تراجع أسعار الذهب اليوم السبت في منتصف التعاملات    الرئيس السيسى: لابد من خروج كافة القوات والميليشيات الأجنبية من ليبيا    أشرف العشري: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية جاءت شاملة وجامعة    تدريبات تأهيلية للجفالي وجهاد في مران الزمالك    النيابة تأمر بحبس متهم لإعادة نشر مقطع مصور من شأنه تكدير السلم والأمن العام    الإعدام لميكانيكي وربة منزل والمؤبد لشقيقها قتلوا شخصا بكرداسة    جولة في منزل عادل إمام.. أسرار فيلا المنصورية «صور»    رئيس جامعة القاهرة يفتتح ورشة عمل «أسرتي قوتي» بمشاركة «القومي للإعاقة»    إيفرتون يعلن رحيل أشلي يونج    بسبب عدادات الكهرباء..آخر فرصة لتظلمات سكن لكل المصريين 5    جدول مواعيد الصلوات الخمس في محافظات مصر غدًا الأحد 18 مايو 2025    موجة حارة تضرب البلاد.. درجات الحرارة تصل إلى ذروتها في بعض المناطق    انتشال جثمان شاب غرق أثناء استحمامه بترعة البحر الصغير في الدقهلية    الأنبا مكاريوس: نُحيي تاريخنا لإيقاظ الوعي.. والمنيا أغنى بقاع مصر حضاريًا    المخرجة مي عودة: الوضع يزداد صعوبة أمام صناع السينما الفلسطينية    المدير الفني ل"القاهرة السينمائي" يناقش بناء الروابط بين مهرجانات الأفلام العربية في "كان 78"    فيلم فار ب 7 أرواح يفرض نفسه على دُور العرض المصرية (تفاصيل)    بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيسه.. «قسم جراحة المسالك البولية بقصر العيني» يعقد مؤتمره العلمي    مصدر مقرب من الملالي يكشف ل في الجول حقيقة المفاوضات مع الزمالك    تُربك صادرات الدواجن عالميًا.. أول تفشٍ لإنفلونزا الطيور يضرب مزرعة تجارية بالبرازيل    حفظت جوزها بالملح 30 يومًا وهربت.. تطور جديد في واقعة طبيب 15 مايو    آخر تحديث للحصيلة.. إصابة 46 طالبة بإغماء في جامعة طنطا بسبب ارتفاع الحرارة -فيديو    "إلى من شكك في موقفنا".. عضو مجلس إدارة الزمالك يكشف تطورًا في أزمتهم مع الراحل بوبيندزا    وزارة التخطيط تعقد ورشة عمل دعم تطوير الخطة القومية للتنمية المستدامة    المشروعات الصغيرة والمتوسطة ب"مستقبل وطن" تناقش خطة عمل الفترة المقبلة    كلية التجارة بجامعة القاهرة تعقد مؤتمرها الطلابي السنوي الثاني تحت شعار "كن مستعدا" لتمكين الطلاب    هل يجوز سفر المرأة للحج بدون محرم؟.. الأزهر للفتوى يجيب    فليك: نريد مواصلة عدم الهزائم في 2025.. وعانينا بدنيا بالموسم الحالي    لبيك اللهم لبيك.. محافظ المنيا يسلم ملابس الإحرام لحجاج القرعة.. فيديو    جراحة دقيقة لتحرير مفصل الفك الصدغي باستخدام الذكاء الاصطناعي في مستشفى العامرية    بالأسماء، ارتفاع عدد المصابات بإغماء وإجهاد حراري بتربية رياضية طنطا ل 46    عيد ميلاده ال 85.. ماذا قال عادل إمام عن كونه مهندسا زراعيا وموقفا لصلاح السعدني؟    