دفعت براميل النظام السوري المتفجرة، التي يقصف بها معاقل المعارضة، المواطنين إلى إيجاد وسائل تحميهم من خطر هذه البراميل على حياتهم، فضلا عن الدمار الكبير الذي تخلفه. ومن الوسائل التي تستعملها المعارضة، حفر مغارات وأنفاق تحت الأرض باستخدام وسائل متعددة، من أجل تامين وسائل حماية للمدنيين من نساء وأطفال وشيوخ. ويهرع المدنيون عقب سماع صوت هدير طائرات النظام إلى الاحتماء بهذه المغارات التي تمكنت عدسة الأناضول، من الدخول إلى أحدها التي حفرت بالآلات، وتتسع لنحو 50 مدنيا من الأطفال والنساء والشيوخ. وقال أحد المقاتلين في المعارضة، رفض الكشف عن اسمه، أن "هذه المغارات هي لحماية الأطفال والنساء من قصف قوات النظام، والمعارضة ستعمل كل ما بوسعها من أجل حماية المدنيين من إبادة النظام". ولفت المقاتل في حديث للأناضول، إلى أن "الحاجة هي أم الاختراع، فعندما تسقط البراميل يتم اللجوء إلى هذه المغارة، التي حفرت بالآلات، وتتسع لخمسين شخص". وأعرب المقاتل عن أسفه من "واقع السوريين الذين عادوا من خلال هذه الوسائل والمغارات إلى العصر الحجري، وهي من مخلفات النظام السوري الذي أراد للسوريين أن يعيشوا في بهذا الشكل لمعارضهتم له". من جهة أخرى، تنتشر مغارات مشابهة من صنع المعارضة في مختلف المناطق السورية، لحماية العائلات من قصف الطيران الحربي والأسلحة الثقيلة، من قبل جنود نظام الأسد، فيما تعود المدنيون عند سماع صوت الطيران، بالاتجاه إلى هذه الحفر، لحماية أنفسهم من البراميل المتفجرة. ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة.