لطلاب الثانوية العامة، كل ما تريد معرفته عن التقديم لاختبارات القدرات بجامعة حلوان وطرق التقديم    القضاء الإداري يلزم المحامين بصرف الزيادة السنوية لمستحقي المعاش    محافظ أسيوط يتفقد أعمال الرصف بأبنوب (صور)    محافظ الدقهلية يتفقد سير العمل بمخابز جمصة (صور)    ارتفاع التفاح.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    ارتفاع البلدي.. أسعار البيض اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    بدوي يتفقد أعمال بدء حفر 11 بئر بترولي بمنطقة امتياز نيو منزلة بالدقهلية    مدبولي أمام قمة مجموعة "بريكس": مصر تؤمن بضرورة تعزيز النظام متعدد الأطراف    مصدر ليلا كورة: الزمالك يحسم صفقة عمرو ناصر خلال ساعات    بوكيتينو يتهم التحكيم بالتسبب في خسارة أمريكا نهائي الكأس الذهبية    كل ما تريد معرفته عن بطولة السوبر السعودي    وكيله يكشف.. حقيقة رغبة مالكوم في الرحيل عن الهلال السعودي    "قصص متفوتكش".. زوجة النني الثانية تثير الجدل.. وأسباب حبس إبراهيم سعيد    تحقيقات النيابة: تآكل الأسلاك الكهربائية وراء حريق شقة في المرج    بدء التقديم للصف الأول الثانوي العام والفني للعام الدراسي المقبل    أسفر عن وفاة طالبة جامعية وإصابة 11 فتاة، القبض على السائق المتسبب في حادث مشتول السوق    النائب فريدي البياضي: تعديل قانون التعليم في أسبوع عبث تشريعي    إدوارد يعلن إصابته بالسرطان وشفائه بعد خضوعه لعملية جراحية    ماذا يناقش الرئيس السيسي ونظيره الصومالي في العلمين اليوم؟    بريكس تطالب بإصلاح صندوق النقد وكسر احتكار إدارته الغربية    جوتيريش: حل الدولتين أساس السلام في فلسطين    فات الميعاد الحلقة 18.. حبس أحمد مجدي وتوتر علاقة أسماء أبواليزيد وزوجها    انفجار خط مياه شرب بمجمع محاكم الإسماعيلية.. وتحرك عاجل لأجهزة المحافظة    إيه اللي حصل بعد قبلة الزعيم عادل إمام ليكي؟.. الفنانة دنيا ماهر تجيب    وفاة الكاتب والسيناريست براء الخطيب    محافظ كفر الشيخ: حملات للكشف عن تعاطى المخدرات وضبط 17 حالة إيجابية    الجيش الإسرائيلى يعلن تنفيذ غارات جوية جنوبى وشرقى لبنان    نجم الأهلي السابق: ما يحدث داخل نادي الزمالك "تهريج"    «أنا مبحبش الدلع».. خالد الغندور يفتح النار على لاعب الزمالك بعد التصرف الأخير    شهيدان ومصابون بقصف على منزل وسط مخيم البريج بقطاع غزة    إدوارد يكشف عن ذكرياته مع أولى أفلامه "بحب السيما"    بلوجر وتمتلك ماركة تجارية.. 15 صورة وأبرز المعلومات عن زوجة محمد النني    إعلام عبري: ذباب مصري يغزو حيفا ويثير الذعر في الأحياء الراقية (تفاصيل)    بعد فتح باب التحويل بين المدارس 2025/2026.. رابط مباشر وخطوات التقديم والشروط الكاملة    شقق الإسكان الاجتماعي 2025.. الموعد والشروط الكاملة ل حجز سكن لكل المصريين 7    تردد قناة MBC Action hd الناقلة لمباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025    «الصحفيين»: لجنة المشتغلين الجديدة يومي 16 و17 يوليو الجاري    خبير اقتصادي: سيناريو يوم القيامة ووصول الدولار إلى 70 جنيهًا لن يحدث (فيديو)    عليك تقدير ما تملك.. حظ برج الدلو اليوم 7 يوليو    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 7 يوليو 2025    إدوارد ينهار من البكاء: «حقن التخسيس دمرتني« (فيديو)    يفاقم حالات مرضية بعضها مزمنة.. خبراء تغذية يحذرون من «غمس البسكويت في الشاي»    عاجل| «أديس» تواصل البحث عن المفقودين الثلاثة في حادث غرق البارجة «أدمارين 12»    تعرف على طريقة إبلاغ الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية عن الجرائم المرورية والجنائية    طريقة عمل الآيس كوفي منعش ولذيذ في الطقس الحار    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 7 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 59 مجزرة خلال 100 ساعة راح ضحيتها 288 شهيدا    المكتب الحكومي في غزة ينفي ضلوع «حماس» في الهجوم على موقع إغاثة    اليوم .. «حماة الوطن» يعقد الاجتماع التنسيقي الثاني للأحزاب ضمن القائمة الوطنية    حريق يلتهم شقة سكنية في عزبة النخل    مي عمر جريئة و سارة سلامة داخل سيارتها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    تراجع مفاجئ لنقابة المحامين عن الإضراب الشامل.. ضغوط سياسية أم مناورة تكتيكية؟    اختراق وآلام شديدة.. أطباء يستخرجون «ثعبانا» من بطن مريض (صورة)    أمين الفتوى يوضح حكم إخفاء معلومات عن شريك العمل: خيانة للأمانة ومخالفة شرعية (فيديو)    «لها حدود وضوابط».. أمين الفتوى: لا يجوز الوصية بكل المال إذا كان للموصي ورثة    أمين الفتوى: يجوز التبرع بنفقات العمرة لشخص.. وهذا من أبواب البر والإعانة على الخير    أمين الفتوى: 6 حالات توجب الغُسل على المرأة.. 3 منها مشتركة مع الرجل و3 تختص بها النساء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«نداء تونس» .. صناعة «سبساوية» وانجاز «سبساوي»
نشر في محيط يوم 28 - 10 - 2014

بعد أن ترشحت على كافة الدوائر الانتخابية ال 33 في الانتخابات التشريعية ل"مجلس نواب الشعب" بتونس، تصدرت حركة نداء تونس نتائج هذه الانتخابات لتصبح القوة السياسية الاولى التي ينتظر أن تكلف بتشكيل الحكومة المقبلة، متقدمة على حركة النهضة الإسلامية التي تصدرت المشهد بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في سنة 2011.
وتأسست حركة نداء تونس في حزيران /يونيو 2012 على يد ابن قرية سيدي بوسعيد، بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس، الباجي قائد السبسي المحامي والسياسي المخضرم الذي سيكمل عامه ال 88 الشهر المقبل.
وشغل السبسي مناصب وزير الخارجية والدفاع والداخلية على فترات مختلفة في عهد الرئيس الأسبق الراحل الحبيب بورقيبة، كما تقلد منصب رئيس البرلمان في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي إضافة إلى توليه مناصب في السلك الدبلوماسي في العهد نفسه. وكلف بعد ثورة 2011 التي أطاحت بحكم بن علي برئاسة الحكومة موقتا حتى ديسمبر / كانون اول 2011.
أربعة تيارات
وتضم حركة نداء تونس أربعة تيارات سياسية فكرية: الدستوريون (منتسبو نظام بن علي ويشكلون المكون الأساسي للحزب) وقسم من اليسارييين، والنقابيون (قيادات وكوادر حالية وسابقة بالاتحاد الوطني للشغل) ومستقلون. ويجمع بين هؤلاء جميعا خيط مشترك واحد: هو رفض التيار الإسلامي وبشكل خاص حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية، حيث تتفق قناعاتهم على أن تونس "الحديثة" لا يجب ان يحكمها التيار الإسلامي "الديني".
وحين أصدر السبسي في 26 يناير/كانون ثاني 2012 بيانا انتقد فيه بشدة حكومة "الترويكا" في ذلك الوقت بقيادة حركة النهضة، فقد التفت حوله سريعا التيارات الأربعة السابق ذكرها، ومن هنا بدأت تتبلور فكرة جمع كل هذه التوجهات في حزب واحد يدعو للحكم الليبرالي الحداثي ويناهض حكم الإسلاميين. ولذلك يعتبر عديد من المتابعين أن هذا البيان كان بمثابة "البيان التأسيسي" لحزب نداء تونس حيث تأسس بعده في 16 حزيران/يونيو من العام نفسه.
انتقادات
ومنذ الوهلة الأولى لتأسيسه، وجهت انتقادات عديدة لنداء تونس بأنه حزب المنظومة القديمة (حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في عهد بن علي والذي تم حله بعد الثورة)، غير أن قيادات الحزب كانت دوما تنفي ذلك، وتوضح في الوقت نفسه انها تتمسك ب"الإرث البورقيبي" الذي يجسده "الحزب الدستوري" الذي أسسه بورقيبة وليس حزب التجمع الدستوري الديمقراطي في عهد بن علي (الكيان نفسه الذي غير اسمه بن علي). واتخذ الحزب من استراتيجية التمسك بالإرث والفكر البورقيبي وبرمزيته التاريخية وسيلة لكسب الود الشعبي.
وبحنكته وخبرته السياسية الطويلة، كان السبسي حريصا في مواجهة هذه الانتقادات ولحشد أكبر قدر من الانصار من مختلف الاتجاهات، على تجنب تقلد "الدستوريين" المناصب القيادية في الحزب، فعلي سبيل المثال تولي القيادي النقابي المعروف الطيب بكوش، منصب الأمين العام للحزب (الرجل الثاني في نداء تونس) وعلى الصعيد الإعلامي، تصدرت قيادات غير دستورية هذا المجال، وعلى رأسها محسن مرزوق، القيادي اليساري، حيث يظل أحد الممثلين الرئيسيين لنداء تونس في وسائل الإعلام واللقاءات الجماهيرية.