قرار عاجل من المحكمة في واقعة اتهام البلوجر روكي أحمد بنشر فيديوهات خادشة للحياء    هل يجوز توزيع العقيقة لحومًا بدلًا من إخراجها طعامًا؟.. أمين الفتوى يجيب    برلماني يطالب بدعم نادي الشرقية وتطوير استاد المحافظة    قافلة بيطرية تجوب قرى شمال سيناء لحماية المواشي من الأمراض    وزارة الزراعة تعلن تمديد معرض زهور الربيع حتى نهاية مايو    "الزراعة" تطلق حملات بيطرية وقائية لدعم المربين وتعزيز منظومة الإنتاج الداجنى    الأوقاف: الطبيب البيطري صاحب رسالة إنسانية.. ومن رحم الحيوان رحمه الرحمن    «أم كلثوم من الميلاد إلى الأسطورة» في مناقشات الصالون الثقافي بقصر الإبداع    وفاة ابن شقيقة الفنان عبد الوهاب خليل.. وتشييع الجنازة في كفر الشيخ    أكاديمية الشرطة تنظم ندوة حول الترابط الأسري وتأثيره علي الأمن المجتمعي (فيديو)    قرار هام من التعليم ينهي الجدل حول «عهدة التابلت»    مستقبل وطن: القمة العربية ببغداد فرصة لتعزيز الجهود وتوحيد الصفوف    الصحف العالمية اليوم: تراجع ثقة المستهلك فى الاقتصاد رغم تعليق ترامب للرسوم الجمركية.. "رجل مسن ضعيف الذاكرة" ..تسجيل صوتي يظهر تراجع قدرات بايدن الذهنية .. بريطانيا تشكك فى اعتراف ماكرون بفلسطين فى يونيو    «فتراحموا».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    فتح ترحب ببيان دول أوروبية وتدعو لإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل    وزير التعليم العالي: المترولوجيا أحد ركائز دعم قطاعي الصناعة والبحث العلمي لتحقيق التنمية المستدامة    عيد ميلاد الزعيم.. عادل إمام: عبد الحليم حافظ دخل قصة حب ولا أعتقد أنه تزوج    باسل رحمي: جهاز تنمية المشروعات يحرص على إعداد جيل واعد من صغار رواد الأعمال و تشجيع المبتكرين منهم    تحرير 143 مخالفة للمحال غير الملتزمة بقرار مجلس الوزراء بالغلق    فص ملح وداب، هروب 10 مجرمين خطرين من السجن يصيب الأمريكان بالفزع    أسعار ومواصفات شيفرولية أوبترا موديل 2026 في مصر    حكم من نسي قراءة الفاتحة وقرأها بعد السورة؟.. أمين الفتوى يوضح    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تدريبات جوية ويدعو لتكثيف الاستعداد للحرب    مسودة "إعلان بغداد" تشمل 8 بنود منها فلسطين والأمن العربي والمخدرات والمناخ    تشيلسي ينعش آماله الأوروبية بالفوز على يونايتد    أكرم عبدالمجيد: تأخير قرار التظلمات تسبب في فقدان الزمالك وبيراميدز التركيز في الدوري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب الأردني يحب الملك ويفتديه
نشر في محيط يوم 18 - 10 - 2014

حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله،
ليسمح لنا جلالتكم بأن ترفع حكومتي، حكومة الظل الأردنية، إلى مقامكم السامي أرفع وأسمى آيات المحبة والتقدير والاحترام، آيات صادقات حارّات، مرفوعات من لدن شريحة تمثل الغالبية العظمى من الشعب الأردني الكريم الصابر على المر والقابض على الجمر والكاظم الغيض، شريحة عظمى تمثل الكادحين والفقراء والمُعْوِزِين والعاطلين عن العمل، وتمثل من لم تسعفهم الحال لإرسال فلذات أكبادهم إلى دور العلم في داخل الوطن الغالي على قلوب الجميع، المملكة الأردنية الهاشمية أو خارجه.
آيات مرفوعات إلى مقامكم السامي باسم شريحة من الشعب الكريم الذي بدأ يئن ألما وظلما وقهرا، ويكاد يتفجر احتقانا، آيات مرفوعات لكم باسم مساجين ومعتقلين زورا وظلما وبهتانا، آيات مرفوعات لكم باسم أمهات بائسات فقيرات لم يعد يجدن لقمة عيش يسكتن بها جوع أبنائهن، ولا يجدن ملعقة حليب يخفضن بها من صراخ أطفالهن الجياع.
