قال الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر جيله، مساء الأحد، إن "التطرف الديني بات ظاهرة مقلقة، تهدد حاضر ومستقبل المنطقة، وتشهو الصورة الحضارية للدين الإسلامي الحنيف". جاء ذلك خلال افتتاحه، الملتقى الإقليمي الثاني لعلماء شرق أفريقيا، الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والثقافية والأوقاف الجيبوتية، في قصر الشعب، تحت عنوان "التطرف الديني والتشدد.. آليات المواجهة والعلاج" ويستمر 3 أيام. وأكد الرئيس الجيبوتي خلال كلمته على أهمية الملتقى "للتباحث حول الآليات الكفيلة لمواجهة تنامي ظاهرة التطرف الديني، التي تشكل تهديدا حقيقيا على الأمن العام والسلم المجتمعي في الإقليم". وأضاف "ديننا الحنيف قائم على الرحمة والتعاون والتعايش والتكافل بين الأفراد والشعوب"، معتبرا ظاهرة التطرف "تشوه هذه الصورة الحضارية للدين، وتهدد حاضر ومستقبل المنطقة". من جانبه، قال عبد الرحمن بن معلا اللويحق، ممثل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية، في كلمته التي ألقاها نيابة عن الوفود المشاركة في حفل الافتتاح، إن "جرائم التطرف الديني، لا تمت للدين الاسلامي بأي صلة، والشريعة الإسلامية السمحة والعدوان على الخلق بكافة أشكاله، ضدان لا يجتمعان". فيما أعرب آدم حسن آدم، وزير الشئون الإسلامية والثقافة والأوقاف في جيبوتي عن أمله في أن يتوصل الملتقى إلى آليات أكثر فاعلية للحد من انتشار هذه ظاهرة التطرف. واعتبر في كلمته أن من أسباب زيادة خطر التطرف الديني، "تصدر بعض الأفراد والجماعات كواجهة إطلاق الفتوى، وتوظيف الدين لأغراض سياسية بحتة ومآرب دنيوية قريبة". وأشار إلى أن ذلك "جعل عقلاء الأمة يُنادون بضرورة إبعاد الدعوة والفتوى عن أي توظيف سياسي أو صراعات حزبية أو مذهبية، قد تتاجر باسم الدين أو تستغل عاطفة التدين لتحقيق مصالح خاصة" على حد قوله. ويستمر الملتقى الذي تم افتتاحه مساء الأحد، حتى الثلاثاء، وحضر جلسته الافتتاحية إلى جانب الرئيس الجيبوتي رئيس الوزراء، عبد القادر كامل محمد، وعدد من أعضاء الحكومة، وممثلون عن دول شرق أفريقيا (الصومال وإثيوبيا والسودان وكينيا)، إضافة إلى ممثلين عن المملكة العربية السعودية واليمن. ويبحث الملتقى في جلساته، مواضيع "التكفير"، و"الولاء والبراء"، و"طاعة ولي الأمر"، و"الإسلام السياسي"، و"حب الوطن"، و"دور المسجد".