أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ارتباط الجيش وقوات شبه عسكرية بمقتل شباب مسلمين من أقلية "المالايو"، جنوبي تايلاند ذو الغالبية المسلمة. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد أشارت المنظمة أن الهجمات التي نفذها الجيش، وقوات شبه عسكرية منذ عام 2004 ضد مجموعات انفصالية، أسفرت عن مقتل أكثر من ستة آلاف في المنطقة، وأن تلك الهجمات كانت السبب في مصرع شباب مسلمين على وجه الخصوص. وذكرت المنظمة أمثلة على ذلك كمقتل الفتى المسلم "محمد أزوان سوهوه"، البالغ 14 عاماً، في 21 آب/ أغسطس الفائت، من قبل قوات شبه عسكرية في منطقة "ناراثيوات"، التي تحوي معسكرًا لتلك القوات، إضافة إلى مقتل طفلة تبلغ 10 أعوام برصاص بحّارة تايلانديين في 23 تشرين الأول/ أكتوبر في نفس المنطقة. وذكرت المنظمة أن تايلاند لم تشهد أي معاقبة لعناصر من قوات الأمن، رغم وجود العديد من حالات القتل التي حدثت في السنوات العشر الأخيرة، داعيةً الحكومة إلى التحرك بشكل عاجل حيال ذلك، فيما تدافع الحكومة عن ذلك بالقول: "إن تلك الحالات وقعت خلال قيام وحدات الأمن بالدفاع عن نفسها". بدوره، أكد مسؤول آسيا في المنظمة "براد أدامز"، ضرورة مواجهة السلوك غير اللائق بحق السكان من قبل قوات الأمن، مشددًا على ضرورة عدم حماية الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم. وكان رئيس الوزراء التايلاندي، رئيس المجلس العسكري، الجنرال "برايوت تشان أوتشا"، أفاد أنه سيُجرى تحقيق بخصوص ادعاءات ارتباط الجيش بعمليات القتل جنوبي البلاد، بينما تثار ادعاءات بأن المنظمة لم تبذل جهودًا كافية حتى اليوم، فيما يتعلق بفتح تحقيق بحق منسوبي الجيش التايلاندي، لارتكابهم انتهاكات لحقوق الإنسان. جدير بالذكر أن تايلاند، التي يشكل المسلمون 5% من سكانها، بسطت سيطرتها على المنطقة الجنوبية من البلاد، بموجب اتفاقية، وقعتها مع بريطانيا عام 1909، تقضي باعتراف الأخيرة بسيادتها على تلك المنطقة، حيث باتت تلك المنطقة ساحة لمقاومة المسلمين الانفصاليين لأعوام. كما تشهدت المنطقة منذ عام 2004 عمليات إرهابية، إضافة إلى اشتباكات بين الجيش، والانفصاليين، إذ لقي أكثر من ستة آلاف شخص مصرعهم، وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين، جراء تلك الاشتباكات خلال السنوات العشر الأخيرة.