آيات ترفعها حكومتي، حكومة الظل الأردنية إلى مقامكم السامي باسم الغالبية العظمى من الشعب الأردني الكريم بصفاته السابق ذكرها وتفصيلاتها، ممزوجة بدموع الحزانى والأيتام الذين لم يعد لهم من يعيلهم، وبدموع الأرامل والثكالى اللواتي أفقدهن المرض والجوع والفقر أزواجهن أو أطفالهن، فامتزجت في قلوبهن كل معاني الأسى والحزن والألم والحسرة، وبدموع من وجدن أنفسهم بلا تأمين صحي ولا تقاعد من جانب زوج أو ابن أو حفيد، فاضطررن برغم تجاوزهن سن الشيخوخة إلى الذهاب إلى البرية لالتقاط بعض الأعشاب والبقوليات كي يَبِعْنَها على أرصفة وجَنَبات الطرقات، وهن بين مطرقة مراقبي البلديات وسندان حر الصيف أوبرد الشتاء، وإذا عُدن إلى أشباه المنازل العتيقة التي يَلْتًجِئْنَ إليها يَجِدْنَ مراقبي عدادادت الكهرباء وقد قطعوا التيار عن ملاجئهن، التيار الذي عن طريقه كُنَّ يستطعن رؤية أنوار طلعتكم البهية على شاشة التلفزيون العتيق.
يا أيها الملك الذي طالما نعتتكم حكومتي بالقائد المحبوب، وستبقى تناديكم بهذه الصفة التي اكتسبها جلالتكم واستحقها بجدارة من لدن شعب وَفِيٍ بكل صفاته السابق ذكرها.
يا أيها الملك الأَجَلُّ مكانةً بين الملوك ويا أعزّ قبيلا
يا ابن الهواشم من قريش أسلفوا جيلا بمدرجة الفخار فجيلا
ترفع إليكم حكومتي، حكومة الظل الأردنية، باسم الشعب الكريم المغلوب على أمره، ترفع إليكم بعد الله جل في علاه شكواها وتظلمها وتذمرها وغيضها وقهرها من تصرفات وسلوكيات وقرارات حكومة الدكتور عبد الله النسور، أو الحكومة العادية غير المنتخبة، وذلك لأن حكومة النسور أذاقت شعبكم الكريم الوفي أمرّ الأمرّين، فرفعت أسعار الوقود وأسعار اسطوانة الغاز و وأسعار الكهرباء، وأسعار كل شيئ، وبل هي ما فتئت تُلَوِّح بالعبث بأسعار لقمة العيش أو الخبز لرفعها بشكل يقطع بقية البركة من الديار العزيزة على قلوب الجميع، وبشكل لم يعد يطاق.
وحكومتي، حكومة الظل الأردنية، تناشد جلالكتم الاستماع إلى استغاثة شعبكم الكريم وإراحته من حكومة النسور، وإعادة المظالم إلى أصحابها، فلقد "شعللت" حكومة النسور أسعار كل شيئ، وإن حكومتي، حكومة الظل الأردنية لتناشد جلالتكم باسم الله ثم باسم شرائح الشعب الكريم التي ضاقت بها الحال، بأن تقيلوا حكومة النسور وذلك قبل أن تسن ضرائب جديدة وترفع أسعار الهواء الذي يمر بأجواء المملكة الأردنية الهاشمية.
وهل يمكن لجلالكتم أيها القائد المحبوب أن تتخيلوا مواطني الوطن الغالي الأحرار الأوفياء لعرشكم السامي، حفيدا عن أب عن والد عن جد عن جد جد، كابر عن كابر، هل يمكن لجلالكتم أيها القائد المحبوب أن تتخيلوا مواطني الوطن الغالي يحمل كلا منهم كيسا من البلاستيك على شكل كمامة، وقد وضع عليها رئيس الحكومة العادية غير المنتخبة المدعو عبد الله النسور عدادا كعدادات الكهرباء والماء؟!!!
وتالله لو عرف النسور أنه سينجو بفعلته هذه من لومكم وعتبكم، لما توانى عن فعلها والقيام بها.
كما أن الشعب الكريم بصفاته السابق ذكرها سوف لن يتوانى أو يتخلف عن تركيب عداد هواء، ليحسُب عليه كل شهيق وكل زفير، من الأكسجين أو ثاني أكسيد الكربون المار بأجواء المملكة العامرة، وذلك ظنا من جانب هذا الشعب الكريم بنفس الصفات أعلاه، بأن هذه هي إرادة سيد البلاد الملك المفدى، وهم لا يدرون أنها من "خرابيط" ورفرفرات أجنحة النِسر، التي يرى الشعب أنه حان الوقت كي يقال لها "كِشْ نِسِرْ"، أو "كِشْ رئيس وزراء حكومة عادية غير منتخبة"، وذلك لأنها أذاقت الشعب -بنفس الصفات أعلاه- طعم الحنظل، فصار الناسُ محتارين بين حُبهم الأكيد الثابت للملك المفدى ، وبين غضبهم جراء قرارات "نسر جارح" ما انفك ينهش فراخ وعصافير الشعب الكريم، حتى عادت لا تقدر على الزقزقة أو التغريد، إلا بألحان خافتة تعبر عن الحزن والقهر والفقر والبؤس والحرمان.
