أدى مسلمون في جيبوتي صلاة عيد الأضحى في المساجد، بعد أن تعذرت عليهم الصلاة في المصلى المخصص للأعياد في جيبوتي العاصمة. وشهدت جيبوتي صباح اليوم هطول أمطار غزيرة أدت إلى غرق الشوارع والميادين، وحاولت سلطات الدفاع المدني من سحب مياه الأمطار، وبعد أن تعذر وصول المصلين إلى المصلى، أقام الجيبوتيون صلاة عيد الأضحى في المساجد. وبحسب مراسل الأناضول، فإن الأمطار الغزيرة تسببت في إلغاء الاحتفال بالعيد عقب أداء الصلاة، لكن ستقام الاحتفالات مساء اليوم بفندق كامبيكس بجيبوتي العاصمة. وسيوجه الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر جيله كلمة بمناسبة العيد إلى الشعب الجيبوتي ستنقلها وسائل الإعلام الجيبوتية في وقت لاحق من اليوم السبت. وتلقت الأناضول نسخة من كلمة الرئيس التي تناولت الوضع المحلي والإقليمي وتركزت حول اليمن وفلسطين ومكافحة الإرهاب. ودعا الرئيس الجيبوتي المسلمين إلى التمسك بدينهم الحنيف والالتزام بقيم الإخاء والعدل والوسطية والتسامح ونبذ العنف والانشقاق والتفرقة والعدوان، قائلا إن الإسلام هو دين السلام والتسامح. وتعهد الرئيس الجيبوتي لشعبه بتحقيق الرخاء والتنمية والعمل مع المواطنين لتحقيق احتياجاتهم والعمل للقضاء على الفقر. وتطرق عمر جيله إلى أوضاع الشعوب العربية والإسلامية، معبرا عن قلقه البالغ من تفشي ظاهرة الإرهاب والتطرف الذي يرتدي حلل مختلفة ويهدد السلم لكافة الشعوب العربية والإسلامية. وأضاف؛جيله؛ أن دول المنطقة تحالفت مع الدول الكبرى لمواجهة الإرهاب؛موضحا أن مواجهة هذه الجماعات ينتج عنها خسائر كبيرة تخلف ضحايا من الأبرياء وتؤثر سلبا على التنمية والبنية التحتية؛ وهذه الشعوب تدفع فاتورة الأعمال الإرهابية والتطرف الذي أصبح أحد مهددات التنمية والسلام. وقال إن جيبوتي كانت سباقة في منطقة القرن الأفريقي لمواجهة التطرف باعتباره أحد آفات هذا القرن، حيث انخرطت جيبوتي في العمليات الدولية للقرصنة ومكافحة الإرهاب إلى جانب مشاركتها في القوات الأفريقية العاملة في الصومال لتحقيق السلام والأمن لشعب الصومال. وحذر جيله؛ من خطورة الانفلات الأمني والتدهور الذي يشهده اليمن القريبة من جيبوتي، معبرا عن قلقه من التطورات المتلاحقة والتي تزداد تدهورا يوما بعد يوم. وناشد كافة القوى السياسية اليمنية للابتعاد عن العنف وتغليب مصلحة الوطن على المصالح المذهبية والطائفية، مجددا دعمه لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن. وأكد الرئيس الجيبوتي تضامن جيبوتي مع الحكومة اليمنية مناشدا الدول العربية وخاصة الخليجية والمجتمع الدولي للتضامن مع الشعب اليمني الشقيق. وقال إن اليمن يمثل العمق الاستراتيجي للأمن العربي ودول القرن الأفريقي نتيجة لدوره وتأثيره المباشر على الأمن والسلم العالمي. وأعرب جيله عن أسفه باستمرار التعنت الإسرائيلي ومواصلة الاحتلال وهدم البيوت على مرمى ومسمعالمجتمع الدولي، وقال إن القضية الفلسطينية لازالت ترواح مكانها دون احراز أي تقدم في العملية السلمية. وناشد الأسرة الدولية لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط ومساندة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ودعا جيله في ختام كلمته الأمة العربية والإسلامية إلى مواجهة التحديات والتمسك بالقيم الإسلامية وتوحيد الجهود والعمل على مواكبة متطلبات العصر، داعيا إلى المزيد من التكافل والمحبة والتراحم ومواصاة الفقراء وصلة الرحم.