خلافات وصمود
وفي إطار الهدف نفسه، يفسر محللون عدم إجراء الحزب حتى الآن وبعد أكثر من عامين على تأسيسه أي مؤتمر عام له او أي انتخابات داخلية مركزية بالسعي للمحافظة على وحدة الحزب، حيث يرون ان السبسي يريد أيضا خاصة في مرحلة الانتخابات التشريعية والرئاسية تجنب امكانية ان تثير هذه الانتخابات انقسامات داخلية.
وسمح هذا التكتيك "السبساوي" بصمود الحزب امام جملة من الخلافات الداخلية التي شهدها مؤخرا على خلفية اختيار قوائمه المرشحة للانتخابات التشريعية، حيث استقالت بعض الكوادر الجهوية احتجاجا على اختيار بعض الأسماء لتصدر القوائم الانتخابية، كما اتخذت قيادة الحزب في السياق نفسه قرارات بتجميد عضوية قيادات واستبعاد اخرى.
وواجه نداء تونس أيضا انقسامات على خلفية تعيين نجل السبسي، حافظ قايد السبسي، مسئولا عن الهيكلة داخل الحزب، حيث ووجه هذا القرار برفض واسع خاصة من قبل ما يعرف بالتيار اليساري داخل نداء تونس. وإجمالا، لم تؤثر هذه الخلافات على أداء وشعبية الحزب في الانتخابات التشريعية.
وإدا كان السبسي حريصا على ألا يحتكر "الدستوريون" المناصب القيادية داخل الحزب حفاظا على صورته ك "جامع لكل التونسيين"، فإن تحليلات عديدة تذهب إلى أن هؤلاء قاموا بدور رئيسي وعلى أكثر من مستوى ساهم بشكل قوي في تصدر الحزب نتائج الانتخابات التشريعية. فمن جهة، اعتمد "نداء تونس" على ما يمكن ان يطلق عليه "خلايا تنظيمية" سابقة للتيار الدستوري بالمحافظات لديها خبرة حشد الأنصار وتعبئتهم، كما ترددت معلومات قوية عن "تحالف سري" غير معلن بين "نداء تونس" وأحزاب دستورية أخرى وجه معظم الأصوات الانتخابية لهذه الأخيرة لصالح "نداء تونس" في أطار ما عرف باسم "التصويت المجدي".
وبالرغم من تصدر الحزب نتائج الانتخابات فإنه سيجد نفسه مضطرا للدخول في تحالفات مع كتل برلمانية أخرى لتشكيل حكومة ذات أغلبية برلمانية.
لا عداء
وبعد الانتخابات صرح السبسي، أنه "لا عداء لنداء تونس مع أي حزب سياسي" وأنه لن يحكم بمفرده باعتبار أن المصلحة الوطنية تقتضي "التوافق العريض".
أما عن إمكانية تحالفه مع النهضة، فقد رد بإجابة تعني أنه لا يفضل التحالف مع النهضة ولا يستبعده تماما في الوقت نفسه حين قال: "النهضة والنداء خطان متوازيان لا يلتقيان إلا بإذن الله ... فإن التقيا فلا حول ولا قوة إلا بالله".
ولم يتوقف طموح "نداء تونس" عند الانتخابات التشريعية، فقد ترشح السبسي قبلها للانتخابات الرئاسية، المقررة في 23 نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، في الوقت الذي لم يدفع خصمه السياسي الرئيس، النهضة، بمرشح له حرصا على "التوافق وعدم احتكار الحكم".
وإذا كان التحالف غير المعلن مع "الدستوريين" مثل عنوانا رئيسيا للانتخابات التشريعية، فإن السبسي سيواجه في الرئاسيات خصوما من هذا التيار ترشحوا بالفعل، مثل كمال مرجان ومصطفى كمال النابلي.. ورغم نشوة الانتصار داخل نداء تونس بالانجاز البرلماني، والحديث عن فوز مضمون للسبسي في انتخابات نوفمبرالمقبل ليجمع بين الحكومة والرئاسة، إلا ان حسابات التوازنات وعوامل اخرى قد تدفع الأمور في الأيام القليلة باتجاهات اخرى ربما تكون معاكسة.
ويبقى حزب نداء تونس مرتبطا في كل محطاته بشخص قائده المخضرم، الباجي قائد السبسي، بدءا من تأسيسه وجمعه لأطياف سياسية عديدة في كيان سياسي واحد، مرورا بإدارته لمعركة الانتخابات التشريعية وتصدره الساحة السياسية، ووصولا إلى محطة الانتخابات الرئاسية المقبلة التي لم يمنعه كبر سنه من خوض معتركها أيضا..ليصبح بامتياز "صناعة سبساوية" وانجاز "سبساوي".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.