ومع كل ما سبق من ومضات مرفوعة إلى مقامكم السامي يا سيد البلاد، فإن حكومتي تود أن ترفع إليكم أسمى آيات المحبة والتقدير والاحترام والولاء والانتما، وهي حكومة ظل تنطلق من رحم معاناة الشعب الأردني الأبي، وترى أنها تمثل جميع المحرومين والفقراء والبؤساء من مسلمين ومسيحيين أو من هم على مذاهب أخرى فيما لو تواجدوا بيننا، وهي تنطلق من معاناة كل الأعراق والأجناس والملل التي تتعايش أسرة واحدة متحابة في عرين الهاشميين وحكمهم الرشيد، في المملكة الأردنية الهاشمية، وترى أنه لا فرق لأي أردني على أي أردني آخر إلا بمدى الانتماء والإخلاص "لله والوطن والملك"، وحكومتي تؤمن بالتعددية والتعايش والسلام والوئام والوحدة الوطنية بكل معانيها، وهي تعمل طواعية ودون أجر، ولا تقبل أجرا أو هبة أو هدية من أي كان، إلا إذا كانت هدية من لدن جلالتكم، فهي لا تستطيع لكرمكم رَفْضَا.
وأما الهدية التي تنتظرها حكومتي من جلالتكم، فهي تتكون من جزئيين:
أولا: أن يتكرم جلالتكم بإقالة حكومة النسور بأسرع ما يكون، وأن يتطلف جلالتكم بالإيعاز لمن يلزم بمراجعة كل القرارات الجائرة التي اتخذتها حكومة النسور، حتى صار الناس يتحدثون مع أنفسهم جراء الضغوط والضرائب التي أثقلت كاهلهم . ثانيا: أن يتكرم جلالتكم بإسباغ الصفة الفخرية على حكومتي، حكومة الظل الأردنية، بوصفي رئيس وزراء حكومة الظل الأردنية، والتي من خلالها يمكن لحكومتي أن تبقى بمثابة العين الساهرة مع كل العيون الساهرة الأخرى الكريمة في الوطن الغالي، وبحيث تستطيع حكومتي الاستمرار برفع المظالم الشعبية العامة إلى مسامع جلالكتم عبر رسائل مفتوحة ومنشورة، وذلك دون أن تقوم حكومتي بالإساءة الشخصية لأي مقامات عليا أو متوسطة أو سفلى، بمعنى منخفضة، بل تضع نصب أعينها الرقابة العامة للحكومات المتعاقبة العادية غير المنتخبة.
إذاً، كما تلاحظون جلالكتم، فإن حكومتي لا تطمع بشيء مادي من حطام هذه الدنيا، ولكنها تبقى تطمع برحابة صد ر جلالتكم، وتسامحكم وسماحتكم وعطفكم.
كما تود حكومتي أن ترفع إلى مقام جلالتكم أنها ستبقى تتفقد الأحوال العامة للشعب الكريم، كأحوال الجامعات والمجالس البلدية وغيرها من أحوال في شتى أرجاء الوطن الغالي، وتبقى تنقل لجلالتكم مباشرة نبض الشارع، أي نبض الشعب الكريم بكل صفاته السابقة، وأنتم تعلمون يا سيد البلاد أن الوحدة بين جلالتكم والأسرة الهاشمية الكريمة كابر عن كابر، وبين الشعب الكريم من الأحفاد إلى الآباء إلى الأجداد إلى أجداد الأجداد، كابر عن كابر، هي وحدة أبدية خالدة بعونه تعالى، ولا ينفك لها عُرى، وإنها مبنية بين الجميع على أسس من المحبة والتقدير والاحترام والوفاء المتبادلة والمتناغمة والمتجانسة على مر الأيام والسنين.
