قال قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن حركته نزعت كافة الذرائع التي يمكن أن يتذرع بها البعض لتأخير إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. ويعقد صباح الأحد في القاهرة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بهدف توفير الدعم الدولي لإعادة بناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية، التي بدأت في السابع من يوليو/ تموز الماضي، ودامت 51 يوما. وخلال مهرجان أقامته الحركة، مساء اليوم السبت، في بلدة بيت حانون شمالي غزة، لتكريم أهالي ضحايا العدوان الإسرائيلي، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، خليل الحية، إن حركته جاهزة لكل جهد لإنجاح مسيرة وعملية إعمار غزة. ومضى قائلا إن الحركة "نزعت كافة الذرائع التي يمكن أن يتذرع بها البعض لتأخير إعادة إعمار قطاع غزة وإغاثته". وأضاف أن "مسيرة إعمار غزة ستمضي سريعة، ونحن مطمئنون لذلك، ونتابع بكل مسؤولية إعادة إعمار غزة، وسنساهم في بناء ما دمرته الحرب الإسرائيلية". ويحتاج إعمار القطاع، الذي يقطنه نحو 1.9 مليون نسمة، إلى نحو 7.5 مليار دولار أمريكي، بحسب ما أعلنه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. ودمرت هذه الحرب نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية. وقال الحية إن استقبال حركة "حماس" لحكومة الوفاق الفلسطينية، برئاسة رامي الحمد الله، في غزة، الخميس الماضي، والعمل على إنجاح زيارتها الأولى للقطاع، جاء في سياق مسؤولية الحركة للمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل. وتتمسك إسرائيل والولايات المتحدة بأن تشرف حكومة التوافق الفلسطينية، وليس "حماس"، على عمليات إعادة الإعمار، بدعوى ضمان توجيه الأموال إلى جهود إعادة الإعمار، والخشية من استخدام جزء منها في إعادة تسليح "حماس". وتابع القيادي في حماس: "سنتعاون في كافة القضايا، وسنمهد كل الطرق كي تقوم حكومة الوفاق بمسؤولياتها للبدء في إعمار غزة"، التي تحاصرها إسرائيل منذ أن فازت "حماس"، التي تعتبرها تل أبيب "منظمة إرهابية"، بآخر انتخابات تشريعية فلسطينية عام 2006. وقال الحية إن حركة "حماس" تُجهّز نفسها لانتخابات برلمانية ورئاسية، مضيفا أن الحركة مستعدة لخوض انتخابات بكافة أشكالها.
ووفقًا لاستطلاع رأي أجراه "المركز الفلسطيني للدراسات السياسية والمسحية" في رام الله (مستقل)، في الضفة الغربية الشهر الماضي، فإن 61% من الفلسطينيين سينتخبون نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، رئيسًا لهم، إذا تم إجراء انتخابات رئاسية، مقابل 32% فقط سيمنحون أصواتهم لعباس. وأظهر الاستطلاع ازدياد شعبية حماس وقادتها بشكل غير مسبوق منذ عام 2006، ورأى 79 % من أهالي الضفة وغزة أن "حماس" انتصرت في العدوان الإسرائيلي الأخير، في وقت يثور جدل في الشارع الفلسطيني عن ماهية الانتصار الذي حققته المقاومة على الأرض. وتابع الحية: "نؤمن بتداول السلطة، وحماس ماضية ومستعدة أن تخوض الانتخابات ولو من يوم غدٍ، وندعو حركة (التحرير الوطني الفلسطيني) فتح (بزعامة عباس) لاستكمال ملفات المصالحة وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية". وعقب قرابة 7 سنوات من الانقسام، وقعت حركتا "فتح" و"حماس" في 23 أبريل/ نيسان 2014، على اتفاق للمصالحة، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة توافق لمدة 6 شهور، ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن، وقد أدت هذه الحكومة اليمين الدستورية أمام عباس في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي.