أدان الائتلاف السوري المعارض، اليوم الثلاثاء، ما وصفه ب"الجريمة البشعة" التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحق امرأة في ريف حماة الشرقي وسط سوريا، حسب تسجيل مصور بث على الإنترنت وظهر فيه مقاتلون يعتقد أنهم من تنظيم "داعش" وهم ينفذون "حد الرجم" بحق سيدة سورية قالوا إنها "زانية". وفي بيان أصدره الائتلاف، اليوم الثلاثاء، ووصل وكالة "الأناضول" الإخبارية نسخة منه، قال سالم المسلط الناطق الرسمي باسم الائتلاف: "إن جريمة قتل المرأة بالإضافة إلى سائر الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش هي أفعال مدانة لا تمت لمبادئ الثورة السورية بصلة"، حسب تعبيره. وأضاف البيان أن الائتلاف يكرر مطالبته المجتمع الدولي ب"تزويد الجيش الحر بالأسلحة الثقيلة للدفاع عن المدنيين، ومحاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها نظام الأسد المنبع الحقيقي للإرهاب، والعمل على دعم الشعب السوري من أجل تحقيق تطلعاته في نيل الحرية والكرامة والديمقراطية". ولم يتطرق البيان إلى ملابسات قتل المرأة أو تطبيق "حد الرجم" عليها أو الوجه الشرعي لتطبيق هذا الحد، وكذلك لم يبيّن الدليل الذي استند إليه على أن من نفذ عملية القتل من تنظيم "داعش" خاصة أن من ظهر في الفيديو الذي وصل وكالة "الأناضول" نسخة منه لم يعلن عن ذلك صراحة. وظهر في التسجيل المصور مقاتلون يعتقد أنهم من تنظيم "داعش" وهم ينفذون "حد الرجم" بحق سيدة سورية متزوجة قالوا إنها "زانية"، ويعتبر هذا التسجيل الأول من نوعه من حيث إظهار تفاصيل عملية الرجم. وظهر في الشريط المصور والد السيدة إلى جانب مجموعة من المقاتلين، الذي قال متحدث باسمهم إنه سيتم تنفيذ "حد الرجم بالزنا" بحق السيدة المتزوجة في ريف حماة الشرقي، الذي يسيطر "داعش" على أجزاء واسعة منه، حيث طلبت السيدة من والدها "مسامحتها"، إلا أنه رفض ذلك لعدة مرات قبل أن يقوم مقاتلان من التنظيم بإقناعه بذلك كونها "ستموت". وظهر في الفيديو نفسه والد السيدة وهو يقوم بتقييدها واقتيادها إلى حفرة كانت قد جهزت في وقت سابق، لتنفيذ "الحد"، ومن ثم بدء عدد من الرجال المتواجدين في المنطقة، برجمها بعدد كبير من الحجارة، كما ظهر والد السيدة، وهو يشارك في العملية. وطلب المتحدث من السيدة قول ما تريد قبل موتها، حيث نصحت الأخيرة قبل تطبيق "الحد" عليها ما وصفتهن ب"النساء المستورات" بالمحافظة على أعراضهن أكثر من محافظتهن على أرواحهن، وتقدمت بالنصح لكل أب قبل أن يزوج ابنته أن يسأل عن البيئة التي ستزوج إليها. وتوجه المتحدث باسم المجموعة التي نفذت "الحد" برسالة إلى من قال عنهم "كل الرجال والشباب المسلمين المتزوجين" ب"التزام زوجاتهم وعدم تركهن لفترات طويلة لسنة وسنتين وثلاث سنوات تتجاوز الحد الشرعي حتى لا يلعب بهن الشيطان كما يريد". ولم يتم التأكد من صحة التسجيل أو هوية المنفذين من مصدر مستقل، كما لم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من "داعش" بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام. ولا تعتبر عملية حد الرجم بجرم الزنا هي الأولى من نوعها التي ينسب لتنظيم "داعش" تطبيقها في سوريا حيث قام بتطبيق حدين مشابهين في محافظة الرقة في يوليو/ تموز الماضي، إلا أنه عرض صوراً عبر قنواته الإعلامية الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بخلاف التسجيل المصور الذي بث اليوم ولم يتبين تاريخ تطبيق "الحد".