الإدارة الأمريكية تركت التعليق على فشلها فى إدارة الحرب على إرهابيى داعش والتفتت إلى الديمقراطية، وما يجب أن تفعله مصر للحصول على المساعدات العسكرية الأمريكية بمناسبة الحرب على التنظيم الإرهابي، أغرب ما سمعت منسوبا إلى مسئول أمريكى أن الانتصار فى هذه الحرب يحتاج إلى تدخل ميدانى لجيوش من المنطقة.. لم يقل لنا اسماء ما تبقى من جيوش قادرة على التدخل، ومن المسئول عن تفكيك وتسريح جيش كان من أقوى الجيوش العربية وهو الجيش العراقى أو يريدنا أن نفهم أن الطلب موجه للجيش العربى القوى الباقى فى المنطقة، الجيش المصرى الذى حررته ثورة المصريين 25/30 فى إطار تحرير مصر كلها من الهيمنة الأمريكية والصهيونية، واستمرت المصالح المتبادلة فى إطار اتفاقية السلام مع إسرائيل ولم لن تستطيع هذه الإدارة أن تنسى أن المصريين وثورتهم فى مقدمة ما أسقطوا كان المشروع الأمريكى للشرق الأوسط الجديد الذى بدأوا الإعداد له منذ معركة وانتصار أبناء بورسعيد 1956. مشوار الحلول محل الاستعمار القديم طوله أكثر من نصف قرن أسقطه المصريون فى أقل من ثلاث سنوات!! مشروع الشرق الأوسط الجديد عندما أعلنت كوندو ليزا رايس 2006 أن إنهاء حكم صدام حسين كان مقدمة ضرورية لإنجاز المشروع الأمريكى الذى نشرته مجلة القوات المسلحة الأمريكية مصحوبا بالخرائط التى أعدت لتقسيم وإعادة ترسيم المنطقة وتفتيت دولها وشعوبها التى ستقتضى تغيير الحدود القديمة ووضع حدود جديدة تحدث عنها التقرير فى باب بعنوان «الحدود الرامية» ماذا يحدث فى المنطقة على ايدى الجماعات الإرهابية غير تنفيذ المخطط الأمريكى المعلن وتفتيت المنطقة وتمزيق دولها، من خلال بحور الدماء وتقطيع رءوس البشر والفوضى والعنف والدمار الذى يغرق المنطقة. ان الذين صنعوا مأساة من أقسى ما عرفت الإنسانية من أجل مصالحهم وبأيدى عملائهم ووكلائهم من يصدق انهم حقيقة يريدون ان يعالجوها أو يوقفوها.. هم فقط يريدون أن يجروا إلى نيران الحرب ودمارها من تبقوا صامدين ومتماسكين فى المنطقة وفى القلب منهم مصر وشعبها وجيشها.. والمواقف الملتبسة والمتناقضة لإدارة تخريب الشرق الأوسط التى تحمل اسم الإدارة الأمريكية تكشفها إدانات واتهامات لم تتوقف للثورة وتبريرات وادعاءات كاذبة، إنهم لم يفهموا ما حدث فى مصر على حقيقته، بينما دفاعهم لم يتوقف عن جماعة الإخوان التى دعمتها ومولتها لتكون من أدوات التخريب والتفريط وبيع التراب الوطني، وهذا التباكى المزعوم على الديمقراطية لماذا لم نشهده فى زمن ازدهار التبعية والهيمنة مع النظام الأسبق؟! لقد أصبحت كل خطوة تخطوها الثورة إلى الاستقرار وبناء الدولة القوية والقومية تعنى استكمال وتأكيد نهاية المشروع الأمريكى للمنطقة، كالشائعات المكثفة الآن للهجوم على سلامة مشروع قناة السويس الجديدة، وككل حديث يؤكد الخطوات الثابتة لمصر نحو الاستقرار، وقد توقع أحدث تقرير للمرصد الاقتصادى الصادر عن البنك الدولى توقع أن يصل النمو فى مصر إلى 5.2% فى العام المقبل بشرط الاستقرار. إذن أصبح استقرار مصر وجنى الشعب ثمار ثورته من خلال تنفيذ عشرات المشروعات التى تحدث فى مصر الآن هو فزعهم الأكبر الذى يقتضى العودة إلى الفزاعة التى يتصورون أنهم يستطيعون بها تهديد المصريين بمنع المساعدات، لا يعرفون حجم الغضب التى تثيره فى المصريين والمطالبات الشعبية ومن القوى السياسية بإيقافها، ووعى المصريين بأن الأمريكيين والصناعات العسكرية هناك تستفيد من هذه المعونة أكثر مما يستفيد المصريون ،ثم الربط بينها وبين تحقيق مصر المزيد من الديمقراطية وعدم الإقصاء ، ولا أعرف ان كانوا أكملوا العبارة وقالوا عدم اقصاء الجماعات الإرهابية عن المشاركة فى البرلمان وفى إدارة شئون مصر فهذه المشاركة هى البوابة الملكية لاستعادتهم إمكاتات إعادة إحياء مشروعهم الفقيد والمفقود والذى زرعوا من أجله بذور كل هذا الإرهاب والدمار الذى يطرح كل هذا الدم والموت والتخريب فى الشرق الأوسط الآن. معركة أخرى يجهزون لإدارتها فى مجلس من مجالس النصب الدولية تحت غطاء المزيد من الديمقراطية، ففى أوائل نوفمبر المقبل تبدأ مراجعة ثانية فيما يدعى المجلس الدولى لحقوق الإنسان لأوضاع حقوق الإنسان فى مصر، وبدأت تجهيزات الإخوان لاستغلالها مع منطمات حقوقية ذات تمويل قطري!! ضرب الاستقرار وتداعى وصراع قوى الجبهة الداخلية فى مصر شروط أساسية لنجاح المخطط الأمريكى الصهيونى وعودته إلى الحياة.. الإدارة الأمريكية لا تقاوم التنظيم الإرهابى داعش وغيره من التنظيمات والجماعات الإرهابية قدر ما تترصد وتقاوم إصرار المصريين على إنجاح ثورتهم وسلامة وقوة جيشهم، والتفافهم العبقرى لإنجاح مشروعاتهم القومية وما فعلوه مع مشروع قناتهم الجديدة خير مثال.. قوة وصلابة التماسك ووحدة الصف الوطنى والجموع الشعبية وراء أهداف ثورتهم، ولاستكمال خريطة الطريق ودعم الممارسات الديمقراطية وحريات وحقوق الإنسان واقامة ركائز قوية للعدالة الاجتماعية، وكل ما قامت ثورة 25/30 من أجله دعائم أساسية لوضع نهايات قاطعة وباترة للسعى المحموم للإدارة الأمريكية لاستعادة وإنجاح مشروعها الاستعماري، الذى تدير من أجله الآن حرب الحدود الرامية فى الشرق الأوسط تحت غطاء تحالف دولى عجز عن إنجازات حقيقية على تنظيم الدولة الإرهابى الذى يقولون انه يحصد يوميا ما يزيد على المليار دولار من بيع بترول المناطق التى استولى عليها.. من يشترى هذا البترول من تنظيم إرهابى الا إذا كان من الداعمين أو المؤسسين له بينما تتمادى وتتواصل الجرائم الإرهابية فى اليمن وليبيا ويوشك على انهاء ما تبقى من سوريا بعد تخريب وتقسيم العراق. مع سبق الإصرار والترصد ووراء حجج وأقنعة وادعاءات وأكاذيب أمريكية توضع مصر وثورتها وجيشها داخل حصار المخطط.. وليس مدهشا ولا جديدا أن تجدد بإذن الله انتصاراتها التى صنعتها عبر التاريخ بضمانات صلابة وقوة جبهاتنا الداخلية وإغلاق جميع ثغرات الصراع والاندفاع إلى معارك جانبية، والاعداد الجاد لمواجهة مخططات الوكلاء داخل مصر ، الذين للأسف فرضوا تحويل الجامعات من محراب علم إلى ثكنات مسلحة لمقاومة مخططات إحياء الفوضى الخلاقة وأثق أن الإعلام الوطنى الرسمى والمستقل سيقود جميع الصفوف وتعميق الوعى بأبعاد ومخاطر ما تواجه مصر، وكذلك الأحزاب السياسية المحترمة وتكتلاتها التى تعى وتدرك المسئوليات المطلوبة منها وللمعركة الانتخابية القادمة وأثق أن الجهود لن تتوقف لإنهاء وجع وأزمة وجود شباب فى السجون بعضهم من رموز وقوى الثورة الأساسية. فى النهاية كل يوم يتأكد أن الإدارة الأمريكية تعتبر استقرار مصر وانتصار ثورتها أخطر عليها من تنظيم الدولة، وسائر الجماعات الإرهابية، وأن حربها المعلنة عليهم أخطر منها حربها الخافية على المصريين وجيشهم وثورتهم.. فلننتبه.. ولنحذر.. ولنضمد جميع جراحنا الداخلية وأولها جراح وأسباب غضب شبابنا، ولنقم مراجعات عاجلة وعادلة ورحيمة للافراج عمن لم يثبت تورطهم فى تهديدات بلدهم، ومد جسور قوية للحوار والمشاركة. نقلا عن " الاهرام" المصرية