صرح الياس بو صعب وزير التربية والتعليم العالي اللبناني أن المدارس الرسمية باتت قادرة على استيعاب 100 ألف تلميذ لاجئ للسنة الدراسية الحالية ، بعد ضمان تمويل مباشر من المانحين الدوليين بقيمة 56 مليون دولار. وقال وزير التربية اللبناني في حديث لصحيفة "النهار" اللبنانية: "إنه بات لدى لبنان تمويلاً مضموناً ب56 مليون دولار، هو مبلغ أولي التزم به المانحون خطيا، وتحديدا من اليونيسف ومفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين". وأوضح أن هذا المبلغ سيصرف عبر وزارة التربية ويدفع من خلالها لاستيعاب نحو 100 ألف تلميذ سوري وفلسطيني وعراقي لاجئ ، وليس مباشرة عبر المانحين ، لأن ما جرى في الأعوام السابقة لن نسمح بتكراره ، اي أن يفتح البعض على حسابه ويستأجر مدارس باسم جمعيات وهمية تسعى لتأمين أموال من المانحين . وقال إن المدارس كانت جاهزة في الاساس ، وقررنا إعادة فتحها للتلاميذ السوريين اللاجئين ، لأن الدولة كانت قد تكفلت بمصاريفهم العام الماضي ، ولم يكن أحداً متنبهاً للموضوع ، لكن الاستمرارية تحتاج الى تمويل ، وهو ما حدث مع المانحين في اجتماعات نيويورك الأخيرة ، ولو استمر الأمر بلا تمويل كنا سنقع تحت عجز كبير يمكن أن يصل الى حدود الكارثة. وأشار إلى أن الدولة اللبنانية تكفلت من موازنتها بمصاريف 65 ألف تلميذ لاجئ العام الماضي ، ولم يكن التمويل كافياً أبداً . وأوضح أن قراره السابق بمنع تسجيل اللاجئين، واقتصاره على اللبنانيين ، كان مقصوداً ، وذلك لرفع الصوت أمام الجهات المانحة ، بأن لبنان ما عاد يحتمل استيعاب اللاجئين في المدارس بلا تمويل دولي ، قائلا"وضعنا الأرقام على الطاولة في نيويورك وقلنا اننا لم نعد قادرين أن نكون جمعية خيرية وإمكاناتنا لم تعد تتحمل وليس لدينا قدرات لاستيعاب التلاميذ السوريين وغيرهم بلا تمويل ودفع أموال ، وقد أدى ذلك الى اعلان التزام جدي من الجهات المانحة بالتمويل، كانت باكورته رسائل خطية من اليونيسف ومفوضية اللاجئين تلتزم رسمياً دفع 56 مليون دولار للسنة الدراسية الجديدة". ودعا بو صعب كل الوزارات لأن تعمل بهذه الطريقة لجلب الدعم والتمويل ، لتمكينها من متابعة أوضاع اللاجئين ، خصوصاً أن المانحين يدفعون على سبيل المثال للأردن أضعاف ما يدفعونه للبنان ، وأن عدد اللاجئين في هذا البلد اقل بكثير. وأشار مبلغ 56 مليون دولار ، يكفي لتعليم 45 الف تلميذ في الدوام الصباحي في المدارس الرسمية و57 الف تلميذ في دوام بعد الظهر من التلاميذ اللاجئين ، أي ما يساوي 102 الف تلميذ، وقرر إثر هذه الرسائل الرسمية التعميم ببدء تسجيل اللاجئين في المدارس الرسمية.