"نزعنا كافة الذرائع التي يمكن أن يتذرع بها البعض لتأخير إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع" .. بهذه الكلمات استبق القيادي بحركة حماس خليل الحية مؤتمر إعمار غزة الذي تستضيفه القاهرة اليوم، خلال مهرجان أقامته الحركة، مساء أمس السبت، في بلدة بيت حانون شمالي غزة، لتكريم أهالي ضحايا العدوان الإسرائيلي. الحية قال إن استقبال الحركة لحكومة الوفاق الفلسطينية، برئاسة رامي الحمد الله، في غزة، الخميس الماضي، والعمل على إنجاح زيارتها الأولى لقطاع غزة، يأتي في سياق نزع كافة الذرائع التي يمكن أن يتذرع بها البعض لتأخير إعادة إعمار قطاع غزة وإغاثته". وتذرعت بعض الجهات المانحة بعدم وجود حكومة توافق وطني كمبرر لعدم الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر المانحين الذي استضافته مدينة شرم الشيخ المصرية عام 2009 عقب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في عام 2008، وهو ما دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى التأكيد في كلمته اليوم أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة على أهمية حكومة التوافق الوطني. وقال السيسي: " إن عملية إعادة الإعمار وتلبية احتياجات المواطنين فى قطاع غزة تستند إلى محورين أساسيين وهما : التهدئة الدائمة، وممارسة السلطة الوطنية لصلاحياتها في القطاع". وتتمسك إسرائيل والولايات المتحدة بأن تشرف حكومة التوافق الفلسطينية، وليس "حماس"، على عمليات إعادة الإعمار، بدعوى ضمان توجيه الأموال إلى جهود إعادة الإعمار، والخشية من استخدام جزء منها في إعادة تسليح "حماس". ويقول قيس عبد الكريم، عضو وفد التفاوض الفلسطيني مع الجانب الإسرائيلي حول الأزمة في غزة، إن هذا الشرط أصبح محققا منذ يوم الخميس الماضي، عندما استقبلت حماس حكومة رامي الحمد الله بالقطاع، وهو أحد الشروط التي تم الاتفاق عليها خلال جولة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في القاهرة، كما أن حركتا فتح وحماس اتفقتا على تنفيذه خلال اللقاءات التي جمعتهما مؤخرا. ولكن وجود الحكومة أو عدم وجودها لا يضمن تنفيذ الجهات المانحة لتعهداتها، وفق عبد الكريم، الذي قال في " من يصطنع حجة، يمكنه أن يصطنع حجج أخرى". وأضاف : "نحن أثبتنا نوايا طيبة بتحقيق شرط الحكومة الموحدة، وبقي المطلوب أمران هما أن تسمح إسرائيل بدخول مواد البناء، وأن تفي الدول المانحة بتعهداتها وترسل الأموال المطلوبة ". وتعهدت الدول والمنظمات المشاركة في المؤتمر الذي استضافته القاهرة اليوم، بتقديم دعم مادي 5.4 مليار دولار. وكانت السلطة الفلسطينية تستهدف جمع 4 مليارات دولار من المؤتمر. وطالب بيان صادر عن إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس ) صباح اليوم المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته تجاه القطاع والوفاء بما يتعهد بتقديمه من أموال. وقال هنية إن الأموال التي رصدت خلال المؤتمرين السابقين لإعمار غزة (بعد حربي 2008 و2011) لم يصل منها أي شيء إلى القطاع، وهو ما يتطلب وقفة حقيقية من المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته".