وقعت هيئة الطاقة الذرية الأردنية، اتفاقية مع شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو) اليوم الخميس، لإجراء عدد من الدراسات الفنية لموقع المحطة النووية الأردنية، المزمع إقامتها في منطقة عمرة وسط البلاد. وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان، في تصريحات صحفية، عقب التوقيع، إن الاتفاقية ترسي أحد الأركان الرئيسة لإنشاء المحطة النووية، مشيرا إلى أن الأعمال التي سيتم تنفيذها من قبل الشركة، تشمل الدراسات التفصيلية، وتقييم الأثر البيئي لموقع المحطة النووية الأردنية وهو ما سيستغرق عامين وفقا للاتفاقية الموقعة. ولم تفصح الأردن عن قيمة الاتفاق، فيما قال رئيس الهيئة في وقت سابق، إن الدراسات الخاصة بالمشروع والتي تتضمن الآثار البيئية، ودراسات البنى التحتية وغيرها، تصل تكلفتها إلى 46 مليون دينار (65 مليون دولار). وأضاف طوقان أن الشركة ستقوم بدراسة الموقع المقترح لإنشاء المحطة، ومدى مراعاته لمعايير السلامة النووية العالمية، المعتمدة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فضلا عن تقييم الأثر البيئي للمحطة، للتأكد من توافقه مع قوانين البيئة الأردنية والمعايير العالمية المعتمدة لحفظ البيئة. ووقع الاتفاقية عن الأردن، رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان، وعن الشركة الكورية كيم يونغ هو نائب رئيس الشركة. وأضاف طوقان أن توقيع الاتفاقية يمثل مرحلة متقدمة للمشروع النووي الأردني، وذلك بالتزامن مع توقيع سلسلة من الاتفاقيات الهامة مع الشريك الروسي متمثلا فى شركة "روس آتوم" التي سبق وأن فازت بعطاء تنفيذ المحطة النووية. وأوضح أن الاختيار وقع على كيبكو الكورية، بعد مفاوضات بين الخبراء الأردنيين، وممثلي أفضل شركتين من مجموعة شركات عالمية تقدمت بعروض للعطاء. وكانت الحكومة الأردنية قد اختارت العام الماضي شركة "روس آتوم" الروسية، لإنشاء أول محطة نووية في الأردن، بتكلفة عشرة مليارات دولار لبناء مفاعلين، وجرى تحديد موقع منطقة "عمرة" رسميا لإقامة هذه المحطة. ويتحمل الجانب الروسي 49% من استثمارات المشروع، فيما تتحمل الأردن 51 %. وقال المتحدث الرسمي لهيئة الطاقة النووية الأردنية، فايز أبو قاعود، إن الدراسات التي أجريت مؤخرا على الموقع المقترح لإنشاء المحطة جاءت بنتائج إيجابية، لتظهر أن الموقع مناسب لإقامة المحطة، لتميزه بمقاومة تأثيرات العوامل الطبيعية، فضلا عن خلوه من أي نشاط زلزالي قد يؤثر عليها مستقبلا. وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، أن المشروع يسير كما خطط له، وكل عدة أشهر يتم إنجاز بعض مراحله. ويتيح إنشاء المحطة النووية للأردن، تلبية احتياجاته من الطاقة الكهربائية وتصديرها لدول أخرى. وكانت هيئة الطاقة الذرية الأردنية، قد طرحت عطاء تنفيذ الدراسات التفصيلية وتقييم الأثر البيئي، للموقع في شهر أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي، وتقدمت له ست شركات عالمية تم تقليص عددها بعد تقييم العروض الفنية إلى ثلاث شركات، وبدأ بعد ذلك التفاوض مع أفضل الشركات المقدمة للمعروض، من بين هذه الشركات. وتنص الاتفاقية الموقعة بين الجانبين على أن تقوم شركة كيبكو بإجراء الدراسات التفصيلية، والتي تشمل الدراسات الطبوغرافية، والجيولوجية، والجيوفيزيائية الزلزالية الجيوتقنية، والهيدرولوجية، بالإضافة إلى الدراسات البيئية وتقييم الأثر البيئي للمحطة النووية. كما تشمل تقديم تقارير تفصيلية عن سير العمل، بالمشروع بشكل دوري، ومدى ملاءمة الموقع لهذا المشروع. وتلزم الاتفاقية الشركة بإنهاء الأعمال الميدانية، وتقديم التقرير النهائي خلال 24 شهرا، من تاريخ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ. وأثار مشروع بناء المحطة النووية في الأردن ردود فعل معارضة من قبل كافة الأوساط، خاصة مجلس النواب "الغرفة الأولى للبرلمان" وسط ضغوط لثني الحكومة عن تنفيذ هذا المشروع. ويخشى الأردنيون من الآثار السلبية للمشروع على الصحة والسلامة العامة واحتمالية انبعاث الاشعاعات على غرار ما حدث في مفاعلات دول متقدمة. وتحاول الحكومة جاهدة تقليل حدة الاعتراضات على المشروع، وطمأنت مواطنيها واقناعهم، بجدوى إنشاء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية.