السامريون يحجون إلى قمة «جرزيم» بنابلس

أدى أبناء الطائفة السامرية، في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، فجر اليوم الأربعاء، طقوس الحج، بالصعود إلى قمة جبل "جرزيم" بالمدينة، احتفالاً بعيد "العُرش" اليهودي، تخليداً لذكرى خرو بني إسرائيل من مصر.
وقبل بزوغ شمس اليوم، صعد الذكور من مختلف الأعمار بلباسهم الأبيض، إلى قمة الجبل، وأدوا طقوساً دينية خاصة، وترانيم دينية باللغة العبرية.
ويحمل الكاهن الأعظم للطائفة، خلال هذه الطقوس، نسخة للتوراة، يُعتقد أنها الأقدم، كتبت على جلد غزال.
ويعتقد السامريون أن قمة جبل "جرزيم" هي أقرب منطقة في الأرض للسماء، والمكان الذي كاد أن يذبح فيه نبي الله إبراهيم ابنه إسماعيل قبل فديه بكبش عظيم.
كما يقدسون الجبل لاعتقادهم أنه المكان الذي بني عليه النبي سليمان الهيكل.
ويتزاور أبناء هذه الطائفة بعيد "العرش"، ويقدمون الحلويات، ويمضون يومهم تحت المظال، ويحجون إلى قمة الجبل، في ساعات الفجر، كما يحجون إلى المكان نفسه، بعيدي الفصح والحصاد.
ويحتفل السامريون، البالغ عددهم 746 شخصاً، موزعون على جبل "جرزيم"، ومنطقة حولون، قرب تل أبيب "وسط إسرائيل"، بأعياد التوراة السبعة، وهي: الفصح، والفطير "العجين غير المختمر"، والحصاد، ورأس السنة العبرية، والغفران، والعرش "المظال"، والعيد الثامن أو فرحة التوراة.
ويتكلم السامريون الذين يعتقدون أنهم سلالة بني إسرائيل الحقيقية، ويختلفون عن اليهود، اللغة العبرية القديمة التي نزل بها التوراة، بحسب قولهم، وتتكون هذه اللغة من 22 حرفاً، إلى جانب اتقانهم اللغة العربية.
ويعتقدون أنهم يملكون النسخة الأصلية للتوراة، التي يعود تاريخها إلى ما يزيد عن 3600 عام ومكتوبة على جلد غزال، ويؤمنون بخمسة أسفار من التوراة.
ويعتقد السامريون أيضاً، أنه ليس لليهود حق في مدينة القدس، وتربطهم علاقات اجتماعية وصداقة مع الفلسطينيين، كما تربطهم علاقة جيدة مع اليهود.
وعيد "العرش"، أو "المظلة "، أو "سوكوت" باللغة العبرية، يحل بعد يوم الغفران اليهودي بخمسة أيام (اليوم الأربعاء) ويستمر أسبوعاً.
وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني: "إن هذا العيد يتميز بشعيرتين يتم أداؤهما، الأولى: إنشاء مظلة يتم فيها تناول جميع وجبات العيد، بل ثمة من ينامون فيها أيضاً، وخلال الأيام الخمسة بين يوم الغفرن وسوكوت، يقيم الآلاف من اليهود عرشًا للإقامة المؤقتة قرب البيت أو على الأسطح أو في الشرفات المفتوحة، وذلك تذكارًا للعروش التي عاش فيها بنو إسرائيل في تيه سيناء (شبه جزيرة سيناء شمال شرقي مصر" طوال أربعين سنة بعد خروجهم من أرض مصر بقيادة النبي موسى عليه السلام وهم في طريقهم إلى أرض الميعاد".
أما الشعيرة الثانية في العيد هي "الباقة التي يمسك بها اليهود عند صلاة الصباح والمؤلفة من سعفة نخيل وبعض أغصان الآس "وهو نوع من الريحان" والصفصاف".