أمريكا تريد مساعدة مصر في هذه المرحلة الحرجة من التحول السياسي..تريد منحها الأولوية الأولي في اهتماماتها علي باقي دول الشرق الأوسط باعتبارها الدولة المحورية الحيوية بالمنطقة..ولكن كيف تساعدها وبأي شكل؟ سؤال طرحته صحيفة واشنطن بوست في احدي افتتاحياتها الأسبوع الماضي وتبحث عن اجابة..فمن الواضح أن واشنطن لديها حساسية شديدة وهي تفكر في نوع المساعدة السياسية التي يمكن ان تقدمها حاليا خوفا من اتهامها بالتأثير علي الانتخابات لانجاح الليبراليين المدنيين المتنافسين مع القوي الاسلامية..ونفس القوي السياسية الجديدة ترفض من جانبها التعاون مع جماعات أمريكية بعث بها الكونجرس لمساعدتها في الاستعداد للانتخابات خشية أن تسئ لها..لذلك كان يتعين علي واشنطن الابتعاد عن التيارات السياسية وتركيز المساعدة في انعاش اقتصاد مصر الهش..وتعلم أمريكا أن مصر في حاجة الي ما بين10 و12 مليار دولار لتحقيق التوازن في ميزانية العام الحالي,ولم تحصل الا علي2,2 مليار من البنك الدولي و150 مليونا مساعدات أمريكة طارئة..لكن طلب القروض والمنح أصبح مطلبا صعبا علي الكونجرس الذي يسعي لالغاء المساعدات الخارجية..والبديل المتاح هو العفو عن ديون مصرلأمريكا(5,3 مليار دولار) والتعاون مع الاتحاد الأوروبي واليابان في العفو عن ديون قيمتها14 مليارا..ذلك الي جانب سلسلة من النشاطات الاقتصادية والاجتماعية التي تسهم في بناء ديمقراطية مدنية وسوق حرة. هذا الاهتمام الأمريكي بمساعدة مصر في حدود الممكن, هل يغير صورة أمريكا للأفضل لدي المواطن المصري؟المصريون,كما جاء في أول استطلاع دولي للرأي بعد الثورة,مازالوا متشككين بشدة من نيات أمريكا ودورها في دولتهم..معظمهم(79%) يفقدون الثقة فيها تماما..و64% يفقدون الثقة في الرئيس اوباما نفسه بسبب الموقف الأمريكي المنحاز لاسرائيل ولحروبها في دول اسلامية ولسياساتها الخارجية بشكل عام.علي أي حال يبدو أن مساعدات أمريكا لمصر أو غيرها وما قد يكون وراءها من أهداف أو نيات قد تتوقف خلال خمس سنوات أو أقل..فواشنطن نفسها تعاني..وصندوق النقد الدولي يتوقع انتهاء العصر الأمريكي لتحل محلها الصين في2016 كأكبر قوة اقتصادية بالعالم..فهل تستطيع مصر الاستغناء عن تلك المساعدات قبل أن, تنضب تماما؟ المزيد من أعمدة سلوي حبيب