هل أصبحنا نحيا في مجتمع .. غافل.. فاقد لكل القيم الأخلاقية والإنسانية التي اندثرت تحت التراب كحال الأموات فى قبورهم؟! هناك سلوكيات متأصلة تظهر فى كل حين.. وما أكثر فى مجتمعنا ما يستحق النبذ والإلقاء فى سلة النفايات... وسلوكيات أخرى تظهر فى أوقات معينة ، كالمناسبات والأعياد والأجازات... فى الاعياد لابد أن تطرح مجموعة من الأفلام السينمائية على الجمهور ، ومن خلال مشاهدة إعلانات تلك الأفلام أدركت أنه من المستحيل أن يكون هدف تلك الأفلام لصالح الشباب..بل أن هدفها تدمير عقولهم ومحو ثقافتهم.."رغم أننى أشك أن فئة كبيرة من هؤلاء الشباب لديهم حتى ولو قدر صغير من الثقافة" . توجهت إلى أحدى السينيمات في عيد الأضحى المبارك ولم اذهب قط الى سينما فى حياتى وكثيرا ما سمعت أن السينما مكان جميل وممتع لمشاهدة السينما ، وسمعت أكثر..أنها من أكثر الأماكن المكتظة بحالات التحرش!! . أردت أن أرى ماذا يحدث هناك؟.. ومن هم الذين يهتمون بالتردد على السينما؟..ولماذا؟؟ مررت بكثير من السينيمات، وكنت أعرفها..ولكن ليس من أسمها.. ولا من إعلانات الأفلام، وإنما من"المطحنة البشرية امام شباك التذاكر" (ناس بتتحدف على بعض...وناس شايلة ناس..وناس طالعة من غير هدوم..وناس اتسرقت منها فلوسها..!!) وكأن كلمة نظام ليس لها وجود فى قاموس حياتهم !! إذا تأملت هؤلاء فأكثرهم..أطفال صغار..وشباب، وبنات.. ومن النادر جدا أن تجد رجل وزوجته واولاده هناك!! وما أكثر المشاجرات التى تحدث بين الشباب..فهناك السب واللعن والألفاظ البذيئة.. اثق أن هذه الأفلام إذا كانت ذات اتجاهات دينية او ثقافية لما رأينا تلك المشاجرات!! لأنه لن يكون هناك إقبال بهذه الصورة، فنحن فى مجتمع "عاشق للتفاهة" وهذا هو المزاج العام لبعض الشباب- العنف فى الكلام والحركة والسلوك ولا ثقافة!! جميع الأفلام السينمائية تعرض العنف والعضلات..أفلام الحرب والعصابات والسرقة والقتل.. تجسد المجرم فى دور القدوة لماذا؟؟ السينما هي من اختيار الشباب..يذهبون إليها أو لا يذهبون...ويجدون فى الذهاب إليها أوالجلوس على المقاعد أو فوقها والصراخ والتريقة مجالا لممارسة العنف ونقد المجتمع. لذلك فشباك التذاكر يسجل أرقاما قياسية للشباب الذي لا يهضم إلا العنف والدم والنار والانفجار.. فالسينما أذن...تقدم للشباب ما يريد ، لا ماتريده القيم والظروف والمشكلات المجتمعية !!.