أيها الملك، يا جلالة سيد البلاد، حكومتي تعرف أنها أطالت على جلالكتم، ولكنها وبينما كانت تتصفح موقعكم العامر على شبكة الإنترنت قبل أيام،استوقفتها كلمات ملكيات ساميات بشأن الإنسان الأردني وهي:
"الاستثمار في الإنسان، يؤمن جلالة الملك عبدالله الثاني، كما كان يؤمن والده المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، بأن ثروة الأردن الحقيقية هي الإنسان الأردني، وأن الاستثمار في الإنسان هو أفضل استثمار في بلد مثل الأردن يعاني من شحّ الموارد والمصادر الطبيعية.
وانطلاقاً من هذه القناعة بدأ جلالته، ومنذ اليوم الأول لتسلم سلطاته الدستورية عام 1999، مرحلة جديدة في إدارة الدولة، وقيادة مسيرة التنمية الشاملة، التي تتطلب اتخاذ خطوات كبيرة وعديدة، من اجل التحديث والتطوير والتغيير. ولأن الإنسان هو العامل الرئيسي في عملية التنمية، وهو هدفها ووسيلتها، فقد أكد جلالته ضرورة إعادة تأهيل الإنسان الأردني من خلال إعادة النظر في برامج ومناهج التعليم في مختلف مراحله ومستوياته، ووضع برامج التأهيل والتدريب، التي تؤهل المواطن لدخول سوق العمل والإفادة من ثورة المعلومات والتكنولوجيا التي تميز هذا العصر." انتهى الاقتباس.
واسمحوا جلالتكم لحكومتي بالقول إن الإنسان الأردني في فترة حكومة النسور لم يعد يَمُتُّ لكل ما ورد أعلاه من رؤى ملكية سامية بشيء أبدا.
كما استوقف حكومتى كلمات أخرى ساميات تتحدث عن التنمية وقد جاء فيها:
"التنمية، تقع التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والرعاية الاجتماعية في رأس أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني، ويلزمها مناخ يكفل تحقيقها بمختلف وجوهها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتزويد الأردنيين بالأدوات التي تمكنهم من المساهمة في تطوير بلدهم.
ومنذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية عام 1999 سعت رؤاه إلى تحقيق التنمية الاقتصادية، وبذل جلالته، وما يزال، كل جهده لتؤتي برامج تحقيق هذا الهدف أُكُلها في تأمين مستوى معيشي أفضل للأردنيين.
وحدد جلالته عدة محاور لتحقيق هذه الرؤية، منها: تحرير الاقتصاد وتحديثه ورفع مستوى معيشة جميع الأردنيين، بما في ذلك تخفيض عبء المديونية وتقليص عجز الموازنة وتبني سياسة اقتصادية تحررية والاندماج في الاقتصاد العالمي وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية ومحاربة البطالة والفقر.
وتنطلق رؤية جلالة الملك لإحداث التنمية الاقتصادية المستدامة، من تبني مَواطن القوة في المجتمع، على أساس الالتزام بالقيم والبناء على الإنجازات والسعي نحو الفرص المتاحة، لأن تحقيق التنمية الشاملة وبناء اقتصاد قوي يعتمدان على الموارد البشرية، المتسلحة بالعلم والتدريب، التي ستمكّن من تجاوز التحديات والمعيقات بهمة وعزيمة وبالعمل الجاد المخلص لتحقيق الطموحات.
وبناء على هذه الرؤية الواضحة بدأ جلالته فوراً ودون انتظار سلسلة متقدمة من الخطط والبرامج، لبناء مجتمع مدني عصري تسوده روح العدالة، والمساواة، وتكافؤ الفرص، واحترام حقوق الإنسان، سِمَته المشاركة والإسهام في البناء، وغاياته أن يكون نموذجاً متقدماً وقيادياً في المنطقة." انتهى الاقتباس.
وحكومتي هنا تستأذن جلالتكم للهمس في أذنكم بالقول إن كثيرا من هذه الرؤى الملكية السامية لابمكن أن يتحقق إذا ما بقي النِسر يرفرف عاليا غير مبال بأنات وآلام وصيحات وصرخات الشعب المقهور!!
يا سيدي، أيها الملك المحبوب، لماذا لا تجربوا الشِباك بدلا من أن تعتمدوا على الطيور الجارحة؟!! فهناك شوبكي مدرب في الميدان منذ نعومة أظافره، فهو التحق بدائرة المخابرات العامة عام 1974 أي بعد عشر سنوات على تاسيسها، وهو اليوم يا سيد البلاد -وكما لا يخفى على جلالتكم- يدير الدائرة بكل عزيمة واقتدار، ولا بد أن له من يخلفه في الدائرة، وذلك إذا ما ارتأى جلالكتم تكليفه بتشكيل حكومة جديدة عادية غير منتخبة، خلفا لحكومة النسور.
ولكن حكومتي ترجو جلالتكم احتفاظ الأخ ناصر جودة بحقيبة الخارجية، وبالمناسبة لا يوجد شيء اسمه أردنيون مغتربون، فقلوب كل الأردنيين الغياري معلقة ومتعلقة بتراب وهواء الوطن الغالي، وجلالة الملك المفدى والوطن الغالي لا يفارقان قلب أي أردني مغترب من كل المشارب والمنابت والأصول، فعن أي مغتربين يتحدثون؟!!
وأما سر فخر وإعجاب حكومة الظل بالأخ جودة، فذلك لما ترسمه ريشته من لوحات جميلة في عالم السياسة الخارجية، بفضل التوجيهات السامية من لدن جلالتكم.
وأما سر ترشيح حكومتي للأخ الشوبكي رئيسا للوزراء في حكومة عادية غير منتخبة، فذلك يعود إلى جدارته من جهة، وإلى إمكانية استخدام الشوبكي للشبكة كي يصطاد كل الطيور الجارحة إذا ما أرادت العبث بأمن واستقرار الوطن الغالي وأمن واستقرار المواطن الغالي على قلب جلالتكم.
فالمواطن غالٍ على قلب جلالكتم أيها الملك الإنسان، سواء أكان منخرطا في سلك القوات المسلحة الباسلة أو من البواسل من كل الدوائر الأمنية بكل مسمياتها، أو كان في سلك التعليم الجامعي محاضرا أو إداريا أو طالبا أو كان في سلك التعليم إداريا أو معلما أو طالبا أو كان في سلك الصحة أو الإعلام أو في أي من القطاعات والميادين الأخرى، أو حتى كان في وزارة العمل أو كان عاطلا عن العمل، وما أكثر نسبة الشريحة الأخيرة يا سيدي؟!!
وخلاصة القول، فحكومتي متوكلة على المولى، وسائرة في دربها وهي ترجو جلالتكم دعمها المعنوي، والسماح لها بالإشارة إلى القرارات الجائرة والضرائب المرتفعة التي أثقلت كاهل المواطنين، وكذلك جعل الشوبكي يصطاد كل هذه القرارت تدريجيا بشبكته العامرة بفضل الله تعالى، ثم بفضل توجيهاتكم السامية.
جلالة الملك، هل تود أن ترى ابتسامات شعبك الوفي، أو أن تختبر صدق ابتساماتهم، ذلك ترونه عندما تقولون جلالتكم لحكومة النسور "الله يعطيكم العافية"، فلقد "كَفَّى ووَفَّى!!"، وأَعْمَل سيفكم دون مشورتكم في رقاب العباد، فماذا نقول لأرباب الأسر وهم يذرفون الدموع عندما يعجزون عن شراء بعض ملابس العيد لأطفالهم، وذلك بحسب افتتاحية بوكالة عجلون الإخبارية، استغاث فيها قبل أيام مؤسسها ورئيس تحريرها الأخ منذر الزغول بالله ثم بحكومتى، حكومة الظل الأردنية كي ترفع لجلالتكم نداء الاستغاثة هذا بهذه الرسالة المفتوحة، فماذا نقول سيدي عندما يبكي الرجال أمام أطفالهم وأمام عجزهم عن شراء بعض لُعَبِ أطفالهم؟!!
كما طرق مسامع حكومتي أن جلالكتم تبحثون عن الرجال في الوطن الغالي، وذلك كي يسهموا في حمل أعباء الرعية والمسؤولية، وهم يا سيدي موجودون من كل المنابت والأصول، راجين أن لا توكلوا لحكومتي أعباء غير التي تستسمح جلالتكم بالاستمرار بها، وهي المتمثلة في مراقبة قرارات وأداء الحكومات العادية غير المنتخبة، وإسماع صوت الشعب بصفاته السابقة إلى مسامع جلالتكم على العلن، فأزمات الأردن اقتصادية وإدارية أكثر منها سياسية كما تعرفون جلالتكم.
هذا، والله من وراء القصد، والله ولي التوفيق وليحفظ المولى جلالتكم في الحل والترحال، وفي كل خطوة تخطونها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.