قال الدكتور أحمد زويل، العالم المصري والحاصل على جائزة نوبل، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية بحاجة إلى التعاون مع مصر في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، فمن الضروري لأمريكا أن تحفظ مصر معاهدة السلام بينها وبين إسرائيل، وذلك لمصالحها سواء على الصعيد الداخلي أو في الشرق الأوسط، يضاف إلى ذلك أن مصر أصبحت شريك أساسي في محاربة الإرهاب. وأضاف زويل في مقال له نشر بصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن التعاون بين مصر وأمريكا مهم لكلا البلدين ولا يصحّ أن يكون قائمًا على المراوغات السياسية والتهديد بقطع المساعدات، وعلى أمريكا أن تدرك أنها لم تعد المصدر الوحيد للمساعدات الأجنبية المقدمة لمصر، فدول الخليج تقدم لها عشرة أضعاف ما تقدمه لها أمريكا. وتابع زويل أن الآمال كانت معقودة على الرئيس الأسبق محمد مرسي في أن يكون رئيسًا ديمقراطيًّا لكل المصريين، غير أنه لم يكن إلا مندوبًا لجماعة الإخوان المسلمين في مؤسسة الرئاسة، بل إنه أوشك أن يوقع بالبلاد في غمار الحرب الأهلية، حتى خرجت الملايين في 30 يونيو 2013 للمطالبة بالتغيير وبمزيد من الاستقرار للبلاد. وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يكن ينتوي في بادئ الأمر شغل منصب رئيس الجمهورية، إلا أن الشعب هو من طلب منه ذلك، وإن كان ما يدعيه البعض بأن الانتخابات التي جاءت بالسيسي كرئيس للبلاد كانت مزورة، متسائلا: فما الذي يدفع الشعب إلى تأييده حتى بعد الانتخابات؟ ولفت إلى أنه بعد انتخاب السيسي كرئيس للبلاد أعلنت حكومته عن قرار تخفيض الدعم على الوقود والخبز وبعض السلع الأخرى، في خطوة تعتبر حيوية لإنعاش الاقتصاد المصري والتي لم يستطع حُكّام مصر على مدار نصف قرن أن يأتوا بمثلها، ألا أن السيسي هو من استطاع أن يقنع الشعب بضرورة اتخاذ هذا القرار. واختتم زويل مقاله بالتأكيد أن مصر ما زالت تواجه مشاكل بحاجة لإيجاد حلول مثل المساعدة في إقامة منظمات مجتمع مدني قانونية، وسنّ قوانين من شأنها البتّ في موقف المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، وكذلك مسألة عودة أعضاء الإخوان المسلمين للانخراط في الحياة السياسية، كل هذه المشاكل تُحتِّم على أمريكا الاستمرار في السعي نحو مزيد من التعاون المشترك والحوار المباشر مع مصر.