قُتل ما لا يقلّ عن 6 أشخاص، وأصيب عدد آخر بجروح، في تبادل لإطلاق النار وقع، اليوم الخميس، بين قوات من البعثة الأممية "مينوسكا" ومجموعة من الشباب المسلمين، في مدينة بامباري، شرقي أفريقيا الوسطى، بحسب شهود عيان. وأفاد شهود العيان، بأن "مجموعة من الشباب المسلمين حاولوا الانتقام لمقتل شاب مسلم، أضرمت عناصر من "أنتي بالاكا" (ميليشيا مسيحية) النار فيهأ أمس الأربعاء، وهو على متن شاحنته، على بعد 30 كم شرقي بامباري، وتوجهوا إلى موقع يضم عدداً من هذه العناصر، بغية اقتحامه غير أنّ القوات الأممية ردّت بفتح النار على المهاجمين، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص، وجرح آخرين (لم تحدد هويتهم بعد)". وتعقيباً على الحادثة، قال المتحدّث السابق باسم هيئة أركان تحالف "سيليكا" (إئتلاف سياسي وعسكري مسلم)، لوكالة الأناضول، إن "أحد الشباب المسلمين كان يستقل شاحنته، يوم أمس، على مستوى محور (بامباري- نداسيما)، شرقي البلاد، حين هاجمته عناصر أنتي بالاكا، وأضرموا النار فيه وهو على قيد الحياة، وهو ما أثار غضب المسلمين". وأضاف أنه "كان من الصعب احتواء غضب هؤلاء المسلمين، الأمر الذي استدعى تدخل المينوسكا التي فتحت النار عليهم". وأشار إلى أنه "من المنتظر أن يجتمع الزعماء الدينيون، والسلطات، والمنظمات غير الحكومية، في وقت لاحق اليوم، للتباحث حول سبل إعادة الهدوء إلى المدينة". وحتى الساعة 12 ت.غ.، رفضت قوات "المينوسكا" التعليق على الحادثة. وتشهد "بامباري"، منذ شهر مايو/ أيار الماضي، أحداث عنف متواترة، كان آخرها اندلاع اشتباكات بين عناصر يرجح انتماؤها لميليشيات "أنتي بالاكا"، ورعاة مسلمين يطلق عليهم شعوب الفولاني (رعاة أغلبهم مسلمون)، وفقاً لمصادر محلية، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 11 شخصاً، بينهم اثنان من الجانب الفولاني. وقبل ذلك، قتل 17 شخصاً ينتمون إلى مجموعة "غولا" العرقية، إثر مواجهات مع مجموعة من رعاة "البوول"، وكلتاهما منتميتان إلى "سيليكا"، بحسب ما صرح به أحمد نجاد إبراهيم، الناطق باسم قيادة أركان السيليكا، في حينه، للأناضول. وكان صراع على السلطة اندلع العام الماضي في أفريقيا الوسطى، الغنية بالثروات المعدنية، وتطور إلى اقتتال طائفي بين عناصر "سيليكا"، و"أنتي بالاكا"، أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف، بحسب الأممالمتحدة. واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكرياً، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من مايو/ آيار الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي، بدأت بالانتشار منذ منتصف سبتمبر/ أيلول.