قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن ما تشهده دولة بوركينا فاسو من أحداث أعقبت تنحي الرئيس بليز كومباوري وتولي الجيش البوركيني مقاليد السلطة في البلاد، يعتبر ذو أبعاد خطيرة، فعلى الرغم من أن الرئيس المخلوع ليس له ثِقل دولي إلا أن خطورة تنحية تأتي من أنه أحد أهم زعماء منطقة غرب إفريقيا، فقد ظل لفترة طويلة من حكمه مساندًا لجماعات المتمردين، كما لعب دور الوساطة في كثير من النزاعات التي اندلعت في دولة ساحل العاجومالي. وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني أمس الجمعة، أن ما يزيد من خطورة تنحي كومباوري كونه حليفا مخلصا للولايات المتحدة الأمريكية، سمح بإقامة قاعدة أمريكية في العاصمة البوركينية واجادوجو، تمثل محورًا لتجسس أمريكا على المنطقة، حيث تنطلق منها طائرات التجسس الأمريكية فوق مالي وموريتانيا والصحراء الكبرى لتتبع عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتابعت الصحيفة، ما يزيد من خطورة هذا الانقلاب هو احتمالية أن تتكرر هذه التجربة في عدد من الدول المجاورة لها، حيث إن ظروف بوركينافاسو تتشابه مع ظروف عدد من دول جنوب الصحراء الكبرى، فهناك زعماء في تلك المنطقة ظلوا طويلا على رأس السلطة في بلادهم مثل تيودورو أوبيانغ نغيما في غينيا الاستوائية، وخوسيه إدواردو دوس سانتوس رئيس أنجولا، وبول بيا رئيس الكاميرون، ويوري موسيفيني من أوغندا، وموجابي من زيمبابوي. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الدولة المجاورة لبوركينافاسو لديها نفس المشاكل التي تتعلق بالديمقراطية وتدهور الحالة الاقتصادية وتباطؤ النمو في البلاد والفساد وانتهاك حقوق الإنسان، كما أن العديد من تلك الدول لها شعب صغير أصابه اليأس من حال حكومته كما هو الحال في بوركينافاسو. وألمحت الصحيفة إلى أن مقارنة هذا الوضع بما حدث في دول الربيع العربي يعتبر مدعاة للقلق حيث إنه إذا آل وضع هذه المنطقة إلى مصير المنطقة العربية سيصبح ذلك فرصة كبيرة للجماعات الإرهابية والإجرامية التي يزداد نشاطها يومًا بعد يوم. يذكر أن بوركينافاسو دولة في غرب أفريقيا، تحيطها ستة دول هي مالي من الشمال، النيجر من الشرق، بنين من الجنوب الشرقي، توغو وغانا من الجنوبوساحل العاج من الجنوب الغربي، وتقع ضمن دول الصحراء الكبرى في أفريقيا، كما أن مساحتها تبلغ 274,200 كم2، بينما يبلغ عدد سكانها 13,574,820 نسمة.