من المصابين. أما مرضى السرطان فيزداد عددهم بواقع 100 ألف مصاب سنويا، ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد المصابين بالسرطان إلى 15 مليون مصاب بحلول عام 2020. يقول الدكتور أحمد الخطيب، استشاري الأمراض المتوطنة والجهاز الهضمي، إن وقوع إصابتين من نفس المرض في مكان واحد يعتبر دليلا واضحاً على إمكانية انتشار وباء، وأن الكوارث الطبيعية في بعض الأحيان تكون مصدرا للأمراض والأوبئة، وأنه بوجود الأمراض المتوطنة تكون مصدراً من مصادر انتشار الأوبئة، بالإضافة إلى عدم قدرة الدولة على توفير الخدمات الصحية والعمل بطريقة متقدمة في التخلص من الفضلات. وأشار الخطيب إلى أن بعض الأمراض تنتقل من إنسان لآخر عن طريق الدم وأمراض أخرى تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي. وأضاف أن هناك عدة خطوات وطرق للسيطرة على الأوبئة من الانتشار؛ أهمها اكتشاف المرض مبكرا والسيطرة عليه والتنسيق والتعاون بين المجتمع والمؤسسات، خاصة المدارس التي يجب نشر التوعية بين صفوف التلاميذ فيها، نظرا لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض في أغلب الأحيان بسبب ضعف مناعتهم على مقاومة تلك الأوبئة، وعدم إلمامهم بطرق الإصابة أو الوقاية منها. وقال الدكتور محمد رضوان أخصائي الجهاز الهضمي والكبد وزميل الكلية الملكية البريطانية للباطنيين، إن وزارة الصحة نجحت في مكافحة بعض الأمراض وسيطرت على معدلات انتشارها، فقد نجحت في تقليص معدلات انتشار مرض الإنكلستوما من 20 بالمائة إلى 0.02 %. وأشار إلى أن وزارة الصحة تبذل قصارى جهدها لكن في حدود الإمكانيات المتاحة لها ماليا، فمخصصات وزارة الصحة من الإنفاق الحكومي هذا العام في ميزانية 2014/ 2015، وصلت إلى 44 مليار جنيه من إجمالي 789 مليار جنيه، بنسبة 5 بالمائة تقريبا من الموازنة العامة، ورغم ارتفاع نسبة مخصصات وزارة الصحة هذا العام عن العام الماضي بنسبة 2 بالمائة تقريبا؛ إلا أن هذا الرقم لا يزال ضعيفا من حيث ما يطمح إليه العاملون بالحقل الصحي، من رفع كفاءة العاملين، وزيادة المستشفيات الحكومية ورفع كفاءتها . وأضاف أن الصحة والتعليم من أهم المقومات التي يقوم عليها المجتمع، إلا أن مخصصاتهما من قبل الدولة ضعيفة جدا، ولن تخلق منهما منظومة قوية، بالإضافة إلى سوء التخطيط وضعف رؤية الوزارة، فهي أحيانا تقوم بإنشاء وحدات صحية جديدة وتترك مستشفيات لم يتم الانتهاء من إنشائها. ومن جانبه لفت الدكتور إيهاب عبد اللطيف، أخصائي أمراض الكبد، إلى أهمية التعاون بين وزارة الصحة وقطاع المؤسسات المدنية التي تعمل في مجال تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، وأن المؤسسات المدنية والجمعيات الخيرية تقوم بعمل لا بأس به لتسد الفراغ الذي تركته وزارة الصحة، وترسل الحملات الطبية إلى النجوع والقرى والمدارس لعمل الفحوصات الطبية اللازمة لاكتشاف الأمراض مبكرا، خصوصا في تخصصات أمراض الكبد التي أصبح يعاني منها نسبة كبيرة من المصريين. وأضاف أن هذه الحملات هي نوع من الرعاية الوقائية بواسطة المعامل الحديثة والمتنقلة، إلى جانب الحملات التوعوية بأمراض الكبد ومخاطرها وطرق انتقالها وأساليب الوقاية منها، والعلاج في المراحل الأولى، مستنكرا تراجع دور وزارة الصحة فيما يخص توعية المواطنين بهذا الأمر، فقديما كانت تقوم الوزارة بإعلانات على شاشة التلفزيون للتحذير من بعض الأمراض وطرق الوقاية منها وكيفية التعامل مع أعراضها الأولى مثل مرض البلهارسيا، فهذا الدور لم يعد موجوداً الآن. وأدان عبد اللطيف تقصير وزارة الصحة في مكافحة ما يطلق عليها "الخلطات السرية" التي تتكون من أعشاب، وفي بعض الأحيان من مكونات غير معروفة لعلاج الكبد، مؤكداً أن استخدام الأعشاب بطرق غير مدروسة يحولها إلى سموم قاتلة، وفي ظل تراجع دور وزارة الصحة عن التعريف بمرض الكبد ووسائل العلاج، مما أدى إلى انتشار تلك الأفكار التي تعتبر دجلا وقتلا للمرضى واستغلالا لمرضهم. وأكد أن أي دواء قبل طرحه للمرضى يجب أن يمر بعدة مراحل متتابعة، وأبحاث عديدة تصل عادة إلى 15 عاما من التجارب والاختبارات لكي تأخذ ترخيصا ويتم تداولها وبيعها للمرضى. وأضاف أن هذا ليس دور وزارة الصحة وحدها، فالإعلام أيضا شريكا في هذه الجريمة، فهو يقوم بترويج أدوية مجهولة المصدر على بعض شاشات القنوات الفضائية التي دخلت كل البيوت الآن، وأصبحت تشارك في النصب على المواطن . واختتم كلامه بأن المستشفيات والعاملين في الحقل الطبي أسهموا بشكل أو بآخر في نقل وانتشار الأمراض بالرغم من الجهود التي تبذلها بعض المؤسسات الطبية، إلا أن العشوائية في نقل الدم وعدم تعقيم الأدوات الطبية كل ذلك أصبح خطايا لا تُغتفر. اقرأ فى الملف " أمراض تحاصر البشر والعلاج فيه سم قاتل" * «ايبولا».. أعراضه ومسبباته واستعدادات الصحة لمواجهته في مصر * العيادات الخارجية والخاصة.. أيهما أفضل للمواطن * إحصائيات عالمية وأساتذة الكبد ومصابون بالمرض: فيروس سي يفتك بالمصريين و"السوفالدي" رهان آخر للشفاء * «القلب» و«السكر».. المرضان المتلازمان * فيروسات الشتاء الغامضة وكيفية التغلب عليها * سرطان الثدي .. مرض يقطف أنوثة المرأة * «مستشفى 57375».. أطفال يحاصرهم الألم والأمل ** بداية الملف