قال عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق (شرق)، في مقابلة مع وكالة الأناضول: إننا لن نسمح باستمرار القتال بين الإخوة، وذلك تعليقا على اشتباكات قبلية قبل أسبوعين. وأضاف صالح أن الهدف من زيارة المجلس لبلدة أوباري (جنوب) التي تشهد اشتباكات قبلية هو الالتقاء بالطوارق والتبو لرأب الصدع والاستماع إلي مطالبهم فيما يخص أحوالهم المعيشية وظروفهم الاقتصادية وللتواصل مع الحكماء والعقلاء في ليبيا من أجل الوصول إلى تهدئة حيث إننا "لن نسمح باستمرار القتال بين الإخوة ". وتابع رئيس مجلس النواب الليبي أن "مجلس النواب لم يقم بتكليف أي قوة لفض النزاع الحاصل في الجنوب، ونحن لدينا قوة كبيرة من الجيش الليبي بالجنوب أعتقد أنها قادرة على تأمين الجنوب". ولفت إلى أن "القوة الثالثة تتبع أوامر مجلس النواب"، معتبرا "كل من لا ينصاع لمجلس النواب خارج عن الشرعية". وقال صالح إن "مجلس النواب سوف يصدر في الأيام القادمة قرارات حاسمة وهي في صالح الشعب الليبي، وهذه القرارات هي قانون العدالة الانتقالية حتى ترد الحقوق لأصحابها والنظر في بعض القوانين الظالمة التي صدرت في عهد (الرئيس الراحل معمر) القذافي التي تسلب الملكية". أما بخصوص قانون العزل السياسي، قال عقيلة صالح بأنه "سوف يعرض في الأسابيع القادمة على مجلس النواب للنظر في تعديله". وقال عقيلة صالح إن "الجيش الليبي يسيطر على معظم بنغازي (شرق) وخاصة بدعم الشباب، وذلك حسب المعلومات التي تصلنا من قيادات الجيش". ونفى تواجد أي طائرات مصرية أو غير مصرية تشارك في عمليات الجيش في بنغازي، قائلا إن "الطائرات التي تقصف ليبية والطيارون ليبيون والحرب القائمة ليست حربا ضد الليبيين، إنما هي حرب ضد مجموعات خارجة عن القانون تريد تدمير ليبيا"، حسب قوله. وعن الوضع في طرابلس، قال عقيلة صالح "حتى الآن لم توضع أي خطة واضحة لتحرير طرابلس، ولكن عند الانتهاء من عملياتنا في بنغازي بالكامل سنقوم بدراسة الأمر، ونحن نتوقع أن الأمر سينتهي دون حرب بإذن الله". وعن حكم المحكمة الدستورية المنتظر، وما إذا حكمت بعدم دستورية جلسات مجلس النواب، الذي يرأسه صالح، قال "أنا باعتباري رجل قضاء ما أعرفه عن القاضي حتى إن كان جائعا أو غاضبا فلا يستطيع أن يحكم، فما بالك إذا كان تحت التهديد بالسلاح، وأظن أن القضية ستؤجل لعدم توفر الظروف المناسبة لإصدار الأحكام حتى يتم التوافق والصلح بين الليبيين". وأضاف "لا أعتقد أن الحكم سيصدر بهذا الشكل أي بإلغاء مجلس النواب أو جلساته، وإنما سيتطرق لعملية التسليم والاستلام (بين المؤتمر الوطني المنتهية ولايته ومجلس النواب)". وعن حديث فرنسي حول أن الجنوب الليبي صار بؤرة للإرهاب، قال عقيلة صالح "نحن لن نسمح بتدخل فرنسا في جنوب ليبيا، وحتى عندما طالبنا التدخل الدولي لم نطلب تدخلا لضرب الليبيين وإنما لحماية المدنيين وتقديم المساعدات وتقديم الدعم للجيش الليبي". وتعاني ليبيا صراعا مسلحا دمويا في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، ما أفضى إلى إعادة البرلمان السابق إلى العمل وإعلان حكومة من جانب واحد في طرابلس، غير معترف بها، موازية لحكومة منبثقة عن مجلس النواب المنتخب، الذي يجتمع في طبرق (شرق)، ومعترف بها دوليا على نطاق واسع.